الين يرتفع لأعلى مستوى في أسبوعين قبيل محضر الفيدرالي

ترقب تعليقات “كازو أويدا” في البرلمان الياباني وارتفاع الين في ظل تراجع العوائد الأمريكية :شهد الين الياباني ارتفاعًا في السوق الأسيوية يوم الأربعاء، حيث سجل مكاسب لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي. وصل الين إلى أعلى مستوى له خلال أسبوعين بفضل استمرار عمليات بيع العملة الأمريكية، فضلاً عن نشاط ملحوظ في شراء الين، وذلك قبيل تعليقات محافظ بنك اليابان، “كازو أويدا”، أمام البرلمان الياباني. في الوقت نفسه، تواصل عوائد السندات الأمريكية تراجعها قبيل صدور محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. من المتوقع أن يقدم هذا المحضر دلائل قوية حول احتمالات تخفيض الفائدة الفيدرالية هذا العام.

نظرة سعرية: سعر صرف الين الياباني اليوم: تراجع الدولار مقابل الين بنحو 0.25% ليصل إلى 144.93 ين، وهو أدنى مستوى منذ 7 أغسطس، مقارنةً بسعر افتتاح تعاملات اليوم عند 145.25 ين، بينما سجل أعلى مستوى عند 145.59 ين.

أداء الين الياباني: أنهى الين الياباني تعاملات الثلاثاء مرتفعًا بنسبة 0.9% مقابل الدولار، مسجلاً ثالث مكسب يومي على التوالي بفضل تراجع العوائد الأمريكية. وحول دولار أمريكي / ين ياباني يُعرف زوج USDJPY أيضًا باسم تداول «gopher»، وهو أحد أكثر الأزواج تداولًا في العالم. وتتأثر قيمة هذه العملات بالمقارنة مع بعضها البعض بفارق سعر الفائدة بين الفيدرالي وبنك اليابان.

ترقب جلسة البرلمان الياباني: سيتم مراقبة جلسة البرلمان الياباني يوم الجمعة عن كثب، حيث سيناقش المتعاملون قرار بنك اليابان غير المتوقع برفع أسعار الفائدة الشهر الماضي، بالإضافة إلى التحول المفاجئ في سياسة البنك المركزي. سيتحدث محافظ بنك اليابان، “كازو أويدا”، عن القرارات الأخيرة. وسيكون تركيز المستثمرين على نبرة أويدا، خاصة بعد أن اتخذ نائبه المؤثر، “شينيتشي أوشيدا”، موقفًا أكثر تشاؤمًا في وقت سابق من هذا الشهر، مما ساعد على تهدئة الأسواق وتقليل الضغط على تفكيك صفقات الكاري ين.

تطورات سوق السندات الأمريكية في ظل توقعات بخفض أسعار الفائدة

يأتي هذا التغيير في سوق السندات الأمريكية في وقت تقترب فيه احتمالات بدء دورة تيسير نقدي جديدة في الولايات المتحدة، مع توقعات بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل. وحول هذه الخطوة المحتملة، تترقب الأسواق صدور محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي عُقد في 30 و31 يوليو الماضي.

تراجع عوائد السندات الأمريكية يعزز من ضعف الدولار : لقد انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الأربعاء بنسبة 0.3 نقطة مئوية، ليواصل تراجعه للجلسة الرابعة على التوالي. وسجل العائد أدنى مستوى له خلال أسبوعين عند 3.797%. هذا التراجع في العوائد يقلل من جاذبية الاستثمار في الدولار الأمريكي. ووفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “CME”، تظل احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر عند مستوى 33%، بينما تبلغ احتمالات الخفض بمقدار 25 نقطة أساس 67%.

التقليص في فجوة عوائد السندات طويلة الأجل بين اليابان والولايات المتحدة يجعل من عائدات العملة اليابانية هدفًا جذابًا للمستثمرين، وهو ما يعزز من ارتفاع سعر صرف الين الياباني.

توقعات حول أداء الين الياباني: يتوقع استمرار الين في التحرك الإيجابي مقابل الدولار الأمريكي، خصوصًا إذا تضمن محضر الاحتياطي الفيدرالي تعليقات أقل تشددًا، مما قد يعزز من احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس.

تحليل سعر الدولار الامريكى مقابل الين اليابانى USD/JPY : الانظار تتجه الى محضر الاحتياطى الفيدرالى استقر الين الياباني عند حوالي 145.00 ين للدولار فى بداية تداولات اليوم الاربعاء وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى في أسبوعين في الجلسة السابقة، مدعومًا بتوقعات قوية بأن يبدأ بنك الاحتياطي.

وكان امس قام الين الياباني بالصعود من منطقة دعم قوية وفي المقابل هبطت العديد من العملات الأخرى وهو ما دفع مؤشر التقلب إلى السماء مع هبوط بورصة اليابان ومؤشر نيكاي 225 بأكثر من 20% في يوم واحد. إلا أنه من جديد بمنتصف الشهر خلق الين نموذج ارتداد هبوطي وحشي بعد اختبار منطقة مقاومة

قوة الدولار لا ضعف الين

لطالما اعتبر الين الياباني من العملات الرئيسية المعتمدة في العالم، حيث تعد اليابان من أكبر الدول المصدرة في العالم، وما يعزز قيمة عملتها هو الناتج القومي للبلاد الذي يعد ثالث أكبر اقتصاد، بعد الولايات المتحدة والصين وذلك بدعم من قطاعات التكنولوجيا والصناعة وغيرها. واكتسب الين الياباني لقب الملاذ الآمن بين العملات التي يلجأ إليها المستثمرون للحفاظ على قيمة مدخراتهم بدعم من حالة الاستقرار التي شهدها لسنوات طويلة. غير أن هذا الواقع تغير في الأشهر الأخيرة حيث اضطرت الحكومة اليابانية للتدخل لإنقاذ الين من التراجع ما كلفها حتى الساعة ما يفوق 50 مليار دولار أميركي، وهذا التغيّر دفع المتابعين للتساؤل عما إذا فقد الين لقبه كملاذ آمن.

قوة الدولار لا ضعف الين :إن الين الياباني تراجع من معدل 90 يناً للدولار إلى نحو 110 وصولاً إلى 150 يناً أخيراً، مرجعا هذا الهبوط إلى قوة الدولار وليس إلى ضعف العملة اليابانية.

الين سيبقى ملاذاً آمناً :رفض قول  أن الين الياباني فقد لقبه كملاذ آمن، لكنه أنه لا يزال ملاذاً آمناً، لاعتباره واحداً من أهم عملات الاحتياطي الدولي SDR إلى جانب أربع عملات رئيسية هي الدولار الأميركي والجنيه الإسترليني واليورو واليوان الصيني. وإن التراجع الذي شهده الين للمرة الأولى منذ نحو 32 سنة، سببه الظروف العالمية الراهنة وغيرها من الصدمات الكبرى كالرفع المستمر لأسعار الفائدة الأميركية. ويرى  أنه مع التوقعات بمزيد من رفع أسعار الفائدة الأميركية، فإن جزءاً كبيراً من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة أو الأموال الساخنة ستستقطبها الولايات المتحدة، وهو ما أثر وسيؤثر بشكل واضح على الطلب بالنسبة للين الياباني.

الاقتصاد لا يقاس بسعر الصرف :وبحسب المحللون فإن الين يشهد مرحلة مؤقتة، وسيعود للتعافي من جديد، مع تعافي الاقتصاد العالمي بعد حل الأزمات الراهنة، خصوصاً أن اليابان تعد من أول الاقتصادات العالمية. ودعوا إلى عدم قياس الاقتصاد بسعر صرف العملة، حيث إن اقتصاد اليابان يتمتع بمقومات تساعده على تخطي الأزمة، وبالتالي فإن أي تراجع للين لا يعني ضعفاً ولن يستمر.

مقالات ذات صلة