شهدت أسواق المعادن في بداية الأسبوع تحركات ملحوظة، حيث سجل الذهب ارتفاعًا كبيرًا ليصل إلى مستويات قياسية، في حين تراجع النحاس بشكل ملحوظ. يأتي هذا التحرك في الأسواق بسبب حالة عدم اليقين الناجمة عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تضمنت خططًا لفرض رسوم جمركية جديدة على مجموعة من الدول. هذه التطورات عززت الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط المخاوف من تداعيات الحرب التجارية العالمية والركود الاقتصادي.
الذهب يسجل مستويات قياسية جديدة
وصل سعر الذهب إلى أكثر من 3100 دولار للأونصة، وهو مستوى لم يتم الوصول إليه من قبل. كانت هذه الزيادة مدفوعة بشكل رئيسي بحالة عدم اليقين حول المستقبل التجاري العالمي، وخصوصًا في ظل تصعيد الرئيس ترامب لخطة فرض التعريفات الجمركية. ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 19% منذ بداية العام الحالي، ما يعكس تحول المستثمرين نحو الأصول الآمنة بعيدًا عن المخاطرة.
الارتفاع الكبير في أسعار الذهب جاء وسط تصاعد المخاوف من تأثير الحرب التجارية التي يثيرها ترامب. في مارس 2025، سجل المعدن الأصفر سلسلة من الارتفاعات القياسية، مما جعل من الذهب أحد أبرز الأصول التي تجذب الاستثمارات في الأوقات الصعبة.
النحاس يشهد تراجعًا ملحوظًا
على العكس من الذهب، شهد النحاس تراجعًا ملحوظًا في أسواق المعادن. حيث انخفضت العقود الآجلة للنحاس من أعلى مستوى لها في تسعة أشهر.
وسط تزايد المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية على المعادن الصناعية. وكان تراجع النحاس مرتبطًا بشكل وثيق بالضغوط الاقتصادية العالمية.
حيث تشير التوقعات إلى تباطؤ في النمو العالمي، ما يؤثر بشكل سلبي على الطلب على المعادن الصناعية مثل النحاس.
أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد تباينت أسعارها. فعلى سبيل المثال، استقرت العقود الآجلة للبلاتين عند 1001.25 دولار للأونصة، بينما ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.7% لتصل إلى 35.065 دولار للأونصة.
تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق
الحديث عن الرسوم الجمركية التي يدرس ترامب فرضها، يثير القلق في الأسواق العالمية. تشير التقارير إلى أن ترامب يخطط لفرض تعريفات جمركية على مجموعة من الدول تصل إلى 20%، في خطوة من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على التجارة الدولية. يتوقع أن يبدأ تطبيق هذه الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل 2025، في “يوم التحرير”، وهو اليوم الذي سيتضمن الإعلان عن تعريفة جديدة على الواردات من 15 دولة على الأقل.
تأثير هذه الرسوم الجمركية بدأ يظهر بشكل جلي على أسواق المعادن.
حيث تم تسجيل انخفاضات في أسعار النحاس والمعادن الصناعية الأخرى. في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير نتيجة لتزايد الطلب على الأصول الآمنة، حيث يعتقد المستثمرون أن الذهب سيكون الملاذ الأفضل وسط هذا التوتر التجاري.
ترامب والمخاوف من الركود الاقتصادي
أضافت المخاوف من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة مزيدًا من الضغوط على الأسواق العالمية. حذر بنك جولدمان ساكس من أن احتمالات حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة قد ارتفعت إلى 35% خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.
مقارنةً بنسبة 20% في التوقعات السابقة. يتوقع بنك الاستثمار أن تؤدي سياسة ترامب التجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية، إلى زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي في المستقبل القريب.
هذا التباطؤ في النمو الاقتصادي عزز من اتجاه المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن.
حيث يعتبر المعدن الأصفر أداة تحوط ضد التضخم والركود. في الوقت نفسه، تزايدت المخاوف من ارتفاع التضخم، خاصة في ظل زيادة الأسعار المرتبطة برسوم ترامب الجمركية. في الوقت نفسه، ستستمر التوقعات الاقتصادية السلبية في التأثير على حركة الأسواق المالية العالمية.
مما يضمن استمرار التقلبات في أسعار السلع والأسواق المالية في الأشهر المقبلة.
الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات
في ظل هذه الظروف الاقتصادية والسياسية، أصبح الذهب الخيار المفضل للكثير من المستثمرين. بالنظر إلى التقلبات المستمرة في الأسواق، فإن الذهب يوفر نوعًا من الأمان الذي لا يتوفر في الأصول الأخرى مثل الأسهم أو العملات. يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية، وهو ما يفسر الارتفاع الكبير في أسعاره خلال الأسابيع الماضية.
من جانب آخر، على الرغم من المكاسب الكبيرة التي حققها الذهب، فإن المعادن الصناعية مثل النحاس لم تجد نفس الدعم. فقد انخفض النحاس بنسبة 0.3% في بورصة لندن، في حين تراجعت العقود الآجلة في الولايات المتحدة بنسبة 0.7%. هذا التراجع يأتي في وقت حساس، حيث يسعى المستثمرون لتقليل تعرضهم للمخاطر في الأسواق غير المستقرة.
التداعيات المستقبلية لسياسة ترامب التجارية
من المتوقع أن تستمر تأثيرات سياسة ترامب التجارية على الأسواق العالمية في المستقبل القريب. في حال تم تنفيذ الرسوم الجمركية الجديدة كما هو مقرر في الثاني من أبريل، قد تتسبب هذه الخطوة في تقليص حجم التجارة الدولية بشكل كبير.
مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي في العديد من البلدان.
سيؤدي هذا أيضًا إلى تقلبات كبيرة في أسواق المعادن.
حيث من المرجح أن يواصل الذهب مساره التصاعدي في ظل المخاوف الاقتصادية.
بينما قد تواصل المعادن الصناعية مثل النحاس تراجعها بسبب تأثير الرسوم الجمركية على الإمدادات والأسعار.
في الختام، فإن الارتفاع القياسي في أسعار الذهب يعكس بشكل واضح تأثيرات حالة عدم اليقين العالمي.
التي تسببت فيها حرب التعريفات الجمركية التي أثارها الرئيس ترامب. تزامن هذا مع المخاوف المتزايدة من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، مما أدى إلى تحول المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن. مع اقتراب تطبيق الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل، ستظل أسواق المعادن تحت ضغط مستمر.