استقرار الدولار قبل قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي

استقر الدولار الأمريكي يوم الأربعاء قبيل قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية. كان هذا الاستقرار مدفوعًا بتوقعات الأسواق حول ما إذا كان البنك المركزي سيتخذ خطوات لتخفيض أسعار الفائدة هذا العام. في هذا الوقت، كان المستثمرون يترقبون أي إشارات قد تخرج من اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي حول مستقبل السياسة النقدية في ظل التحديات الاقتصادية الحالية. ويتوقع معظم المستثمرين أن يبقى البنك المركزي على سياسته الحالية دون تغيير في الوقت القريب.

الآثار المتوقعة لسياسات الرئيس ترامب على الدولار

في البداية، كانت التوقعات تشير إلى أن السياسات التجارية في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي. لكن هذه السياسات قد تؤدي في نفس الوقت إلى زيادة التضخم، مما دفع الأسواق إلى توقع زيادة أسعار الفائدة لفترة أطول مما كان متوقعًا في السابق. وهو ما كان له تأثير داعم على قوة الدولار الأمريكي في تلك الفترة.

ومع ذلك، فإن الإجراءات التي تم الإعلان عنها بشأن التعريفات الجمركية لم تتحقق بالكامل، مما خلق حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية. هذا الوضع دفع إلى تقلبات في أسواق العملات، خاصة بعد تولي ترامب منصبه. وقد أثر ذلك في حركة الدولار الذي شهد تذبذبًا مستمرًا. ولكن، في ظل هذه البيئة المليئة بالغموض، تحول انتباه الأسواق إلى الاجتماع الأول لبنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

ارتفاع مؤشر الدولار واستمرار التقلبات في الأسواق

قبل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي، سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل مجموعة من العملات الرئيسية، ارتفاعًا بنسبة 0.1%. ومع ذلك، كان المؤشر قد سجل أدنى مستوى له في شهر يوم الاثنين عندما وصل إلى 106.96 نقطة. جاء هذا الانخفاض نتيجة لعمليات البيع الجماعي في أسواق الأسهم العالمية، بالإضافة إلى اندفاع المستثمرين نحو العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري.

توقعات الأسواق: استقرار الفائدة وتوقعات بتخفيضها لاحقًا

توقعات الأسواق المالية تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على أسعار الفائدة ثابتة في الوقت الحالي. ومع ذلك، يظل التركيز على ما إذا كان البنك المركزي سيقوم بتخفيض الفائدة في وقت لاحق من العام. هذه التوقعات تستند إلى استمرار المخاوف بشأن التضخم والتأثيرات الاقتصادية التي قد تحدث نتيجة للسياسات التجارية التي أقرها الرئيس ترامب.

ويتوقع المستثمرون أن يتأثر القرار المحتمل بتخفيض الفائدة بتقلبات التضخم ونمو الاقتصاد في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يراقب الجميع تصريحات رئيس البنك، جيروم باول، التي قد تلمح إلى قرارات قد تؤثر على السياسة النقدية في الأشهر القادمة.

السياسة التجارية وتأثيرها على الدولار

في الوقت نفسه، سيطر موضوع الرسوم الجمركية على التجارة العالمية على العناوين الرئيسية. على الرغم من عدم تنفيذ التعريفات الجمركية في الأيام الأولى لتولي ترامب منصبه، فإن الأسواق تترقب إقرار تلك الرسوم في فبراير. يوم الثلاثاء، أعلن البيت الأبيض أن ترامب يخطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات كندا والمكسيك، في خطوة ستؤثر على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وهذين البلدين. هذا التوجه التجاري أثار القلق في الأسواق وأدى إلى تزايد حالة عدم اليقين.

دور الدولار في أسواق المال العالمية

تتوقع الأسواق أن الدولار الأمريكي سيبقى في حالة من الاستقرار النسبي في الأمد القريب.

خاصة في ظل استقرار مؤشرات الاقتصاد الأمريكي. ورغم ذلك، فإن التهديدات المستمرة بالتعريفات الجمركية تشكل عاملًا مهمًا سيؤثر في حركة الدولار. تحذر بعض المؤسسات المالية من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى مزيد من التذبذبات في أسواق العملات.

توقعات نمو الدولار الأمريكي وتأثير الأسواق المالية العالمية

توقعات السوق تشير إلى أن الدولار سيظل تحت ضغط في حال استمرار عمليات البيع المكثفة في أسواق الأسهم الأمريكية. كما يتوقع المحللون في بنك “نومورا” أن تساهم التراجعات الكبيرة في أسواق الأسهم في ضعف الدولار، في حالة انخفاض المؤشرات الأمريكية مثل مؤشر ناسداك بنسبة 20% أو أكثر من ذروته السابقة.

تأثير السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي على الدولار

إذا استمر الانخفاض في أسواق الأسهم الأمريكية، فقد يتحول تركيز المستثمرين نحو العجز المزدوج في الولايات المتحدة. هذا قد يساهم في الضغط على الدولار ويؤدي إلى تنويع احتياطيات النقد الأجنبي على مستوى العالم. كما قد يزيد هذا من الضغط على الدولار نتيجة لتوقعات الاقتصاد الأمريكي التي قد تؤدي إلى ضعف العملة الأمريكية.

في حال لم تشهد أسواق الأسهم الأمريكية تراجعات كبيرة، فقد يظل الدولار في مسار استقرار نسبي. ويتوقع الخبراء أن يواصل الرئيس ترامب فرض الرسوم الجمركية كما وعد. كما يراقب السوق فرض هذه الرسوم وتأثيرها على العلاقات التجارية الدولية. وفي الوقت نفسه، إذا أظهرت الأسواق استجابة إيجابية لهذه القرارات، فقد يظل الدولار قويًا نتيجة لاستمرار تفوق الاقتصاد الأمريكي.

نظرة عامة على السيناريوهات المحتملة

تؤكد تحليلات نومورا على أن قوة الدولار قد تتأثر بمجموعة من العوامل.

منها التذبذب في أسواق الأسهم وقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بأسعار الفائدة. إذا استمرت عمليات البيع في أسواق الأسهم الأمريكية، فقد يتراجع الدولار مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، في حال تحققت استقرار في الأسواق المالية، قد يظل الدولار في نطاق قوي مع دعم النمو المستمر في الاقتصاد الأمريكي.

أظهر الدولار الأمريكي في الآونة الأخيرة تقلبات ملحوظة في ظل التشديدات التجارية الأمريكية والسياسات النقدية المتوقعة من بنك الاحتياطي الفيدرالي. بينما تبقى الأسواق في حالة ترقب حذر، ستستمر تحركات الدولار في التأثر بالعوامل الاقتصادية المحلية والعالمية. ومع ذلك، من المتوقع أن تظل حالة عدم اليقين سائدة في المستقبل القريب، مما قد يؤثر بشكل كبير على قوة العملة الأمريكية في الأسواق العالمية.

ورغم هذه التذبذبات في الأسواق، سجل المؤشر تحسنًا بأكثر من 4% مقارنة بمستوياته بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر.

مقالات ذات صلة