يُتوقع أن يشهد العالم حدثًا اقتصاديًا مهمًا يوم الأربعاء، حيث من المنتظر أن يكشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية. هذا الإعلان المنتظر يثير اهتمام الأسواق العالمية، ويُتوقع أن يكون له تأثير كبير على النظام التجاري العالمي. في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق الإعلان، شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية انخفاضًا طفيفًا، في حين استقر الذهب عند مستويات مرتفعة. لكن التفاصيل الدقيقة بشأن الرسوم التي سيكشف عنها ترامب لا تزال غامضة.
الرسوم الجمركية: “يوم التحرير“
تستعد الأسواق لاستقبال إعلان ترامب المرتقب بشأن الرسوم الجمركية الجديدة، حيث من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي. الحدث سيعقد في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:00 بتوقيت جرينتش). وفقًا للبيت الأبيض، فإن الرسوم ستدخل حيز التنفيذ فور الإعلان عنها، بما في ذلك الرسوم الجمركية التي تبلغ نسبتها 25% على السيارات، والتي تم الكشف عنها في وقت سابق. تأتي هذه الرسوم ضمن سياسة ترامب التجارية، التي تركز على تصحيح الاختلالات التجارية، تعزيز الإيرادات الحكومية، واستعادة الوظائف الصناعية المفقودة.
لكن بعض الخبراء الاقتصاديين يحذرون من تداعيات هذه الإجراءات، إذ قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، مما قد يدفع البلاد إلى الركود. الشركات الأمريكية أعربت أيضًا عن مخاوفها بسبب حالة عدم اليقين التي تحيط بتغييرات السياسة، مما قد يؤثر على قراراتها بشأن الإنفاق والتوظيف.
الأسواق المالية تتفاعل بحذر مع التوقعات
قبل إعلان ترامب المنتظر، ظلّت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في وضع الحذر. في الساعة 03:41 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بمقدار 64 نقطة أو بنسبة 0.2%. كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%، بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.3%. هذا التراجع يعكس الحذر الذي يسيطر على المستثمرين في الأسواق المالية في انتظار قرارات ترامب.
الذهب: ارتفاع ثم تراجع
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، حيث سجل المعدن النفيس أعلى مستوى له على الإطلاق في الجلسة السابقة. كان الطلب على الذهب قد ازداد في ظل استمرار المستثمرين في البحث عن ملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين العالمية. ومع ذلك، تراجعت الأسعار في يوم الأربعاء، حيث انخفضت بنسبة 0.2% إلى 3118.73 دولارًا للأوقية.
بعد أن كانت قد ارتفعت بنسبة 0.4% في التعاملات الآسيوية المبكرة. هذا التراجع جاء بعد حذر المتداولين في انتظار تفاصيل إعلانات ترامب، مما أدى إلى زيادة التقلبات في السوق.
الدولار والبيتكوين: استقرار مع الحذر
أما في وول ستريت، فقد أغلقت معظم المؤشرات الرئيسية على ارتفاع يوم الثلاثاء، بعد يوم من التداول المتقلب. هذه الزيادة في المؤشرات كانت نتيجة لمحاولات المستثمرين الاستعداد للحدث الكبير في اليوم التالي. ومع ذلك، شهدت الأسواق تقلبات ملحوظة في السندات والعملات بسبب المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد.
استقر مؤشر الدولار الأمريكي وعقود مؤشر الدولار الآجلة، وسط التركيز الكامل على خطط ترامب بشأن فرض الرسوم الجمركية. يُشاع أن الرئيس الأمريكي يدرس فرض رسوم جمركية تصل إلى 20% على واردات الولايات المتحدة من دول أخرى. ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، يدرس ترامب فرض رسوم جمركية على نحو 20% من الواردات القادمة.
في حين أفادت شبكة “سي إن بي سي” بأن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أكد أن الرئيس سيعتمد أعلى رسوم جمركية ممكنة على الشركاء التجاريين الرئيسيين.
أما بالنسبة لسوق العملات الرقمية، فقد حققت عملة البيتكوين تقدمًا طفيفًا، رغم حالة الحذر التي يواجهها المتداولون. في هذا السياق، سجلت أكبر عملة مشفرة في العالم انتعاشًا خافتًا بعد أن تكبدت خسائر فادحة في الربع الأول من عام 2025، إلا أن هذا الانتعاش كان هشًا في ظل الاضطرابات الاقتصادية الحالية.
النفط: تراجع متواضع قبل إعلان ترامب
أما بالنسبة لأسعار النفط، فقد شهدت انخفاضًا طفيفًا، حيث كان المتداولون حذرين في انتظار تأثيرات الرسوم الجمركية التي سيعلنها ترامب. الأسواق تترقب أيضًا اجتماع منظمة أوبك+ في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
حيث تناقش المجموعة النفطية خططًا لزيادة الإنتاج بشكل أكبر. هذا الترقب في أسواق النفط جاء بعد تهديدات ترامب لروسيا بفرض عقوبات إضافية ضد قطاع النفط الروسي، بالإضافة إلى تهديدات بالتدخل العسكري ضد إيران بسبب الاتفاق النووي.
المخاوف من تعطيل النمو العالمي تؤثر على الأسواق
على الرغم من أن بعض التجار راهنوا على احتمالية زيادة في أسعار النفط بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات نتيجة لقرارات ترامب.
إلا أن الزيادات الكبيرة في الأسعار كانت محدودة. تأتي هذه المحدودية بسبب المخاوف المستمرة من أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى تعطيل النمو العالمي وتضر بالطلب على النفط الخام. هذا التحدي يعكس التوترات الحالية في الأسواق النفطية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.
تأثير الرسوم الجمركية على التجارة العالمية
من المتوقع أن تترتب على الرسوم الجمركية الجديدة التي سيعلنها ترامب تبعات اقتصادية كبيرة على التجارة الدولية. فرض الرسوم قد يزيد من تقييد حركة التجارة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين.
مما يؤدي إلى انخفاض في مستويات التجارة العالمية. يمكن أن يؤدي هذا التقييد إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، سواء في الولايات المتحدة أو على مستوى العالم.
مما يعزز المخاوف من الركود.
دور الاحتياطي الفيدرالي في التعامل مع الوضع
سيكون للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دور مهم في مواجهة التداعيات المحتملة لسياسات ترامب التجارية. في حال أدت الرسوم الجمركية إلى زيادة التضخم، قد يكون على الاحتياطي الفيدرالي تعديل سياسته النقدية. سيكون على البنك المركزي الأمريكي أن يتعامل بحذر مع أي تغييرات في الاقتصاد الأمريكي من شأنها أن تؤثر على الأسواق المالية، وبالتالي على الاقتصاد العالمي.
ترقب وتحديات اقتصادية في الأفق
في الختام، يُتوقع أن تشهد الأسواق العالمية تقلبات كبيرة في الأيام القادمة بعد إعلان ترامب المرتقب بشأن الرسوم الجمركية. الأسواق تتفاعل بحذر مع هذه التغييرات، وسط ترقب لتأثيراتها على التجارة العالمية، النمو الاقتصادي، وأسواق المال. سيتعين على صناع السياسة في الولايات المتحدة وحول العالم اتخاذ قرارات حاسمة للتعامل مع التحديات الاقتصادية الجديدة التي قد تطرأ نتيجة لهذه السياسات.
