واصلت أسعار الذهب هبوطها خلال تعاملات يوم الثلاثاء بعد أن شهدت انخفاضًا حادًا تجاوز 3% في الجلسة السابقة. يأتي هذا التراجع في ظل هدوء التوترات الجيوسياسية التي كانت قد أسهمت في دفع أسعار المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الماضية. وقد سجل الذهب مستويات مرتفعة، حيث كان يُنظر إليه كملاذ آمن للمستثمرين في وقت الأزمات والتوترات السياسية.
التقلبات الاقتصادية وتأثيرها على أسعار الذهب
الذهب عادة ما يشهد تقلبات كبيرة في الأسعار بسبب مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. من أبرز هذه العوامل هو الوضع السياسي العالمي، حيث يتأثر الذهب بشكل مباشر بالأحداث العالمية مثل الحروب والنزاعات التجارية. على سبيل المثال، عندما تتصاعد الأزمات أو تظهر مخاوف من ركود اقتصادي، يرتفع الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد التقلبات المالية. لكن عندما تهدأ هذه التوترات، يعاود الذهب التراجع.
في الآونة الأخيرة، شهدنا تحسنًا نسبيًا في الأوضاع السياسية العالمية، ما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية حول العالم كان له تأثير كبير على الأسعار، حيث دفع هذا إلى تقليل جاذبية الذهب مقارنة بالأدوات الاستثمارية الأخرى.
العوامل المؤثرة في تقلبات أسعار الذهب
من العوامل الرئيسية التي تؤثر في تقلبات الذهب، نجد التضخم وأسعار الفائدة. عندما يتزايد التضخم، يبحث المستثمرون عن أصول تحفظ القيمة، ويعتبر الذهب من أبرز هذه الأصول. في المقابل، عندما ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة، يصبح الذهب أقل جاذبية.
حيث يحصل المستثمرون على عوائد أفضل من الأصول ذات الفائدة. هذه العوامل تجعل أسعار الذهب عرضة للتقلبات، حيث ترتبط ارتباطًا وثيقًا بسياسات البنوك المركزية وأوضاع الأسواق العالمية.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب
بينما شهدنا تراجعًا في أسعار الذهب مؤخرًا، تشير التوقعات إلى أن التقلبات لن تتوقف عند هذا الحد. مع استمرار التحديات الاقتصادية في بعض الأسواق العالمية، من الممكن أن نرى أسعار الذهب تعود للارتفاع في حال حدوث أي تطورات غير متوقعة. من المتوقع أن يظل الذهب مدعومًا بزيادة الطلب من قبل المستثمرين.
توجه السوق وتوقعات المحللين بشأن الذهب
واصل الذهب التذبذب في الأسعار مؤخرًا، حيث شهد تراجعًا ملحوظًا في بعض الفترات. لكن، على الرغم من تراجعه، يظل المعدن الأصفر يحافظ على مستوى سعري جيد نسبيًا. في هذا السياق، أشار “مات سيمبسون”، كبير المحللين في شركة سيتي إندكس، إلى أن الذهب لا يزال يحظى بالطلب كملاذ آمن، على الرغم من عمليات البيع المفرط التي شهدها السوق في الجلسات السابقة.
الذهب كملاذ آمن في الأوقات العصيبة
أضاف “سيمبسون” أنه من المحتمل أن نشهد مزيدًا من التقلبات في الأسعار مستقبلاً، خاصة مع عودة التركيز على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. على الرغم من بيع الذهب في السوق، إلا أن الطلب عليه يظل ثابتًا إلى حد ما.
نظرًا لكونه واحدًا من أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين في الأوقات غير المستقرة. تاريخيًا، يُعتبر الذهب من أفضل الأصول التي يتجه إليها المستثمرون في فترات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، مثل الحروب التجارية أو النزاعات الدولية.
تأثير السياسات الاقتصادية على الذهب
من جانب آخر، كان الرئيس ترامب قد تعهد في وقت سابق بفرض تعريفات جمركية على بعض الدول مثل كندا والمكسيك والصين. هذا التوجه، الذي قد يسبب اندلاع حروب تجارية، يضيف مزيدًا من الضبابية للأسواق العالمية.
مما يعزز من مكانة الذهب كاستثمار آمن في مواجهة هذه المخاطر. ومع استمرار التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، قد يزداد الطلب على الذهب ويستمر في الاحتفاظ بمكانته كأداة تحوط.
الذهب في ظل التوترات التجارية
من المعروف أن الذهب يرتفع عادة في الأوقات التي يزداد فيها القلق بشأن الاقتصاد العالمي أو عندما تصعد التوترات السياسية. الحروب التجارية والنزاعات بين الدول تؤدي إلى تراجع الثقة في الأسواق المالية، وبالتالي يهرع المستثمرون إلى الذهب باعتباره أداة تحوط ضد هذه المخاطر. في مثل هذه الظروف، يشهد الذهب زيادة في الطلب، مما يدفع بأسعاره نحو الارتفاع.
تصريحات من الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على الأسواق
في تصريحات حديثة، أكد “نيل كاشكاري”، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، أنه منفتح على خفض أسعار الفائدة مجددًا الشهر المقبل. يُعرف كاشكاري بتوجهاته المتشددة بشأن السياسة النقدية.
ولكن هذه التصريحات تشير إلى إمكانية إجراء تعديل في أسعار الفائدة لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية.
تُشير الأداة الخاصة بمتابعة أسعار الفائدة الأمريكية، والتي توفرها إنفستنغ السعودية.
إلى أن الأسواق تقدر حاليًا احتمال خفض الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر بنسبة 55.9%. هذا الاحتمال يفتح الباب أمام تكهنات جديدة حول مستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي، وكيف يمكن أن تؤثر هذه التغييرات على الأسواق المالية، بما في ذلك الذهب.
المراقبة الاقتصادية وتأثيرها على الأسواق
في الوقت نفسه، يُراقب المتداولون بيانات هامة، مثل بيانات ثقة المستهلك في الولايات المتحدة ومحضر اجتماع الفيدرالي لشهر نوفمبر، المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم. إضافة إلى ذلك، سيتم إصدار المراجعة الأولى للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي وأرقام مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الأساسية (PCE) هذا الأسبوع. هذه البيانات تشكل مؤشرات رئيسية حول حالة الاقتصاد الأمريكي وأداء الأسواق، ما يتيح للمستثمرين إمكانية اتخاذ قرارات مدروسة بشأن تحركاتهم الاستثمارية.
توقعات الذهب في ضوء تصريحات الفيدرالي
أشار “مات سيمبسون”، محلل في شركة سيتي إندكس، إلى أنه يتوقع أن يتداول الذهب في نطاق ضيق على المدى القصير.
مع ميل طفيف للارتفاع. هذه التوقعات تتماشى مع التغيرات المحتملة في السياسة النقدية الأمريكية. حيث أن خفض أسعار الفائدة قد يدفع المستثمرين للبحث عن أصول تحوط مثل الذهب.
مما يساهم في دفع الأسعار نحو الأعلى في حال استمر الوضع الاقتصادي في مساره الحالي.
أسعار الذهب تشهد تراجعًا حادًا بعد مكاسب قوية الأسبوع الماضي
تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد خلال تعاملات يوم الإثنين، متأثرة بعمليات جني الأرباح بعد أن حقق المعدن الأصفر أكبر مكاسبه منذ عامين الأسبوع الماضي. جاء هذا التراجع بعدما شهد الذهب ارتفاعات قوية نتيجة لتفاقم التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا.
ما دفع المستثمرين إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
هبوط حاد في أسعار الذهب عند التسوية
عند تسوية التداولات، هبطت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 3.45%، أي ما يعادل 93.7 دولار، لتصل إلى 2618.5 دولار للأوقية. بذلك، أنهى الذهب سلسلة مكاسب استمرت لخمس جلسات متتالية. هذا التراجع يعكس تقلبات الأسعار الطبيعية التي يمر بها الذهب.
خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية المتغيرة، بالإضافة إلى عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين الذين استفادوا من ارتفاعات الأسعار في الأسابيع السابقة.
التغيرات في أسعار الذهب الفوري والعقود الآجلة
أما بالنسبة لسعر الذهب الفوري، فقد تراجع بنسبة 0.45% ليصل إلى 2614 دولارًا للأوقية. في حين انخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.14%، لتسجل 2638 دولارًا. هذا التراجع يعكس التقلبات المعتادة التي يشهدها الذهب، حيث يتأثر بحركة الدولار الأمريكي بالإضافة إلى الأخبار الاقتصادية والجيوسياسية.
ارتفاع الدولار الأمريكي يؤثر على المعادن النفيسة
على الجانب الآخر، ارتفعت عقود مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.29% لتصل إلى 107.07 نقطة. وعادة ما يشهد الذهب تراجعًا في قيمته عندما يرتفع الدولار، حيث يُعتبر المعدن الأصفر بديلاً للاستثمار في حالة انخفاض العملة الأمريكية. يُعد هذا التراجع في أسعار الذهب نتيجة للتأثيرات المعاكسة بين حركة الدولار وأسعار المعادن الثمينة.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد استقر سعر الفضة الفوري عند 30.31 دولارًا للأوقية. كما تراجع سعر البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 937.55 دولارًا للأوقية. من ناحية أخرى، حافظ البلاديوم على استقراره عند 973.36 دولارًا للأوقية، مما يدل على استقرار نسبى في بعض المعادن الأخرى مقارنة بتقلبات الذهب.