تأسس بنك إنجلترا في 27 يوليو 1694. وكان غرضه الأصلي هو العمل كمصرفي للحكومة، وإدارة الدين الوطني، وتوفير عملة مستقرة وموثوقة للتجارة والتبادل التجاري. مجلس ادراة هذا البنك يتألف دمن مديرين غير تنفيذيين، ويشرف على عمليات البنك، ويتم تعيين أعضائه من قبل الملك و لجنة السياسة النقدية مسؤولة عن وضع السياسة النقدية لتحقيق هدف التضخم للحكومة. وتتكون من المديرين التنفيذيين للبنك وأعضاء خارجيين.. تم إنشاء البنك لمواجهة التحديات المالية التي واجهتها الحكومة خلال أواخر القرن السابع عشر، وخاصة في تمويل الحروب.
لدى بنك إنجلترا العديد من المهام والمسؤوليات الأساسية:
- السياسة النقدية: يقوم البنك بوضع وتنفيذ السياسة النقدية لتحقيق هدف التضخم الذي حددته الحكومة ودعم الاستقرار الاقتصادي.
- إصدار العملة: البنك مسؤول عن إصدار وتنظيم الأوراق النقدية والعملات المعدنية في إنجلترا وويلز. ومع ذلك، تصدر البنوك الاسكتلندية والأيرلندية الشمالية أوراقها الخاصة.
- مصرفي للحكومة: يعمل البنك كمصرفي للحكومة، حيث يقوم بإدارة حساباتها وإصدار الديون وتقديم الخدمات المصرفية.
- مصرفي للبنوك: يعمل كمصرفي للبنوك الأخرى، حيث يوفر لها خدمات مثل الاحتفاظ بالاحتياطيات وتسهيل المدفوعات.
- الاستقرار المالي: يراقب البنك ويعمل على تعزيز استقرار ومرونة النظام المالي، ومعالجة المخاطر المحتملة على الاستقرار المالي .
- الإشراف والتنظيم: يقوم بالتنظيم والإشراف على المؤسسات المالية للتأكد من أنها تعمل بأمان وامتثالها للوائح ذات الصلة .
- البحث والتحليل: يجري البنك أبحاثًا وتحليلات اقتصادية لتوجيه قرارات السياسة والمساهمة في فهم أوسع للاقتصاد .
- القرار: في حالة فشل أحد البنوك، يتمتع بنك إنجلترا بصلاحيات لإدارة حله بطريقة تقلل من التأثير على النظام المالي الأوسع.
وتساهم هذه الوظائف بشكل جماعي في مهمة البنك المتمثلة في الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي في المملكة المتحدة .
تأثير بنك إنجلترا في السياسة النقدية
يؤثر بنك إنجلترا على السياسة النقدية في المملكة المتحدة في المقام الأول من خلال الآليات التالية:
أسعار الفائدة: إحدى الأدوات الرئيسية هي تحديد سعر الفائدة لدى البنك، والذي يؤثر على أسعار الفائدة في جميع أنحاء الاقتصاد. ويهدف البنك من خلال رفع أو خفض سعر الفائدة إلى السيطرة على التضخم ودعم النمو الاقتصادي.
مشتريات الأصول (التيسير الكمي): يشارك البنك في التيسير الكمي عن طريق شراء الأصول المالية، وعادة ما تكون السندات الحكومية. وهذا يزيد من المعروض النقدي، ويخفض أسعار الفائدة طويلة الأجل، ويحفز النشاط الاقتصادي.
التوجيه المستقبلي: يقدم البنك إرشادات مسبقة لتوصيل نواياه فيما يتعلق بالسياسة النقدية المستقبلية. يساعد هذا التوجيه في تشكيل التوقعات في الأسواق المالية وبين الشركات والمستهلكين.
استهداف التضخم: لدى البنك هدف التضخم الذي حددته الحكومة. يتم اتخاذ قرارات السياسة النقدية بهدف تحقيق هذا الهدف، المحدد حاليًا عند 2٪ لمؤشر أسعار المستهلك (CPI).
اعتبارات الاستقرار المالي: يأخذ البنك في الاعتبار المخاوف الأوسع المتعلقة بالاستقرار المالي في قراراته المتعلقة بالسياسة النقدية. ويشمل ذلك مراقبة المخاطر في النظام المالي واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع التهديدات المحتملة أو التخفيف منها.
عمليات السوق المفتوحة: يقوم البنك بإجراء عمليات السوق المفتوحة، حيث يقوم بشراء أو بيع الأوراق المالية الحكومية في السوق المفتوحة. وتؤثر هذه العمليات على مستوى الاحتياطيات في النظام المصرفي، مما يؤثر على أسعار الفائدة قصيرة الأجل.
التواصل: التواصل الواضح هو جانب حاسم. يقوم البنك بإبلاغ قراراته السياسية ومبرراته وتوقعاته الاقتصادية إلى الجمهور والأسواق المالية وأصحاب المصلحة الآخرين.
لجنة السياسة النقدية (MPC) مسؤولة عن اتخاذ القرارات بشأن أسعار الفائدة والجوانب الأخرى للسياسة النقدية. هدف بنك إنجلترا هو الحفاظ على استقرار الأسعار ودعم الأهداف الاقتصادية التي حددتها الحكومة.
تفاعل بنك إنجلترا مع البنوك المركزية والمؤسسات الدولية
يتفاعل بنك إنجلترا مع البنوك المركزية الأخرى والمؤسسات المالية الدولية من خلال قنوات وآليات مختلفة:
العلاقات الثنائية: يحتفظ بنك إنجلترا بعلاقات مباشرة مع البنوك المركزية الأخرى على أساس ثنائي. ويتضمن ذلك التواصل والتعاون بشكل منتظم بشأن السياسة النقدية والاستقرار المالي والقضايا الأخرى ذات الصلة.
المنتديات الدولية: يشارك البنك في المنتديات والمنظمات الدولية التي تلتقي فيها البنوك المركزية لمناقشة القضايا الاقتصادية والمالية العالمية. ومن الأمثلة على ذلك بنك التسويات الدولية (BIS)، وصندوق النقد الدولي (IMF)، ومجلس الاستقرار المالي (FSB).
تعاون البنوك المركزية: غالباً ما تتعاون البنوك المركزية لمواجهة التحديات المشتركة وضمان الاستقرار المالي العالمي. قد يشارك بنك إنجلترا في إجراءات منسقة أو تبادل المعلومات مع البنوك المركزية الأخرى في أوقات الضغوط الاقتصادية أو الأزمات.
صرف العملات والاحتياطيات: يدير البنك احتياطيات النقد الأجنبي في المملكة المتحدة وقد يشارك في عمليات صرف العملات مع البنوك المركزية الأخرى للتأثير على أسعار الصرف أو تلبية احتياجات السيولة.
مراقبة الاستقرار المالي: يتعاون بنك إنجلترا مع نظرائه الدوليين لرصد ومعالجة المخاطر التي تهدد الاستقرار المالي العالمي. ويتضمن ذلك تبادل المعلومات، وإجراء تقييمات مشتركة، وتنسيق استجابات السياسات.
الأبحاث وتبادل البيانات: تتبادل البنوك المركزية نتائج الأبحاث والبيانات الاقتصادية والرؤى لتعزيز فهمها للاتجاهات الاقتصادية العالمية. ويساهم هذا التعاون في اتخاذ قرارات مستنيرة.
التعاون التنظيمي: يعمل البنك مع الهيئات التنظيمية الدولية لتطوير وتنفيذ معايير تنظيمية متسقة للنظام المالي العالمي. ويشمل ذلك التعاون في الأنظمة المصرفية، ومتطلبات رأس المال، وممارسات إدارة المخاطر.
إدارة الأزمات: في أوقات الأزمات المالية، تقوم البنوك المركزية بتنسيق الجهود لتحقيق الاستقرار في الأسواق ومنع العدوى. وقد يشمل ذلك توفير دعم السيولة، أو إجراء تدخلات مشتركة، أو تنفيذ تدابير أخرى لاستعادة الثقة.
ومن خلال هذه التفاعلات، يساهم بنك إنجلترا في الحوكمة العالمية للأسواق المالية ويلعب دورًا في تشكيل السياسات النقدية والمالية الدولية. والهدف هو تعزيز التعاون والاستقرار والمرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.