يشهد العالم العديد من التطورات السياسية و الاقتصادية التي من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على الأسواق العالمية. مع دخول العديد من الأحداث الحاسمة في الأسابيع المقبلة، من المتوقع أن يكون لها انعكاسات على الأسعار، العلاقات التجارية، وقرارات السياسة النقدية. ويجب أن تراقب الأسواق في الأسبوع المقبل ومن اهم الاحداث
إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل
تترقب الأسواق إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثاني من أبريل بشأن الرسوم الجمركية الجديدة.
وهو حدث وصفته وكالة بلومبرج بأنه “يوم التحرير”. في حين أن ترامب كان قد هدد سابقًا بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على جميع الدول، تشير التقارير إلى أنه قد يعلن عن رسوم أكثر استهدافًا، مما قد يُحدث تأثيرًا مباشرًا على التجارة العالمية.
فإن بعض الدول التي تتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة قد تُعفى من الرسوم.
وهو ما يُعتبر خطوة لصالح العلاقات التجارية مع هذه الدول. ومع ذلك، يعتقد المحللون أن هذا التوجه قد يؤدي إلى توتر أكبر في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها الرئيسيين، وقد يتسبب في آثار سلبية على الاقتصاد العالمي وعلى أرباح الشركات الكبرى.
من المتوقع أن يؤدي هذا الإعلان إلى اتخاذ بعض الدول تدابير مضادة.
وهو ما سيؤثر في تحركات الأسواق المالية في الأيام التالية. يرى المحللون أن التغييرات في السياسة التجارية ستظل تحمل آثارًا سلبية على الاقتصاد على المدى القصير والمتوسط.
مما يجعل من الضروري مراقبة أي إعلان قد يصدر بهذا الشأن.
مؤشرات مديري المشتريات ومستقبل النشاط الاقتصادي
من بين المؤشرات الاقتصادية التي ستُراقب هذا الأسبوع هو مؤشر مديري المشتريات العالمي المركب (S&P Global Composite)، والذي يتتبع نشاط الأعمال في قطاعات التصنيع والخدمات. بعد أن شهد المؤشر تراجعًا طفيفًا في الشهر الماضي إلى 51.6 نقطة.
من المتوقع أن ينخفض إلى 51.5 نقطة في مارس. تشير هذه القراءة إلى نمو محدود، حيث أن أي قراءة فوق 50 تشير إلى التوسع الاقتصادي، بينما تشير القراءة تحت 50 إلى انكماش النشاط.
الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة في كندا
بالإضافة إلى ذلك، يُنتظر إصدار بيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، الذي يُعد مقياسًا رئيسيًا للتضخم في الولايات المتحدة. في الأسبوع الماضي، أقر بنك الاحتياطي الفيدرالي بسياسات نقدية تشير إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. ورغم ذلك، أكّد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن الاقتصاد الأمريكي “قوي بشكل عام”، وهو ما يعكس التوقعات المتفائلة تجاه الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل.
شهدت كندا مؤخرًا تصاعدًا في التوترات مع الولايات المتحدة، بسبب التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية إضافية. وفي هذا السياق، دعا رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى إجراء انتخابات مبكرة في 28 أبريل.
معتبراً أن هذا هو الوقت المناسب للحصول على تفويض قوي لمواجهة التهديدات التجارية من الإدارة الأمريكية. ومن المتوقع أن يكون لهذه الدعوة انعكاسات كبيرة على العلاقات بين كندا والولايات المتحدة في حال أُجريت الانتخابات كما هو مخطط لها.
هذه الدعوة تأتي في وقت حساس، حيث أنه بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام، تم تأجيل فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على كندا. كما تم فرض رسوم على الصلب والألومنيوم، ما زاد من حدة التوترات بين البلدين. وكرد فعل، فرضت كندا إجراءات تجارية انتقامية في محاولة لمطالبة واشنطن باحترام معاهدة التجارة بين البلدين.
محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا
في سياق آخر، تستمر الأزمة الأوكرانية في التأثير على الأسواق.
حيث تجري الولايات المتحدة وروسيا محادثات في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في البحر الأسود. ويُتوقع أن يكون لهذه المفاوضات تأثير على استقرار المنطقة وعلى الأسواق العالمية، خاصة فيما يتعلق بتجارة الطاقة والشحن البحري.
التطورات في هذه الملفات ستظل قيد المتابعة، حيث إن أي تغييرات قد يكون لها تأثير مباشر على الأسواق العالمية والمستثمرين.
لقاء الرؤساء التنفيذيين مع الرئيس الصيني
من المتوقع أن تشهد السوق الكندية تأثيرات كبيرة نتيجة لهذه التحولات السياسية.
حيث يمكن أن يؤدي أي تصعيد في النزاع التجاري إلى تداعيات على النمو الاقتصادي في كندا، وهو ما سيكون له انعكاس على أسواق النفط والسلع.
يُتوقع أن تسهم هذه المحادثات في تخفيف حدة النزاع، مما يفتح المجال لزيادة تدفقات الشحن في المنطقة.
خاصة بالنسبة للنفط والغاز الطبيعي. ومع ذلك، فإن العديد من المسؤولين في بعض الدول الأوروبية يظلون متشككين بشأن إمكانية أن يتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مطالبه.
إذا تحققت هذه المحادثات، فإنها ستساهم في تقليل التقلبات في أسواق الطاقة.
حيث سيعني ذلك استقرارًا أكبر في تدفقات إمدادات النفط والغاز الطبيعي من المنطقة. وعليه، يجب مراقبة تطورات هذه المحادثات عن كثب.
يُتوقع أن يلتقي عدد من الرؤساء التنفيذيين العالميين مع الرئيس الصيني شي جين بينج هذا الأسبوع في منتدى التنمية الصيني. من بين الحاضرين المقرر أن يكونوا تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، وكريستيانو أمون من كوالكوم، وباسكال سوريو من أسترازينيكا، وأمين الناصر من أرامكو السعودية. هذا اللقاء يأتي في وقت حساس حيث تواجه الصين تصعيدًا في الرسوم الجمركية الأمريكية.
على الرغم من التوترات التجارية بين البلدين، تُعرب الصين عن رغبتها في تعزيز استثماراتها الأجنبية.
مما يُظهر محاولة لتخفيف تداعيات الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. يُتوقع أن يسهم هذا المنتدى في تعزيز العلاقات التجارية بين الصين والدول الأخرى.
وقد يكون له دور كبير في استقرار الأسواق في المستقبل.
في الختام، تشهد الأسواق العالمية هذه الأيام حالة من الترقب، مع العديد من التحديات التي تلوح في الأفق. من الرسوم الجمركية التي قد تؤثر على العلاقات التجارية إلى محادثات السلام في أوكرانيا، تبقى الأسواق في حالة تأهب استعدادًا لأي تطورات جديدة. سيؤثر كل من هذه الأحداث على الأسعار والتوجهات الاقتصادية، مما يقتضي مراقبتها عن كثب لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.