تراجع أسعار الذهب مع تعافي الدولار وارتفاع العوائد

شهدت أسعار الذهب زيادة خلال تعاملات يوم الجمعة، لكنها تظل متجهة نحو انخفاض أسبوعي بسبب انتعاش الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة. يأتي هذا التراجع في ظل انتظار المستثمرين لخطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي من المتوقع أن يسلط الضوء على الخطط المستقبلية للبنك المركزي بشأن خفض أسعار الفائدة. وأشار  كبير محللي السوق  إلى أن “التراجع المؤقت للذهب دون مستوى 2500 دولار قد يكون مؤقتًا، حيث أن الأساسيات لا تزال تدعم المعدن النفيس”.

بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2531.60 دولارًا يوم الثلاثاء، شهد الذهب انخفاضًا بنحو 1% خلال هذا الأسبوع. هذا الانخفاض جاء نتيجة للارتفاع في مؤشر الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات. ومن المتوقع أن يدلي جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، بتصريحات هامة خلال المؤتمر السنوي للبنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومنغ، والذي سيعقد في الساعة 17:00 بتوقيت الرياض.

في يوم الخميس، أيد صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي الاقتراح بخفض أسعار الفائدة بدءًا من الشهر المقبل، نظرًا لتراجع التضخم وتباطؤ سوق العمل. ومع ذلك، حذر أحدهم من التسرع في اتخاذ خطوات نحو تخفيف السياسة النقدية. وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية قام التجار بتسعير تخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل بالكامل، مع احتمال بنسبة 76% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس. عادةً ما تعزز بيئة أسعار الفائدة المنخفضة جاذبية الذهب، الذي لا يدر عوائد.

في هذا السياق، توقع خبير اقتصادى كبير في مومباي، أن يشهد الذهب تراجعًا إلى نطاق 2470-2475 دولارًا بعد ارتفاعه القوي. وأشار إلى أن هذا التراجع قد يوفر فرصة دخول جديدة. وأضاف أنه في حال تصاعد التوترات الجيوسياسية، قد يتجاوز الذهب مستوى المقاومة عند 2524 دولارًا، مما قد يدفعه إلى مستويات تصل إلى 2580 دولارًا.

العقود الآجلة للذهب إرتفعت خلال الدورة الآسيوية يوم الجمعة.

تداولات الذهب والفضة والنحاس ارتفاع طفيف وتحليل الدعم والمقاومة :حسب تصنيف كومكس لبورصة نيويورك التجارية، تمت تجارة العقود الآجلة للذهب في ديسمبر عند 2530.25 دولارًا للأونصة مرتفعة بنسبة 0.54%. وسجلت العقود ارتفاعًا مسبقًا إلى 2531.25 دولارًا للأونصة. قد يجد الذهب نقاط دعم عند 2506.45 دولارًا والمقاومة عند 2570.40 دولارًا. في المقابل، هبط مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى بنسبة 0.18%، ليتم المتاجرة به على 101.22 دولار.

الصين تعزز احتياطاتها من الذهب مع بلوغ الأسعار مستوى قياسياً :ارتفع سعر الذهب بنسبة 12% هذا العام، ويستمر في التداول بالقرب من مستويات قياسية. وتم تعزيز المعدن من خلال مشتريات البنك المركزي القوية والشهية القوية في الصين والطلب على الملاذ الآمن. وتراجع الدولار بأكبر قدر منذ ديسمبر أمس، مما عزز الدعم للمعدن أيضاً. استقر السعر الفوري للذهب عند 2304.18 دولار للأونصة وانخفض مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري بعد انخفاضه بنسبة 0.7% أمس. فيما كانت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم مرتفعة.

تراجعت أسعار الذهب للجلسة الثانية على التوالي تحت ضغط من تعافي الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات، بالإضافة إلى عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين. و انه عند إغلاق تعاملات يوم الخميس، سجلت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر انخفاضًا بنسبة 1.2%، أو ما يعادل 30.8 دولار، لتصل إلى 2516.7 دولارًا للأوقية.

الذهب والدولار في الوقت الراهن :سجل سعر الذهب الفوري ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 2491.35 دولارًا للأوقية. في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.4% إلى 2526.80 دولارًا للأوقية. في الوقت نفسه، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.23% إلى 101.16 نقطة.

تطورات أسعار المعادن الأخرى :ارتفع سعر الفضة الفوري بنحو 1% ليصل إلى 29.22 دولارًا للأوقية، ويشهد حتى الآن زيادة أسبوعية بنسبة 0.8%. كما سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 1.1% ليبلغ 953.55 دولارًا للأوقية، بينما استقر البلاديوم عند 932.48 دولارًا للأوقية. إلا أن المعدنين يتجهان لتسجيل انخفاض أسبوعي.

توقعات الوظائف الأميركية و مميزات نظام القاعدة الذهبية

توقعات الوظائف الأميركية : وقد يُظهر تقرير الوظائف غير الزراعية وتيرة زيادة أبطأ، مما قد يساعد في تعزيز الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة. عادةً ما تكون معدلات الفائدة المنخفضة إيجابية بالنسبة للمعدن الذي لا يدر فائدة.

ومن مميزات نظام القاعدة الذهبية، وفقا لدائرة المعارف البريطانية، أنها تقلل من قدرات الحكومات أو البنوك في التسبب في تضخم الأسعار من خلال الإفراط في إصدار العملات الورقية، كما أنها تخلق حالة من الاستقرار في التجارة الدولية من خلال توفير نمط ثابت لأسعار الصرف. أما عيوبه فتشمل أنه لا يوفر المرونة الكافية فيما يتعلق بتوفير المال، لأن كميات الذهب حديثة التعدين ليست مرتبطة ارتباطا وثيقا باحتياجات الاقتصاد الدولي المتنامية إلى ما يعادلها من المال، كما أن بعض الدول قد لا تتمكن من فصل اقتصادها عن حالة الكساد أو التضخم التي يمر بها العالم. رغم أن الذهب لم يعد يلعب دورا مباشرا في النظام النقدي الدولي، فإن المصارف المركزية والحكومات عبر أنحاء العالم تسعى إلى الاحتفاظ بكميات ضخمة منه للحماية من عدم الاستقرار الاقتصادي، وذلك نظرا لأن أداء الذهب يتسم بتقلبات أقل مقارنة بغيره من السلع الفردية والأسهم التجارية والعملات.

يعد الذهب ادخارا جيدا للشركات والأفراد على حد سواء خلال الصراعات. ففي حال اضطر من يعيشون في مناطق الصراعات إلى الخروج منها، يتميز الذهب عن الكثير من العملات والسلع بغلاء ثمنه وسهولة حمله. كما أنه يعتبر بمثابة عملة دولية يمكن بيعها في أي مكان من العالم بدون التعرض لخطر التذبذب الذي تواجهه العملات الورقية. فضلا عن ذلك، يمثل الذهب أهمية كبيرة للدول في أوقات الحرب والنزاعات. وفقا لصحيفة بريطانية أصبحت روسيا تمتلك ذهبا تزيد قيمته عن قيمة ما لديها من احتياطي الدولار الأمريكي في يونيو عام 2020، حيث شكلت سبائك الذهب 23 في المئة من إجمالي الاحتياطيات الروسية.

مقالات ذات صلة