الدولار الأمريكي لا يزال ضعيفًا، و الأسهم تسجل مكاسب عالمية

سجلت الأسهم العالمية مكاسب ملحوظة مع بداية الأسبوع، بعد إعفاء جزئي على واردات الإلكترونيات من الرسوم الجمركية. أعلنت الحكومة الأمريكية يوم الجمعة عن استثناء مؤقت لبعض الأجهزة الإلكترونية من التعريفة الجمركية البالغة 145% على البضائع الصينية. كما أُعفيت هذه المنتجات من التعريفة الثابتة البالغة 10%. هذا التنازل منح الأسواق دفعة قوية، خاصة في آسيا وأوروبا. في الوقت ذاته، استقرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية على ارتفاع معتدل.

استمرار ضعف الدولار الأمريكي رغم تحسن الأسهم

على الرغم من مكاسب الأسهم، ظل الدولار الأمريكي يعاني من ضعف في أدائه العام. وقد حافظت العملة الأمريكية على نبرة سلبية طيلة جلسات الأسبوع الماضية. وذلك نتيجة الغموض السياسي بشأن التجارة وتوقعات خفض الفائدة. كما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن الرسوم على الإلكترونيات والرقائق لا تزال قائمة. قال ترامب بنبرة حادة: “لا أحد بمنأى عن التبعات”.

تحركات الأسواق العالمية ورد فعل المستثمرين

خلال نفس الفترة، ارتفعت أسعار السندات الأمريكية، مما دفع عوائد الخزانة إلى التراجع بمقدار 5 إلى 6 نقاط أساس.
كما تراجعت السندات اليابانية طويلة الأجل، مضيفة أربع نقاط أساس إلى العائدات.
أما أسعار النفط فقد شهدت ارتفاعًا محدودًا، لكن مخاوف فائض المعروض استمرت بسبب تباطؤ النمو العالمي.
وتُظهر هذه التحركات أن المستثمرين يفضلون الحذر وسط التقلبات السياسية والتجارية المتزايدة.

أداء العملات الأجنبية مقابل الدولار مع تحسن الأسهم

على الرغم من بعض المؤشرات الإيجابية، استمر الدولار في التراجع أمام معظم العملات الأجنبية. وشهد الفرنك السويسري والوون الكوري الجنوبي انخفاضًا طفيفًا فقط. بالمقابل، استفادت العملات المرتبطة بالسلع الأساسية من تحسن شهية المخاطرة. تُظهر مؤشرات بلومبرغ للدولار تقلبًا حادًا في المعنويات على المدى القصير. فقد سعّر المستثمرون أعلى علاوة لعقود البيع منذ بداية الجائحة. ويُعد ذلك مؤشرًا على قلق متزايد من استمرار ضعف الدولار.

نظرة على مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)

انخفض مؤشر الدولار الأمريكي دون مستوى 100، واستقر حاليًا بالقرب من 99. هذا التراجع دفع المؤشر نحو مستويات دعم فنية حرجة وفق تحليل فيبوناتشي. وفي حال استمرار الهبوط، قد يتجه المؤشر نحو نطاق 90-95 على المدى المتوسط. وقد زادت هذه التوقعات بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي كولينز، الذي أكد الاستعداد للتدخل عند الحاجة.

بيانات التضخم الأمريكية تضغط على الدولار

جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة أقل من التوقعات، مما زاد من الضغوط على الدولار. أظهرت البيانات تراجع التضخم السنوي إلى 2.4% في مارس، بعد أن بلغ 2.8% في فبراير. وكانت الأسواق تتوقع تراجعه فقط إلى 2.6%. كما انخفض المكون الأساسي من 3.1% إلى 2.8%. هذه الأرقام عززت رهانات المستثمرين على خفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

بيانات أسعار المنتجين تؤكد التباطؤ

في يوم الجمعة، صدرت بيانات جديدة أظهرت انخفاضًا في أسعار بوابات المصانع بنسبة 0.4% في مارس. هذا التراجع شكل أول انخفاض شهري في تضخم المنتجين منذ أكتوبر 2023. وقد زادت هذه البيانات من احتمال اتخاذ إجراءات تحفيزية جديدة لدعم الاقتصاد.

تحركات رئيسية في سوق العملات العالمية وتحسن الأسهم

في ظل ضعف الدولار، ارتفع زوج اليورو/الدولار بنسبة 3.7% خلال الأسبوع المنتهي في 11 أبريل. بدأ الزوج عند 1.0955، وسجل أعلى مستوى له عند 1.1475 يوم الجمعة. كما قفز الجنيه الإسترليني بنسبة 1.5% خلال نفس الفترة، مدعومًا ببيانات نمو اقتصادي أقوى من المتوقع. حقق زوج الجنيه الإسترليني/الدولار مستوى 1.3155 في نهاية الأسبوع.

أما الدولار الأسترالي فقد ارتفع بنسبة تزيد عن 4% أمام نظيره الأمريكي. ووصل إلى أعلى مستوى له عند 0.6301، وسط تصاعد التوترات بين بكين وواشنطن. كذلك انخفض الدولار أمام الين الياباني بنسبة 2.3%، ليصل إلى 143.51. ساهم الطلب على الين كملاذ آمن في دعم العملة اليابانية.

تطلعات الأسواق خلال الأسبوع الحالي

تترقب الأسواق العالمية عددًا من المؤشرات الاقتصادية المهمة خلال هذا الأسبوع. في البداية، يصدر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي يوم الاثنين، وهو ما يهم المستثمرين في قطاع العملات. كذلك، تنتظر الأسواق بيانات البطالة البريطانية صباح الثلاثاء، تليها أرقام التضخم يوم الأربعاء. هذه الأرقام تؤثر مباشرة على الجنيه الإسترليني، الذي شهد مؤخرًا أداءً قويًا مقابل الدولار.

أما يوم الخميس، فيُعد الأكثر أهمية، حيث يعلن البنك المركزي الأوروبي قراره بشأن أسعار الفائدة. يؤثر هذا القرار بشدة على اليورو، خصوصًا في ظل التذبذبات الأخيرة في سعر الصرف أمام الدولار. إضافة إلى ذلك، تصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكية يوم الخميس أيضًا، ما يزيد توتر الأسواق. تتوقع الأسواق بيانات منخفضة، مما قد يدفع الدولار نحو مزيد من التراجع إذا خالفت التوقعات.

في ذات السياق، يواصل المستثمرون مراقبة تطورات الرسوم الجمركية الأمريكية، خاصة بعد التصريحات المتضاربة الأخيرة. من ناحية أخرى، ستتابع الأسواق آراء مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن اتجاه أسعار الفائدة المستقبلية. أي تلميح نحو سياسة أكثر تشددًا أو تساهلًا قد يغير اتجاه السوق بسرعة.وتبقى تقارير أرباح الشركات عنصرًا مؤثرًا على مؤشرات الأسهم، لا سيما في الولايات المتحدة. التركيز سيتجه نحو شركات التكنولوجيا، والتي ارتبط أداؤها مؤخرًا بتغيرات في السياسات الجمركية.

تخفض شركات المبادلات احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل البنك المركزي الأوروبي في اجتماع السياسة المقرر في 17 أبريل بنسبة 96%.

انخفض زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني ( USDJPY ) اليوم بنسبة -0.08%. وارتفع الين الياباني بشكل طفيف اليوم، ليقترب من أعلى مستوى له في ستة أشهر ونصف الذي سجله يوم الجمعة الماضي مقابل الدولار الأمريكي. وقد تلقى الين دعمًا اليوم بعد أن أفادت وكالة كيودو للأنباء أن رئيس الوزراء إيشيبا سيطلب مسودة ميزانية تكميلية للسنة المالية 2025 في وقت مبكر من هذا الأسبوع، استجابةً لرسوم الرئيس ترامب الجمركية وارتفاع الأسعار.

مقالات ذات صلة