شهدت الأسواق الأمريكية تذبذباً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، حيث سجلت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية انخفاضاً طفيفاً بعد ارتفاع الأسهم في وول ستريت في الجلسة السابقة. هذا التذبذب جاء في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاصيل الرسوم الجمركية المرتقبة والتي يُتوقع أن تُعلن في الأسبوع المقبل. بينما تحاول الأسواق التكيف مع الأوضاع الاقتصادية، تواصل الشركات والمستثمرون تقييم تأثير هذه القرارات على الاقتصاد العالمي. في هذا السياق، سنناقش العوامل المختلفة التي تؤثر في أسواق الأسهم الأمريكية، بدءًا من الرسوم الجمركية وصولًا إلى تقارير الأرباح وبيانات التضخم.
العقود الآجلة للأسواق الأمريكية
بدأت العقود الآجلة للأسواق الأمريكية في الانخفاض بعد فترة من النمو في الجلسة السابقة.
حيث راقب المستثمرون الخطط المقررة لفرض التعريفات الجمركية من قبل إدارة ترامب. هذه التعريفات التي من المتوقع أن تُعلن في الثاني من أبريل المقبل، تُثير القلق في الأسواق العالمية. في الوقت نفسه، يحاول المتداولون استيعاب تأثير هذه الرسوم الجمركية على مختلف القطاعات الاقتصادية.
وبحلول الساعة 04:31 بالتوقيت الشرقي، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بمقدار 45 نقطة أو 0.1%.
في حين تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 8 نقاط أو 0.1%. كما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بمقدار 37 نقطة أو 0.2%. كانت الأسواق قد شهدت مكاسب طفيفة في الجلسة السابقة بعد التقارير الإعلامية التي أشارت إلى أن الرسوم الجمركية المقررة قد تكون أقل قسوة مما كان يُتوقع.
تصريحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية
في مقابلة مع شبكة “نيوز ماكس”، صرّح الرئيس ترامب بأنه سيعمل على تقليص عدد الاستثناءات الممنوحة في خطط فرض التعريفات الجمركية. وقد أشار إلى أنه يفضل الحد من هذه الاستثناءات بشكل كبير.
حيث كان قد هدد في وقت سابق بفرض رسوم جمركية على السلع الواردة من بعض الدول التي تعاني من خلل في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة.
التركيز على الأرباح المستقبلية
من المتوقع أن تستهدف هذه الرسوم نحو 15 دولة يُعتقد أن لديها فائض تجاري مع أمريكا. وأوضح ترامب أن قطاعات مثل السيارات، الأدوية، وأشباه الموصلات ستكون من بين الأكثر تأثراً.
إلا أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة بشأن هذه الرسوم حتى الآن. هذا التصريح أثار القلق لدى المستثمرين، حيث يخشى البعض من أن تؤدي هذه الرسوم إلى زيادة التضخم وتقليص معدلات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وبقية العالم.
في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق، تواصل الشركات الأمريكية الإعلان عن نتائج أرباحها، وهو يعد عاملاً في تحديد الاتجاهات المستقبلية للأسواق. ومن المقرر أن تكشف عدد من الشركات عن نتائج أرباحها قبل بدء التداول في وول ستريت.
على سبيل المثال، شركة Chewy، المتخصصة في تجارة أغذية الحيوانات الأليفة عبر الإنترنت.
وكذلك شركة Dollar Tree التي تركز على التجارة بالتجزئة للمنتجات الاقتصادية، ستكون محط اهتمام كبير. بالإضافة إلى ذلك، ستعلن شركة Cintas، التي توفر زي العمل، وشركة Paychex التي تقدم خدمات الرواتب، عن أرباحها. يتوقع المحللون أن تقدم شركتا Cintas وPaychex رؤى مفيدة حول اتجاهات التوظيف في الشركات الأمريكية.
ويترقب المستثمرون أيضاً نتائج شركة “Dollar Tree” حيث يُتوقع أن تقدم الشركة تعليقات بشأن توقعات المستهلكين ذوي الدخل المنخفض.
وهو أمر بالغ الأهمية في ضوء مؤشرات اقتصادية تُظهر تراجع ثقة المستهلكين.
التضخم في المملكة المتحدة وتأثيره على الأسواق
عندما انخفض معدل التضخم في المملكة المتحدة في فبراير، أتاح ذلك قدراً من الراحة للمستشارة راشيل ريفز. حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.8% على أساس سنوي، وهو ما جاء أقل من التوقعات البالغة 3.0%. رغم أن هذا الرقم ما يزال أعلى من الهدف المحدد من قبل بنك إنجلترا البالغ 2.0%، إلا أن الانخفاض يعكس قدرة الاقتصاد البريطاني على السيطرة على الضغوط التضخمية نسبياً. تظهر هذه البيانات أهمية مراقبة التضخم على المستوى العالمي.
حيث يُعد التضخم أحد العوامل الأساسية التي تساهم في تحديد اتجاهات السياسة النقدية على مستوى العالم.
ارتفاع أسعار النفط وأثرها على الاقتصاد العالمي
أثرت التطورات في سوق النفط بشكل كبير على الأسواق العالمية. حيث ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء، مدفوعةً بمخاوف من تقلص الإمدادات، بالإضافة إلى انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام الأمريكية. وفي الوقت ذاته، أثرت الأنباء بشأن اتفاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا لوقف الهجمات البحرية على أسواق النفط.
رغم هذا الارتفاع، تم تحديد المكاسب بشكل جزئي بعد أن تم الإعلان عن اتفاقات لتخفيف بعض العقوبات المفروضة على روسيا. هذا من شأنه أن يؤدي إلى استئناف تدفق إمدادات النفط الخام إلى الأسواق العالمية. في الجلسة السابقة، سجل خام برنت والخام الأمريكي أعلى مستوى لهما في ثلاثة أسابيع.
مدعومين بخطط الولايات المتحدة للحد من صادرات النفط الفنزويلية والإيرانية.
فيما أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي انخفاضاً في مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 4.6 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وهو ما فاق التوقعات. ومن المنتظر أن يصدر التقرير الرسمي حول مخزونات النفط الخام من إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق.
العوامل المؤثرة في الأسواق العالمية
على الرغم من تقلبات الأسواق، هناك عدة عوامل أخرى تؤثر على الأسهم العالمية. من بينها التوترات الجيوسياسية، مثل النزاع بين روسيا وأوكرانيا، والتي تؤثر بشكل كبير على أسواق الطاقة. كما أن الأوضاع الاقتصادية في الصين وأوروبا تلعب دورًا في تحديد آفاق النمو العالمي.
أيضاً، يعتبر القرار المتوقع من بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة بشأن أسعار الفائدة من العوامل المؤثرة في الأسواق.
حيث يُنتظر أن يُعلن البنك المركزي الأمريكي عن أي تغييرات في سياسته النقدية في الفترة المقبلة.
على الرغم من التحديات الحالية، تواصل الأسواق العالمية مراقبة تطورات الرسوم الجمركية والتضخم في المملكة المتحدة.
بالإضافة إلى الأرباح الفصلية للشركات الكبرى. يُظهر الاتجاه العام أن الأسواق تتأثر بشكل متزايد بالقرارات السياسية والتجارية، وتظل الشركات والمستثمرون في حالة ترقب لأي تغييرات قد تحدث في البيئة الاقتصادية العالمية.