شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية انخفاضًا يوم الخميس، مع تزايد القلق من خطط التعريفات الجمركية التي قد يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يتابع المستثمرون بترقب تطورات هذه الخطط، بالإضافة إلى انتظار بيانات جديدة بشأن أسعار المنتجين التي من المتوقع أن تصدر قريبًا.
في الساعة 08:00 صباحًا بالتوقيت الشرقي (12:00 بتوقيت جرينتش)، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 18 نقطة أو 0.3%، كما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بمقدار 101 نقطة أو 0.5%. أما بالنسبة للعقود الآجلة لمؤشر داو جونز، فقد انخفضت بنحو 96 نقطة أو 0.2%.
أداء الأسواق كان متباينًا عند إغلاق تداولات الأربعاء.
حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك 100، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا.
وذلك بفضل الارتفاع الملحوظ في أسهم شركات التكنولوجيا. في المقابل، أغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا بعد جلسة متقلبة. ينتظر المستثمرون تقرير أسعار المنتجين الشهري، والذي قد يقدم مؤشرات حول التضخم في الولايات المتحدة ويؤثر في قرارات السياسة النقدية المستقبلية.
التوقعات الاقتصادية لأسعار المنتجين:
يتوقع الاقتصاديون أن يتراجع مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي، الصادر عن وزارة العمل الأمريكية، إلى 3.3% خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في فبراير، مقارنةً بنسبة 3.5% في الشهر السابق. كما يتوقع أن يتباطأ النمو الشهري ليصل إلى 0.3% مقارنة بـ 0.4% في الشهر السابق. هذه البيانات ستكون مهمة في تحديد مسار التضخم ومستوى الأسعار في الاقتصاد الأمريكي.
تأثيرات بيانات التضخم على السياسة النقدية:
أظهرت بيانات منفصلة صدرت الأربعاء، أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بوتيرة أبطأ من المتوقع في الشهر الماضي.
مما قد يمثل نبأ إيجابيًا للرئيس ترامب، الذي يواصل السعي لتعديل العلاقات التجارية مع دول مختلفة. قد يسهم هذا التباطؤ في التضخم في تعزيز الآمال بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يقوم بتخفيض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام. هذه التوقعات يمكن أن تؤثر في الأسواق المالية وتحرك الأسواق تجاه مزيد من الاستثمارات في الأصول التي قد تستفيد من السياسة النقدية التيسيرية.
التعريفات الجمركية الأمريكية وتأثيراتها الاقتصادية
في جانب آخر، من المتوقع أن تزداد التوترات التجارية يوم الخميس.
حيث سيجتمع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك و الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير لمناقشة تجديد اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي تم توقيعها خلال ولاية ترامب الأولى. تأتي هذه المفاوضات في وقت حساس بعد قرار الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية موسعة بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم من كندا.
تسعى الولايات المتحدة إلى تطبيق ضغوط على كندا من خلال فرض الرسوم الجمركية، وهو ما أثار غضب رئيس الوزراء الكندي، الذي كان قد أعلن في وقت سابق عن خطط لفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على الكهرباء المصدرة من أونتاريو إلى الولايات المتحدة. بعد تدخلات مع المسؤولين الأمريكيين.
تم تعليق هذه الضريبة مؤقتًا بعد تهديدات ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم الكندي إلى 50%.
تقلبات أسعار النفط والطلب العالمي:
شهدت أسعار النفط تقلبات واضحة في الأسواق العالمية.
حيث قام المتداولون بتقييم تأثير حالة عدم اليقين الاقتصادي، الناتجة عن فرض الرسوم الجمركية، على الطلب العالمي على النفط. كما أثر سحب المخزونات الأمريكية من البنزين بشكل كبير على حركة أسعار النفط.
بحلول الساعة 06:46 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.4% لتصل إلى 70.65 دولار للبرميل.
في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.5% لتسجل 67.33 دولار للبرميل. في الجلسة السابقة، شهدت العقود الآجلة زيادة بنسبة 2% بعد أن أظهرت البيانات الحكومية الأمريكية انخفاضًا أكبر من المتوقع في مخزونات النفط والوقود. على وجه الخصوص، انخفضت مخزونات البنزين الأمريكية بمقدار 5.7 مليون برميل، مما يتجاوز التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 1.9 مليون برميل.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب:
في أسواق الذهب، ارتفعت الأسعار في التعاملات الأوروبية نتيجة لتزايد الرهانات على خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. يأتي هذا الدعم من بيانات التضخم الضعيفة في الولايات المتحدة، مما يزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
تأثير التوترات التجارية على أسواق الأسهم
تعد التوترات التجارية من العوامل الاقتصادية الرئيسية التي تؤثر بشكل كبير على أسواق الأسهم العالمية. في السنوات الأخيرة، أصبحت هذه التوترات.
وخاصة بين الولايات المتحدة وبعض الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الصين وكندا والمكسيك، محط اهتمام واسع. تؤثر هذه التوترات على معنويات المستثمرين وحركة الأسواق بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى تقلبات في الأسعار ويزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.
تأثير الرسوم الجمركية على الأسهم:
تعد الرسوم الجمركية إحدى أبرز أدوات الضغط التجاري التي تستخدمها الدول في مواجهة بعضها البعض. عندما تفرض دولة ما رسوماً جمركية على وارداتها من دولة أخرى، يترتب على ذلك زيادة في تكلفة السلع المستوردة، مما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار في السوق المحلي. الشركات التي تعتمد على الواردات قد تشهد زيادة في تكاليف الإنتاج، مما يؤثر سلبًا على أرباحها.
على سبيل المثال، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية على مجموعة من السلع الصينية.
مما أدى إلى ارتفاع تكلفة العديد من المنتجات المستوردة من الصين. هذا كان له تأثير سلبي على الشركات الأمريكية التي تعتمد على هذه السلع، خاصة شركات التكنولوجيا مثل أبل ومايكروسوفت، التي تعتمد على مكونات مستوردة من الصين. نتيجة لذلك، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تقلبات حادة في تلك الفترة.
تأثير التوترات التجارية على معنويات المستثمرين:
تساهم التوترات التجارية في زيادة عدم اليقين الاقتصادي، مما يؤدي إلى تراجع الثقة في الأسواق. المستثمرون غالبًا ما يترددون في اتخاذ قرارات استثمارية كبيرة في بيئة مليئة بالمخاطر.
مما يؤدي إلى زيادة حالات البيع في أسواق الأسهم. على سبيل المثال، عندما تحدث أخبار حول فرض رسوماً جمركية جديدة أو فرض عقوبات اقتصادية.
غالبًا ما يقرر المستثمرون تقليص تعرضهم للأسواق ذات المخاطر العالية، مثل أسواق الأسهم، لصالح الأصول الأكثر أمانًا مثل الذهب أو السندات الحكومية.
التأثير على القطاعات المختلفة
التوترات التجارية تؤثر بشكل غير متساوٍ على القطاعات المختلفة في السوق. على سبيل المثال، الشركات التي تعمل في قطاع الطاقة أو المواد الأساسية قد تستفيد من التوترات التجارية إذا كانت هناك زيادة في الطلب على بعض السلع الأساسية مثل النفط أو المعادن بسبب تقليل العرض من الدول المتورطة في النزاع التجاري. بالمقابل، يمكن أن يعاني القطاع التكنولوجي من التوترات التجارية إذا كانت الشركات تعتمد على سلاسل التوريد العالمية، كما هو الحال مع شركات التكنولوجيا الكبرى التي تستخدم مكونات من دول مختلفة.
. التوترات التجارية والنمو الاقتصادي
عند حدوث توترات تجارية، يتوقع العديد من المحللين أن هذه التوترات قد تؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي.
خاصة إذا طال أمد النزاعات. تراجع النمو الاقتصادي يؤدي بدوره إلى تراجع في أرباح الشركات، مما ينعكس على أداء أسواق الأسهم. على سبيل المثال، إذا تزايدت الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، فقد تتأثر الشركات الأمريكية في قطاعات مثل السيارات والملابس.
مما قد يؤدي إلى انخفاض في أسعار أسهم تلك الشركات.
تأثير التوترات التجارية على الأسواق العالمية:
تأثير التوترات التجارية لا يقتصر على الأسواق الأمريكية فقط، بل يمتد إلى أسواق الأسهم العالمية. على سبيل المثال، عندما يتم فرض رسوم جمركية على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.
قد يؤدي ذلك إلى تراجع الطلب على السلع الصينية.
مما يؤثر سلبًا على الشركات الصينية المدرجة في أسواق الأسهم مثل هونغ كونغ و شنغهاي. كذلك، قد تشهد الأسواق الأوروبية انخفاضًا في أسعار الأسهم.
خاصة إذا كانت الشركات الأوروبية تعتمد على التصدير إلى الولايات المتحدة أو الصين.
التوترات التجارية والسياسات الحكومية:
الحكومات تسعى في بعض الأحيان إلى تهدئة التوترات التجارية من خلال التفاوض على اتفاقيات تجارية جديدة أو خفض الرسوم الجمركية. عندما يتم الإعلان عن اتفاقيات تجارية جديدة أو أنباء عن التوصل إلى تسوية تجارية، فإن هذا يؤدي غالبًا إلى انتعاش في الأسواق. على سبيل المثال، عندما تم التوصل إلى اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك (USMCA.