تتجه أسعار الذهب نحو تحقيق أفضل أداء أسبوعي لها خلال عام 2024، حيث تجاوزت حاجز 2700 دولار، مدعومة بالطلب المتزايد على الأصول الآمنة في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا. كما أن المستثمرين يقيمون توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. هذا الارتفاع يساهم في تعزيز وضع الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.
في هذا السياق، صرح محلل الأسواق بأن الذهب يحظى بدعمه نتيجة لتصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا والمخاطر الناجمة عن احتمالات وقوع نزاعات إضافية.
إلى جانب هذه العوامل الجيوسياسية، يتلقى الذهب أيضًا دعمًا من المخاوف الاقتصادية وانخفاض معدلات الفائدة. حيث أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو إلى دعمه لمزيد من خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
مؤكدًا على احتمالية تقليل وتيرة هذا الخفض. وفيما يتعلق بتوقعات السوق، أظهرت بيانات أداة متابعة الفائدة الأمريكية أن هناك احتمالًا بنسبة 59.4% لتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم في ديسمبر.
من جهة أخرى، يواصل السوق تأثره بالتحولات الاقتصادية العالمية، حيث يتم مراقبة الأحداث الدولية عن كثب. في ظل هذا الوضع، من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في تحقيق مزيد من المكاسب في حال استمرت المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية في التأثير على الأسواق العالمية.
إن التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب تبقى مشوشة إلى حد ما، حيث تعتمد على مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. من المهم أن يتابع المستثمرون عن كثب الأحداث المقبلة، خاصةً تلك المتعلقة بتطورات الصراع الروسي الأوكراني وأي قرارات تتعلق بتغيير أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
إذ يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأسواق المالية. تشير هذه التحركات إلى أن الذهب قد يظل في وضع قوي خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا استمرت الأزمات العالمية في التأثير على الأسواق المالية.
استمرار التوترات الجيوسياسية والاقتصادية
من المتوقع أن يترقب المستثمرون بيانات مؤشر ميشيغان التي ستصدر في الساعة 18:00 بتوقيت الرياض. كما سيتم متابعة تصريحات “ميشيل بومان”، عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
للحصول على إشارات إضافية بشأن مسار خفض أسعار الفائدة في المستقبل. هذه البيانات قد توفر إشارات مهمة حول توجهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة وتؤثر على الأسواق المالية العالمية.
وفي هذا الصدد، صرح رئيس الأسواق المؤسسية العالمية بأن حركة أسعار الذهب على المدى القصير قد تتأثر بإصدارات البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة التي من المتوقع صدورها في الأسبوع المقبل. من بين هذه البيانات، سيتم التركيز على بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأولية ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الأساسي. تشير التوقعات إلى أن أسعار الذهب قد تستهدف نطاقًا بين 2690 و2715 دولارًا، بناءً على الاتجاهات الأخيرة في السوق.
تستمر التوترات الجيوسياسية والاقتصادية في التأثير بشكل كبير على تحركات أسعار الذهب. في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون تطورات الوضع في أوكرانيا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي.
يظل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين الذين يسعون لحماية أصولهم من المخاطر المتزايدة. علاوة على ذلك، يشير انخفاض أسعار الفائدة إلى احتمالية بقاء الطلب على الذهب قويًا في الأجل القصير.
من المتوقع أن تساهم البيانات الاقتصادية الأمريكية في تحديد اتجاهات الأسواق المالية خلال الفترة المقبلة. في حال أثبتت البيانات أنها ضعيفة أو أظهرت تراجعًا في النمو الاقتصادي، قد يرتفع الطلب على الذهب كأداة استثمارية آمنة. في المقابل، إذا جاءت البيانات قوية وأظهرت تحسنًا في الاقتصاد الأمريكي، فقد يؤدي ذلك إلى ضغوط على أسعار الذهب.
إن المراقبة الدقيقة لتلك البيانات والسياسات المستقبلية التي سيتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستظل محورية في تحديد مسار أسعار الذهب في الأيام المقبلة.
أسعار الذهب في الارتفاع بدعم من الطلب المتزايد
سجلت أسعار الذهب مكاسب قوية في تعاملات الخميس، مدفوعة بارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا. هذا التصعيد ساهم في جذب المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن لحماية أموالهم من المخاطر المحتملة.
عند تسوية التداولات، صعدت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.85%، أي ما يعادل 23.2 دولار، لتصل إلى 2674.90 دولار للأوقية. هذا السعر يعتبر الأعلى للذهب منذ نهاية جلسة 8 نوفمبر، التي كانت عند 2694.80 دولار. وبذلك، يظهر المعدن الأصفر قوة واضحة في مواجهة الأوضاع الجيوسياسية المتوترة.
أما بالنسبة للذهب الفوري، فقد ارتفع بنسبة 1% ليصل إلى 2697 دولارًا للأوقية. بذلك، سجل الذهب مكاسب أسبوعية تقدر بحوالي 5%، وهي الأفضل منذ أوائل أكتوبر 2023. كما زادت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.95% لتصل إلى 2701 دولارًا. هذه المكاسب تعكس زيادة قوية في الطلب على المعدن الأصفر وسط القلق من التطورات العالمية.
من ناحية أخرى، شهد مؤشر الدولار استقرارًا عند مستوى 106.94 نقطة. هذا الاستقرار في قيمة الدولار يساعد في دعم استمرار مكاسب الذهب.
حيث يميل المستثمرون إلى شراء المعدن الأصفر عندما تنخفض قيمة العملات الأخرى أو تكون غير مستقرة.
أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 30.88 دولارًا للأوقية، مما يعكس الطلب المتزايد على المعادن الثمينة. في المقابل، تراجع البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 959.50 دولارًا للأوقية. من جهة أخرى، سجل البلاديوم ارتفاعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 1032.90 دولارًا للأوقية. على الرغم من التباين بين هذه المعادن، من المتوقع أن تحقق جميعها مكاسب أسبوعية.
إجمالًا، تستمر أسعار الذهب في الارتفاع بدعم من الطلب المتزايد وسط التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية.