أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى على الإطلاق بسبب مخاوف الرسوم الجمركية

خلال الفترة الأخيرة، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث اقتربت من أعلى مستوى لها على الإطلاق. قد تكون مخاوف الأسواق من تأثير سياسات ترامب الاقتصادية في محورها الرئيس. إذ أثارت خطط الرئيس الأمريكي بشأن الرسوم الجمركية، المخاوف من تضخم عالمي وحرب تجارية قد تكون لها تبعات اقتصادية غير مسبوقة.

في تعاملات يوم الخميس، ارتفع الذهب بنسبة 0.2% ليصل إلى 2937.74 دولار للأوقية، مقتربًا من الرقم القياسي الذي بلغ 2946.85 دولار في اليوم السابق. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.7% إلى 2955.90 دولار.

توقعات السوق تبدو متقلبة، إذ يرى تيم ووترر، كبير محللي السوق، أن التكهنات حول التجارة العالمية والتضخم تساهم في رفع الطلب على الذهب. هذا يمكن أن يساهم في دفع أسعار الذهب نحو حاجز 3000 دولار للأوقية.

ترامب وقراراته الاقتصادية: تأثير على أسعار الذهب

منذ توليه منصبه، فرض ترامب عدة تعريفات جمركية على السلع الصينية. شملت هذه التعريفات فرض 10% على الواردات الصينية و25% على الصلب والألومنيوم. كما أشار مؤخرًا إلى أنه سيعلن عن تعريفات جمركية إضافية على مجموعة واسعة من السلع مثل الأخشاب والسيارات والأدوية.

وقد أثار ذلك قلق الأسواق من أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم العالمي.

الأمر الذي دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن مثل الذهب. كما أظهرت محاضر آخر اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن مخاوف الأسواق بشأن ارتفاع التضخم قد أدت إلى توقف مؤقت في خفض أسعار الفائدة.

الذهب كملاذ آمن في مواجهة التحديات الاقتصادية

في أوقات الأزمات الاقتصادية أو الجيوسياسية، يُنظر إلى الذهب على أنه “الملاذ الآمن” الذي يحمي الأصول من التقلبات المالية. ومع تصاعد التوترات التجارية والتضخم العالمي، ارتفعت أسعار الذهب بشكل لافت.

مما دفع بعض المتداولين إلى التفكير في الذهب كأداة للتحوط ضد المخاطر المستقبلية.

صائدو الذهب في بنك إنجلترا يواجهون جنون ترامب

يسلك الآلاف من الركاب في مترو الأنفاق خطًا يمر بالقرب من خزائن بنك إنجلترا الضخمة التي تحتوي على ذهب قيمته 500 مليار دولار. هذا الذهب مملوك لدول وحكومات وبنوك تجارية ومؤسسات مالية أخرى. تتواجد هذه الخزائن تحت الأرض بحيث يمر القطار بالقرب منها، ما يجعل العاملين في البنك أحيانًا يسمعون همهمة القطارات أثناء مرورها.

منذ يناير، واجه فريق من الموظفين المسؤولين عن هذه الاحتياطيات تحديات جديدة. فقد تم تكليفهم بمهام غير معتادة، حيث عملوا بلا توقف لاستخراج سبائك الذهب لتسليمها للتجار. وكان ذلك بسبب التكهنات بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيقوم بفرض رسوم جمركية على الذهب، إضافة إلى مجموعة من السلع الأخرى.

الذهب الذي يتم شراؤه يمكن التعامل معه عبر الكمبيوتر بسهولة، لكن نقل السبائك الفعلي يتطلب جهدًا لوجستيًا ضخمًا. هذا العمل قد كشف عن اختناقات كبيرة في سوق الذهب العالمية. لقد أصبح موظفو بنك إنجلترا أكثر انشغالًا من أي وقت مضى.

بينما عملت شركات الخدمات اللوجستية لساعات إضافية لتلبية الطلب المتزايد. كما أن مصافي التكرير لا تزال محجوزة لأشهر بسبب الحاجة إلى إعادة تشكيل الذهب ليتمكن من الوصول إلى سوق العقود الآجلة في الولايات المتحدة.

رغم أن خزائن بنك إنجلترا تتمتع بسمعة طويلة في تأمين الذهب بكفاءة عالية.

إلا أن حاملي الذهب بدأوا ينقلون سبائكهم بوتيرة أسرع من أي وقت مضى منذ أكثر من عقد. أكثر من 20 مليون أوقية تروي من الذهب، بما قيمته حوالي 60 مليار دولار، دخلت إلى خزائن بورصة “كومكس” في نيويورك منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويمثل ذلك معظم الذهب الذي تم نقله من سوق لندن، الذي يعد الأكبر في العالم. تحديات كبيرة نتيجة لتقلبات السوق، وانخفاض أسعار المعادن النفيسة

توقعات مستقبلية في أسعار الذهب

مع تزايد الطلب على الذهب، ارتفعت أيضًا أسعار الفضة والبلاديوم.

حيث سجلت الفضة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 32.75 دولار للأوقية. أما البلاديوم، فقد ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 968.94 دولار.

بينما يتابع السوق تطورات السياسات الاقتصادية التي ينتهجها ترامب، يتوقع البعض أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع إذا استمرت الضغوط التضخمية والمخاوف من حرب تجارية عالمية. خاصة مع التشديد المحتمل في السياسة النقدية، فإن الطلب على الذهب قد يستمر في التصاعد.

ومع ذلك، يبقى تأثير السياسات الجيوسياسية مثل أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا من العوامل التي قد تؤثر في الطلب على الذهب. إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين، فقد يخف الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.

حالة الأسواق

على الرغم من أن الطلب على الذهب قد يتقلص في حال التوصل إلى حل سريع للأزمة الروسية الأوكرانية.

إلا أن التوقعات على المدى الطويل تشير إلى أن الذهب سيظل من الأصول الحيوية التي يفضلها المستثمرون في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. واستثمار المزيد في مشاريع مبتكرة لضمان استدامة النجاح على المدى الطويل في صناعة التعدين المتقلبة.

ستظل الأسواق العالمية تراقب تأثير القرارات الاقتصادية لترامب، وما قد ينتج عنها من تغييرات في السياسات المالية العالمية. سيكون لذلك تأثير مباشر على أسعار الذهب، خاصة إذا استمرت الإجراءات التي تهدد الاقتصاد العالمي.

في ظل هذه التغيرات الكبيرة في الاقتصاد العالمي، تزداد أهمية الذهب كأداة للحماية من تقلبات الأسواق. وبتأثير سياسات ترامب، يبدو أن سوق الذهب سيظل يحظى باهتمام متزايد من قبل المستثمرين الذين يسعون لحماية أصولهم في ظل المخاطر المستمرة. ومع استمرار التطورات السياسية والاقتصادية، فإن الأسعار قد تواصل الارتفاع، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا في أوقات الاضطراب الاقتصادي.

مقالات ذات صلة