أكدت شركة لإدارة الأصول أن الذهب يبدأ رحلة صعود جديدة. جاء ذلك بعد أن سجل المعدن النفيس أعلى سعر له على الإطلاق، مما يتماشى مع توقعات العديد من المحللين. في مذكرة له، قال استراتيجي السوق في الشركة: “يدخل الذهب مرحلة صعودية جديدة، مدفوعة بمشتريات البنوك المركزية وارتفاع الدين الأمريكي”. كما أشار إلى الاحتمال الوشيك لوصول الدولار الأمريكي إلى ذروته، مما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
سعر الذهب حقق ارتفاعًا تاريخيًا، حيث بلغ 2700 دولار للأوقية يوم الاثنين الماضي. وفي الوقت الحالي، يُتداول الذهب الفوري عند 2758 دولارًا للأوقية، بينما سجلت العقود الآجلة 2772 دولارًا للأوقية. هذه الأسعار تمثل أعلى مستوياتها على الإطلاق. و تأتي هذه الزيادة في أسعار الذهب في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية. التوترات الجيوسياسية وارتفاع مستويات التضخم تدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب. يشير المحللون إلى أن استمرار الطلب من البنوك المركزية سيعزز من استقرار الأسعار.
كما تواصل أسواق السلع الأساسية جذب انتباه المستثمرين، خاصة في ظل تقلبات السوق. الذهب، بصفته أصلًا تقليديًا، يُعتبر من وسائل التحوط ضد المخاطر المالية. من المتوقع أن يستمر الاتجاه الصعودي للذهب في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتغيرة. إلى جانب ذلك، يُتوقع أن يتفاعل السوق مع أي تغييرات في السياسات النقدية الأمريكية. رفع أسعار الفائدة قد يؤثر على جاذبية الذهب، لكنه أيضًا قد يزيد من عدم الاستقرار في الأسواق، مما يعزز من دور الذهب كملاذ آمن.
في المجمل، تشير التحليلات إلى أن الذهب سيبقى في مسار تصاعدي. المستثمرون يُشجعون على متابعة التطورات الاقتصادية والبحث عن الفرص في هذا السوق الديناميكي. قد يستمر المعدن النفيس في تسجيل أرقام قياسية جديدة في الأشهر المقبلة، مما يجعله نقطة تركيز رئيسية للمتداولين والمستثمرين على حد سواء.
العلاقة بين الديون الأمريكية وأسعار الذهب
تتزايد العلاقة بين ارتفاع الديون الأمريكية وأسعار الذهب بشكل ملحوظ. يفسر وانج هذا التوجه بقوله: “ارتفاع نسب الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة تاريخيًا أدى إلى زيادة أسعار الذهب”. تأتي هذه الزيادة نتيجة المخاوف بشأن استدامة الدين، وتخفيض قيمة العملة، وتحويل الدين إلى نقود. وفقًا لتوقعات مكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي، سيصل الدين العام من 98% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 إلى 181% بحلول عام 2053. هذا الرقم يُعتبر الأعلى في تاريخ البلاد، مما يعكس التحديات المالية المتزايدة.
مع زيادة الدين، قد تلجأ الحكومات إلى طباعة الأموال لتغطية العجز. هذه العملية قد تؤدي إلى تدهور قيمة العملة. كلما تدهورت الثقة في العملات الورقية، تزداد جاذبية الذهب كملاذ آمن للحفاظ على القيمة. و انه تشير التحليلات إلى أن الذهب يُعتبر أداة فعالة للتحوط ضد المخاطر الناجمة عن الأزمات المالية. يتجه المستثمرون نحو الذهب في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، مما يزيد الطلب عليه ويؤثر بشكل إيجابي على أسعاره. علاوة على ذلك، تمثل المخاوف المرتبطة بمستويات الدين المرتفعة دافعًا إضافيًا للمستثمرين للبحث عن أصول آمنة. في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة، يصبح الذهب خيارًا مفضلاً.
بالنظر إلى الاتجاهات الحالية، يُحتمل أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع. يُعتبر المعدن الأصفر رمزًا للقيمة، مما يجعله ملاذًا موثوقًا في أوقات الاضطرابات. فدائما هناك تاتى العلاقة بين الديون الأمريكية وأسعار الذهب تُظهر أهمية المعدن النفيس كأداة للتحوط. مع استمرار ارتفاع الدين، سيظل الذهب نقطة تركيز رئيسية للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على أموالهم.
يساهم الضعف في الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية، في تعزيز جاذبية الذهب كأصل آمن. و مع تزايد الاهتمام بالذهب، يبقى التركيز على العوامل التي تؤثر على الأسعار. يستمر المستثمرون في متابعة التطورات العالمية عن كثب، مما يعكس الأهمية المتزايدة للذهب في محفظاتهم الاستثمارية. اذا قد تظل التوقعات بشأن أسعار الذهب إيجابية في ظل الظروف الاقتصادية السائدة. مع ارتفاع الأسعار المحتمل، يُتوقع أن يستمر الذهب في جذب اهتمام المستثمرين كخيار استثماري موثوق.
توقعات أسعار الذهب
أشار محلل استراتيجى إلى أن الضغوط التضخمية المستمرة والظروف الاقتصادية الصعبة تُشجع البنوك المركزية والمستثمرين على الاستثمار في المعادن الثمينة. يعكس هذا التوجه اهتمامًا متزايدًا بالذهب كملاذ آمن. وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، ارتفعت مشتريات البنوك المركزية للذهب في النصف الأول من عام 2024 إلى 483 طنًا. هذه الزيادة تمثل ارتفاعًا بنسبة 5% مقارنة بالرقم القياسي المسجل في النصف الأول من عام 2023. وتوقع العديد من المحللين أن أسعار الذهب ستواصل الارتفاع، مع بعض التقديرات التي تشير إلى وصولها إلى 3000 دولار. يُتوقع أيضًا أن يتجاوز المعدن حاجز 2800 دولار في الأشهر الثلاثة المقبلة.
قال مايكل ويدمر، استراتيجي السلع في بنك أمريكا، إن “أسعار الذهب تبدو أفضل الآن من أي وقت مضى”. وأضاف: “أعتقد أننا قريبون من حاجز 3000 دولار”. و يرجع ويدمر توقعاته الصعودية إلى ارتفاع مستويات الدين الحكومي وزيادة الاضطرابات الجيوسياسية. تعتبر هذه العوامل محركات رئيسية تؤثر على الطلب على الذهب. في السياق ذاته، يُعزى الاتجاه التصاعدي في أسعار الذهب إلى التوترات السياسية والاقتصادية. مع زيادة عدم الاستقرار، يزداد الإقبال على الذهب كأداة للتحوط.
تُظهر البيانات أن المستثمرين يميلون نحو الذهب، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في المعدن النفيس. يُتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات، مما يعزز من مكانة الذهب في الأسواق المالية. اذا انه يبدو أن الذهب في وضع جيد لتحقيق ارتفاعات جديدة. بفضل العوامل الاقتصادية والسياسية الحالية، قد نشهد مزيدًا من الزخم في الأسعار. في ظل هذه الظروف، يعتبر الذهب خيارًا استثماريًا جاذبًا للعديد من المستثمرين.
توقعات أسعار الذهب من سيتي بنك وبنك الكومنولث الأسترالي
أكد محللو سيتي بنك توقعاتهم بأن سعر الذهب سيصل إلى 3000 دولار خلال الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة. كما رفع البنك تقديراته، مشيرًا إلى أن الذهب قد يصل إلى 2800 دولار خلال ثلاثة أشهر. و أضاف المحللون أنه في حال ارتفاع أسعار النفط نتيجة تصعيد قصير المدى في الشرق الأوسط، من المتوقع أن يشهد الذهب زيادة ملحوظة.