انخفضت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية يوم الاثنين، متراجعة عن مستوياتها القياسية بعد التقارير التي أفادت بتخفيف الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفقًا للتقارير، ستكون الرسوم أقل حدة مما كان يُخشى في السابق، مما أثر بشكل كبير على الطلب على الملاذات الآمنة.
ورغم تراجع الذهب، حدّت انخفاضات الدولار من خسائره. كما ارتفعت أسعار المعادن الأخرى بشكل طفيف، حيث حصل النحاس على دعم من التوقعات المتعلقة بتراجع الإمدادات العالمية، خاصة في ضوء الرسوم الجمركية الأمريكية وإغلاق بعض مصاهر النحاس الصينية.
ورغم التراجع، لا يزال الذهب قريبًا من ذروته الأخيرة، مدعومًا من استمرار حالة عدم اليقين حول الاقتصاد الأمريكي، وكذلك التخوفات بشأن خطط ترامب التعريفية الأوسع نطاقًا.
تفاصيل تراجع الذهب في الأسواق
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 3,018.51 دولارًا للأوقية، بينما استقرت عقود الذهب الآجلة لشهر مايو عند 3,049.30 دولارًا للأوقية. الأسبوع الماضي، بلغ السعر الفوري أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3,057.5 دولارًا للأوقية.
وكانت الخسائر في الذهب نتيجة لقفزة في العقود الآجلة في وول ستريت، حيث راهن المستثمرون على أن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب سيكون أقل وضوحًا مما كان متوقعًا. وفقًا لتقارير بلومبرج وصحيفة وول ستريت جورنال، لن يتم فرض الرسوم على السيارات والأدوية وأشباه الموصلات والسلع الأساسية في الثاني من أبريل كما كان متوقعًا سابقًا.
وتشير التوقعات إلى أن الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين ستقتصر على مجموعة محدودة من 15 دولة تعاني من اختلالات تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة. ويُتوقع أن يحد هذا من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي بشكل أوسع. ومن المتوقع أن يستمر الذهب في استفادته من هذا الوضع كأداة تحوط ضد تقلبات الدولار وأسواق السندات.
تأثير الرسوم الجمركية على شهية المخاطرة
على الرغم من عدم تأكيد البيت الأبيض لهذه التقارير، فإن هذا أدى إلى إبقاء الأسواق في حالة من عدم اليقين. من المتوقع أن يؤدي فرض الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية الرئيسية إلى زيادة التضخم المحلي، ما قد يضغط على النشاط الاقتصادي في المستقبل.
في الوقت نفسه، لا يزال الطلب على الذهب كملاذ آمن قائمًا إلى حد كبير في ظل استمرار التوترات الاقتصادية العالمية. كما أن القلق بشأن التصعيد في الحرب التجارية، إلى جانب التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، زاد من الإقبال على الذهب كأداة تحوط.
التحليلات الاقتصادية وتوقعات الأسواق
من المتوقع أن تصدر هذا الأسبوع بيانات اقتصادية رئيسية في الولايات المتحدة.
بما في ذلك مؤشر مديري المشتريات، ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي.
بالإضافة إلى بيانات الناتج المحلي الإجمالي المعدلة للربع الرابع من العام الماضي.
في الوقت نفسه، تواصل أسعار الذهب جذب بعض المشترين في ظل الانخفاض الحالي، حيث يسعى العديد منهم للاستفادة من ضعف الدولار الأمريكي. في هذا السياق، تؤثر رهانات خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي على الدولار، مما يدعم زوج الذهب/الدولار الأمريكي.
ورغم التحسن الطفيف في معنويات المخاطرة العالمية، لا يزال هناك تركيز على الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية والاقتصاد الأمريكي.
حيث يترقب المتداولون تصريحات إضافية من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الأيام المقبلة.
دعم الذهب من ضعف الدولار والنبرة الإيجابية تجاه المخاطرة
في النصف الأول من الجلسة الأوروبية، ارتفع سعر الذهب قليلاً، حيث أظهر المعدن الأصفر بعض التعافي بعد سلسلة خسائر يومية. وبالرغم من التحسن العام في معنويات المخاطرة، لا تزال العوائد المرتفعة على السندات الأمريكية تمثل عامل ضغط على الذهب.
يتراجع الدولار الأمريكي بعد انتعاش دام ثلاثة أيام، حيث توقعت الأسواق أن يُعيد بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة قريبًا.
ملخص يومي: تأثير تقارير ترامب على شهية المخاطرة والذهب
تأثرت أسواق الذهب بتقارير نهاية الأسبوع التي أفادت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لخفض نطاق الرسوم الجمركية المتبادلة.
ما أدى إلى زيادة شهية المخاطرة بين المستثمرين. وأدى هذا التحول في التوقعات إلى تراجع في الذهب، حيث عزز المستثمرون إقبالهم على الأصول الأكثر خطورة. ويُعتبر هذا بدوره عاملاً رئيسياً يدعم المعدن الأصفر غير المُدرّ للعائد
توقعات فنية لأسعار الذهب
من الناحية الفنية، يظهر الذهب مستوى دعم قوي عند 3,000 دولار. إذا استمر في الانخفاض، فقد يشهد بعض المشترين بالقرب من هذا المستوى. ويُتوقع أن يؤدي كسر هذا المستوى إلى عمليات بيع فنية قد تدفع الذهب إلى مناطق أدنى مثل 2,982-2,978 دولارًا.
في المقابل، فإن بلوغ الذهب ذروته التاريخية عند 3,057-3,058 دولارًا قد يواجه بعض المقاومة. ومع استمرار عمليات الشراء، قد يدفع ذلك الأسعار للارتفاع، مما يشير إلى إمكانية تمديد الاتجاه الصعودي الذي شهده المعدن الأصفر في الأشهر الثلاثة الماضية.
أداء المعادن الأخرى
بالنسبة للمعادن الأخرى، شهدت العقود الآجلة للبلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.3% لتصل إلى 981.15 دولار للأوقية.
بينما ارتفعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 0.7% لتسجل 33.735 دولار للأوقية، بعد أن شهد كلا المعدنين بعض الخسائر في الأسبوع السابق.
ارتفاع أسعار النحاس وسط مخاوف الإمدادات
على صعيد المعادن الصناعية، ارتفعت أسعار النحاس بنسبة 0.6% إلى 9,927.90 دولار للطن.
مدعومة بالتوقعات بشأن تحفيز إضافي في الصين، أكبر مستورد للنحاس في العالم. كما عززت المخاوف المتعلقة بتأثير الرسوم الجمركية على واردات النحاس الأمريكية من زيادة الأسعار.
مخاوف أخرى تتعلق بإغلاق بعض مصاهر النحاس الصينية التي قد تؤدي إلى تقليص الإمدادات العالمية للمعدن. وفي ظل هذه العوامل، يمكن أن يستمر النحاس في تحقيق مكاسب على المدى القريب.