في تداولات اليوم، الأربعاء 9 أبريل 2025، شهد زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني انخفاضًا ملحوظًا، حيث تراجع الدولار بنسبة 1.64% ليصل إلى 146.82 ين، وهو أدنى مستوى له منذ 11 مارس الماضي.
يأتي هذا التراجع في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، حيث أثيرت مخاوف كبيرة حول استمرار التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تهديدات بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية، بما في ذلك السيارات الكهربائية بنسبة 25%. هذا التصعيد التجاري أدى إلى زيادة في تقلبات الأسواق العالمية، مما أثر بشكل مباشر على حركة سعر الدولار الأمريكي، ودفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة، في مقدمتها الين الياباني، الذي يعتبر من العملات الآمنة في الأوقات غير المستقرة.
من الناحية الفنية، فشل الدولار الأمريكي في تجاوز مستوى 148.00 ين هذا الأسبوع.
وهو مستوى كان يُعتبر حاجزًا نفسيًا هامًا بالنسبة للمتداولين. هذه النتيجة تساهم في تكوين صورة سلبية بشأن احتمالية استمرار قوة الدولار في المدى القريب، خاصة في ظل استمرار التوترات العالمية.
المؤشرات الفنية تشير إلى أن استقرار الدولار تحت هذا المستوى قد يعزز من ضغط البيع عليه، في الوقت الذي يعزز فيه الطلب على الين الياباني. في الوقت ذاته، فإن هذا التراجع في قيمة الدولار يعكس تغيرًا في توجهات المستثمرين نحو المزيد من الحذر.
مما يخلق ظروفًا غير مستقرة بالنسبة للأسواق العالمية، وبالتالي فإن تأثير هذا التحول على الاقتصاد العالمي يصبح بالغ الأهمية. إذا استمر الدولار في التراجع أمام الين، فقد نشهد مزيدًا من التوترات الاقتصادية مع تأثر التدفقات الاستثمارية واستمرار ضعف الثقة في العملة الأمريكية.
أي تغيير في سياسة بنك اليابان أو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يمكن أن يكون له تأثير كبير على سعر الين. رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان قد يدعم الين، بينما استمرار الفيدرالي الأمريكي في رفع الفائدة قد يعزز الدولار.
توقعات مستقبلية: هل يستمر الين الياباني في تعزيز مكاسبه؟
مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى سياسة الفائدة السلبية التي ينتهجها بنك اليابان، يتوقع بعض المحللين الماليين أن الين الياباني سيواصل تعزيز مكاسبه أمام الدولار الأمريكي خلال الأشهر القادمة. وفقًا لتوقعات خبراء اقتصاديين.
من الممكن أن يصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى مستويات أقل من 142.00 ين بحلول نهاية عام 2025، بناءً على فرضية استمرار السياسة النقدية التوسعية في اليابان.
تلك التوقعات تأتي في ظل الحاجة المستمرة لبنك اليابان لتحفيز الاقتصاد الوطني.
في وقت يتوقع فيه المتداولون استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
مما يعزز من فرص الين في التفوق على الدولار.
الظروف الاقتصادية الحالية تشير إلى أن الدولار الأمريكي قد يواجه صعوبة في الصعود مقابل الين.
على الأقل في المستقبل القريب، بسبب عدة عوامل من أبرزها ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة.
وهو ما يضع ضغوطًا على البنك الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع أسعار الفائدة. على الرغم من أن الين الياباني قد يواجه بعض القيود بسبب سياسات الفائدة السلبية لبنك اليابان، فإن الفارق بين سياسات الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان قد يخلق فرصة للين للاستفادة من تراجع الدولار.
ومع استمرار هذا التباين في السياسات النقدية، يتوقع أن تظل العملة اليابانية في موقف جيد لتحقق مكاسب إضافية أمام الدولار الأمريكي.
خاصة إذا ما استمر الاتجاه العالمي نحو تفادي المخاطر. استقرار الأوضاع السياسية والتجارية في كل من اليابان والولايات المتحدة يقلل من المخاطر ويعزز من ثقة المستثمرين في العملتين.
تعتبر الفروق في أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة من المحركات الرئيسية لتحركات الين. استمرار بنك اليابان في سياسة الفائدة السلبية يعزز من ضعف الين.
بينما رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة يزيد من جاذبية الدولار.
تأثير تقلبات سعر الين الياباني على الأسواق العالمية
تؤثر تقلبات سعر الين الياباني بشكل كبير على الأسواق العالمية.
نظرًا للدور الكبير الذي يلعبه الين كعملة احتياطية وملاذ آمن في أوقات الاضطراب الاقتصادي والجيوسياسي. من المعروف أن المستثمرين في الأوقات غير المستقرة غالبًا ما يذهبون إلى الين الياباني بسبب سياسات الفائدة السلبية التي تتيح له أن يكون استثمارًا منخفض المخاطر مقارنة مع العملات الأخرى. في حالة انخفاض الدولار الأمريكي، يميل المستثمرون إلى تحويل رؤوس أموالهم إلى الين الياباني.
مما يؤدي إلى رفع قيمته مقابل الدولار والعملات الأخرى. وهذا التحول يتسبب في تزايد الضغط على الأسواق المالية.
حيث يمكن أن يتسبب ارتفاع الين في تقليص أرباح الشركات اليابانية المصدرة التي تعتمد على تصدير السلع إلى الخارج، مما يؤدي إلى تراجع الأسهم اليابانية.
في الوقت ذاته، يتسبب انخفاض الدولار في زيادة حدة التقلبات في أسواق العملات الأجنبية.
حيث إن التداول بين العملات الرئيسية مثل اليورو، الجنيه الإسترليني، والين الياباني يتأثر بشكل مباشر من تحركات الدولار. إذا استمر الدولار في التراجع أمام الين.
قد تشهد الأسواق العالمية المزيد من التذبذب، في ظل عدم استقرار العلاقات التجارية بين القوى الكبرى. كما أن هذا التراجع في قيمة الدولار يؤثر على السلع الأساسية مثل النفط والذهب.
حيث تصبح الأسعار أكثر تقلبًا في السوق العالمية. من جانب آخر، يؤثر ارتفاع قيمة الين على الشركات اليابانية المصدرة.
حيث يصعب على هذه الشركات التنافس في أسواق العملات الأجنبية مع العملات الأخرى ذات القيمة المنخفضة. ولذلك، فإن تقلبات سعر الين تؤثر بشكل بالغ على الأداء الاقتصادي العالمي.
ولا سيما في حالة استمراره في تعزيز مكاسبه على حساب الدولار الأمريكي.
التوترات التجارية والسياسية، مثل النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تؤثر على تدفقات الاستثمار وتزيد من تقلبات العملات. الاستقرار السياسي والاقتصادي يعزز من ثقة المستثمرين في العملة الوطنية.