علاقة الذهب بالدولار وتأثيراتها واستراتيجيات الاستثمار

الذهب والعلاقة بين أسعار الذهب والنفط والدولار علاقة وثيقة، إذ إنه كلما ارتفعت أسعار النفط، زاد في المقابل سعر الذهب، بينما يرتبط سعر الذهب والنفط بعلاقة عكسية مع الدولار، وهذه العلاقة فتحت آفاقاً واسعة أمام روسيا لاستخدامها في المناورة في التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية.

وعلاقة الذهب بالدولار تعكس عدة جوانب تتأثر بالتطورات الاقتصادية والسياسية. وهذه بعض النقاط المهمة حول هذه العلاقة ومزايا استثمار الذهب والدولار:

علاقة الذهب بالدولار:

  1. عكس العلاقة: عادةً ما يكون هناك عكس في العلاقة بين قيمة الدولار وأسعار الذهب. عندما يرتفع الدولار، قد يتراجع سعر الذهب، وعلى العكس، عندما ينخفض الدولار، قد يشهد سعر الذهب ارتفاعًا.
  2. العوامل الاقتصادية والسياسية: تتأثر قيمة الدولار بعوامل اقتصادية وسياسية مثل معدلات الفائدة والتضخم والسياسات الحكومية. هذه العوامل يمكن أن تلقي بظلالها على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
  3. التضخم والاستقرار: يُعتبر الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا في ظل ارتفاع التضخم أو الاضطرابات الاقتصادية. في حالات عدم الاستقرار الاقتصادي، يمكن أن يتجه المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن.

الذهب أم الدولار- الاستثمار بالذهب ام الدولار – هل اشتري الذهب ام الدولار يتخوف العديد من الناس من الأزمة الاقتصادية العامة التي تمر بها جميع بلاد العالم تقريبًا عقب وباء فيروس كورونا المستجد، والذي أعقبته الحرب الروسية الأوكرانية . وفي ظل ارتفاع الدولار أمام العملات العالمية قد يتسائل البعض، كيف أحافظ على قيمة الأموال التي أمتكلها في هذه المرحلة الصعبة؟ وأمام هذا السؤال المحير، تقفز سريعًا إلى الذهن خيارات عدة، من أهمها وأسهلها شراء الدولار أو الذهب .

تداول وتحويل سهل: الدولار الأمريكي هو عملة الاحتياطي الرئيسية للعديد من الدول والشركات، مما يجعل عمليات التداول والتحويل أسهل وأكثر فعالية.  في النهاية، يعتبر استثمار الذهب والدولار طريقتين مختلفتين لتحقيق أهداف الاستثمار، ويمكن أن تكون كل واحدة مناسبة لظروف معينة أو أهداف محددة للمستثمر.

الذهب والاستثمار فيه ومزاياه 

مزايا استثمار الذهب:

  1. تنوع المحفظة: يُعتبر الذهب وسيلة فعالة لتنويع محفظة المستثمر، حيث يمكن أن يكون له أداء مستقل عن أداء الأصول الأخرى.
  2. ملاذ آمن: في حالات عدم الاستقرار الاقتصادي أو الأزمات السياسية، يبحث المستثمرون عن موارد آمنة مثل الذهب لحماية قيمة استثماراتهم.
  3. حماية من التضخم: يُعتبر الذهب تحفظًا طبيعيًا ضد تأثيرات التضخم، حيث يمكن أن يحتفظ بقيمته بشكل أفضل في فترات ارتفاع التضخم.

اراء مجلس الذهب العالمى , توجد آراء متعددة بخصوص الوسيلة  الأفضل للحفاظ على قيمة الأموال. فهناك من يرى الحل في امتلاك العقارات، وهناك من يركز على الدور التاريخي للذهب كملاذ آمن في مختلف الظروف. ويوجد آخرون يعتقدون بأن حيازة العملات الصعبة التي تعود للأمم ذات القوة الاقتصادية والهيبة العسكرية، وفي مقدمتها الدولار الأمريكي، هي وسيلة مضمونة للحفاظ على المدخرات . ويفضل الناس الاستثمار في الذهب عادة في الأوقات التي تظهر فيها عوامل عدم الاستقرار، كالنزاعات والأوبئة. وأيضاً عندما يشعرون بالحيرة إزاء الآفاق المتوقعة للتطور الاقتصادي. وذلك لأن الذهب يقدم لهم المزايا التالية :

الذهب ملجأ وملاذ آمن يحمي من أخطار انهيار الأسواق المال ية. سهولة الاستثمار في الذهب بالنسبة لكل الميزانيات. وذلك بسبب توفره في الأسواق بأوزان متدرجة تبدأ من غرامين وحتى واحد كيلوغرام ، وتعدد طرق الاستثمار في الذهب. وأيضاً ضمان تجنب آثار التضخم النقدي، وعدم التأثر بقرارات تخفيض قيمة العملة التي يمكن أن تتخذها الحكومات في بعض الظروف.

الدوافع للادخار بالذهب وقد يتميز الوقت الراهن بالتقلبات السياسية والأزمات الاجتماعية والاقتصادية، مما يجعل من ادخار الذهب أمراً مفضلاً، فالعالم  يشهد إقبالاً متزايداً على شراء واقتناء الذهب. فالمصارف المركزية في الدول الصاعدة اقتصادياً لا تكف عن شراء المزيد من الذهب

 الاستثمار في الدولار ومزاياه 

الدولار هو عملة الولايات المتحدة الأمركية التي تعتبر الدولة الأقوى في العالم منذ قرابة المائة عام. وهو العملة الرئيسية في العالم التي تستخدم لتشكيل الاحتياطات النقدية ولإنجاز المعاملات التجارية. كما أن جميع العملات الأخرى تحسب قيمتها بالقياس إلى الدولار الأمريكي. وهو المقياس المعتمد عند الحديث عن قيمة الاستثمارات المنفذة في دولة ما، أو في قطاع من القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم.  يضاف إلى ذلك قدرة الولايات المتحدة على التأثير الفعال على أسواق العملات والمعادن الثمينة من خلال رفع أو خفض أسعار الفائدة عليه في البنوك الأمريكية .

دوافع الادخار بالدولار الأمريكي انه يمتلك الاقتصاد الأمريكي جميع المقومات التي ستسمح له بالاستمرار في اتخاذ الموقع الريادي ضمن الاقتصاد العالمي في المدى المنظور. فهو اقتصاد شديد التنوع، ويتصف بالتفوق في جميع القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية، كما يتوفر ثروات باطنية هائلة من النفط والغاز والمعادن. كما تحتل المؤسسات العلمية الأمريكية المراتب الأولى عالمياً. إن كل هذه العوامل تجعل من الصعب تخيل احتمال انهيار العملة الأمريكية.

الاستثمار في الدولار يُعتبر خيارًا شائعًا بين المستثمرين لعدة أسباب، وتتمثل بعض المزايا في ذلك كما يلي:

  1. استقرار الدولار: الدولار الأمريكي يُعتبر واحدًا من العملات الرئيسية والأكثر استقرارًا في العالم. يعزى هذا الاستقرار إلى دور الدولار كعملة احتياطية عالمية واقتصاد الولايات المتحدة الكبير.
  2. سوق مالية نشطة: يوجد سوق مالي نشط في الولايات المتحدة، مما يوفر العديد من الفرص للمستثمرين للاستثمار في مختلف الصناديق الاستثمارية والأسهم.
  3. تطور الاقتصاد: اقتصاد الولايات المتحدة يُعتبر من بين أقوى الاقتصادات في العالم، مما يوفر فرصًا للنمو والعوائد الاستثمارية.
  4. حقوق الملكية الفكرية: يشتهر الاقتصاد الأمريكي بحماية حقوق الملكية الفكرية، مما يجعله مكانًا جذابًا للاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا.
  5. تنوع الأصول: يتيح السوق الأمريكي للمستثمرين الوصول إلى مجموعة متنوعة من الأصول، بما في ذلك الأسهم، والسندات، والعقارات، والسلع.

 أيهما أفضل للادخار وللاستثمار الذهب أم الدولار ؟

الذهب سيستمر الدولار الأمريكي بلعب دور مهم في المستقبل القريب إلا أن سيطرته ستقل  على الأرجح قياساً بمستوى السيطرة الحالي. الأمر الذي سينعكس بالضرورة على أهمية ومكانة ودور هذه العملة .ان المخاطر التي يمكن أن تنجم عن إمكانية إفلاس بعض المصارف في ظروف الأزمات والحروب، يجعل من ادخار الذهب وسيلة أكثر أماناً للحفاظ على الثروة.

وحسب ، يتوقع بعض المحللون أننا في طريقنا إلى فترة تضخم مفرط، فسوف يتم تدمير الأموال جنباً إلى جنب مع قوتها الشرائية. واليوم وعلى الرغم من أن الدولار الأمريكي هو أحد أهم العملات الاحتياطية في العالم، إلا أنه لم يعد يمثل دور احتياطي “القيمة” في رأي بعض الخبراء. وفي هذا المجال يفي الذهب بوعوده أفضل من أي عملة ورقية أخرى. حيث يقول ريتشارد راسل “سيكون الذهب موجوداً وسيكون الذهب مالاً عندما يكون الدولار واليورو واليوان والرينغيت مجرد ذكريات ”! .

بحسب خبراء الاقتصاد فإن الذهب ما هو إلا وسيلة للتحصن ضد المخاطر في أسواق الأسهم وغيرها من الاستثمارات المتقلبة، وكذلك في فترات ارتفاع التضخم وعدم اليقين ، مثل الفترة التي نعيشها. إذ يرى الخبراء أن الفترة الحالية تتطلب الاحتفاظ الآمن بقيمة الأموال وليس زيادة الأرباح وبالتالي فإن  الاستثمار في الذهب أفضل.لكن لا أحد يقترح إزالة ثروتك من النظام المصرفي كاملة ووضعها في القيمة المقابلة لها في الذهب. فحتى مع سهولة تسييل المعدن الثمين، فإن النقد والبنوك ضروريان للوصول إلى أموالك وتحويلها من أجل المعاملات اليومية .

مقالات ذات صلة