تراجع مؤشر الدولار الأمريكي والاتجاهات المستقبلية للعملات

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي هذا الأسبوع ليختبر مستوى مقاومة قريب من أعلى مستوياته السنوية، في وقت حاسم يتزامن مع تطورات سياسية واقتصادية تؤثر بشكل مباشر على الأسواق المالية. ورغم أن التوقعات العامة تشير إلى استمرار النظرة الإيجابية للعملة الأمريكية على المدى الطويل.

إلا أن التحليل الفني يعكس احتمال ضعف الزخم الصعودي في الوقت الراهن، مع تركيز كبير من المستثمرين على احتمال حدوث تراجع أو انحراف في حركة السعر خلال الأيام القادمة من هذه المنطقة المحورية.

شهد مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضًا بنحو 1.1% في تقاطع شهري، حيث سجل أدنى مستوى له عند 103.37 قبل أن يعاود الارتفاع بشكل حاد بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية. ومنذ ذلك الحين، ارتفع الدولار بحوالي 2.5%، ليختبر مستويات مقاومة قوية هذا الأسبوع عند 106.10/37. هذه المنطقة تعتبر حرجة، حيث تمثل الإغلاق الأعلى لعام 2023 والإغلاق الأعلى لعام 2024.

مما يجعلها نقطة محورية في تحديد الاتجاهات المستقبلية للأسواق. في ظل هذه المعطيات، يترقب المتداولون انحرافًا محتملاً في حركة السعر، مع احتمال تراجع الزخم الصعودي في حال عدم تمكن المؤشر من تجاوز هذه المستويات.

من الناحية الفنية، يتداول مؤشر الدولار الأمريكي ضمن قناة صاعدة، مع مقاومة رئيسية على المدى القصير عند مستوى 106.10/37. وفي المقابل، يتواجد الدعم الأولي عند مستوى 105.63، المستمد من تداولات مايو الماضي، مع دعم إضافي عند 104.87/97.

وهو مستوى يرتبط بمؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو وأعلى مستويات فبراير. في حال كسر المؤشر لهذه المستويات، قد يواجه الاتجاه الصعودي تهديدات جدية. وإذا تراجع المؤشر دون المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم أو تصحيح بنسبة 38.2% بالقرب من 103.87/89، فقد يشهد السوق انعكاسًا أكبر في اتجاهه نحو الهبوط.

فيما يتعلق بالأسواق المالية، حافظت أسواق الأسهم على نغمة سلبية خلال النصف الأول من اليوم.

وذلك بعد أن أنهت المؤشرات الأمريكية جلسة الثلاثاء في المنطقة الحمراء. ومع ذلك، من المتوقع أن تشهد المؤشرات الأمريكية تحسناً طفيفًا في بداية اليوم، بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك.

تحديثات زوج اليورو/الدولار الأمريكي والتوقعات الفنية القصيرة الأجل

سجل زوج اليورو/الدولار الأمريكي أدنى مستوى له في عام 2024 يوم الأربعاء، حيث وصل إلى 1.0610 قبل أن يشهد انتعاشًا طفيفًا ليصل إلى مستوى 1.0620. جاء ذلك في وقت تراجع فيه الطلب على الدولار الأمريكي قبل إعلان مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة.

وفقًا للبيانات الرسمية، ارتفع التضخم في الولايات المتحدة في أكتوبر بنسبة 0.2% على أساس شهري و2.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يتماشى مع التوقعات. كما تم تسجيل القراءة السنوية الأساسية عند 3.3%، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في مستويات الأسعار. عقب صدور هذه البيانات، شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا، مدعومًا بانتعاش محدود في العقود الآجلة للأسواق الأمريكية.

من جهة أخرى، لم يكن هناك الكثير من البيانات الاقتصادية المهمة في بداية اليوم.

باستثناء تصريحات عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، فرانسوا فيليروي، التي أشار فيها إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يواصل تخفيض أسعار الفائدة في المستقبل. كما توقع فيليروي أن يظل التضخم في فرنسا معتدلاً.

مع ارتفاع معدل البطالة إلى حوالي 8% قبل أن يبدأ في الانخفاض مجددًا.

في الجلسة الأمريكية، من المتوقع أن يشارك العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في نقاشات ستثير اهتمام السوق، حيث يبحث المتداولون عن مؤشرات حول السياسة النقدية المستقبلية للبنك المركزي الأمريكي.

التوقعات الفنية القصيرة الأجل لزوج اليورو/الدولار الأمريكي

على المدى القصير، يشير الرسم البياني اليومي إلى أن زوج اليورو/الدولار الأمريكي لا يزال يتداول في المنطقة الخضراء.

رغم أنه لا يزال بعيدًا عن أعلى مستوى سجله يوم الثلاثاء. يظل الاتجاه العام هبوطيًا، حيث يتداول الزوج تحت جميع متوسطاته المتحركة، ما يعكس هيمنة الاتجاه البيعي. علاوة على ذلك، يظهر المتوسط المتحرك البسيط لفترة 20 يومًا اتجاهًا هبوطيًا مستمرًا، مما يعزز الاتجاه العام الهابط.

الدولار الأسترالي ينخفض وسط بيانات اقتصادية مختلطة عن الأجور في أستراليا

تراجع الدولار الأسترالي اليوم الأربعاء، حيث يتم تداول زوج العملات AUD/USD عند 0.6512، بانخفاض قدره 0.12% مقارنةً باليوم السابق. يأتي هذا التراجع في وقت تشير فيه البيانات الاقتصادية الأسترالية إلى تباطؤ في نمو الأجور.

تضخم الأجور في أستراليا ضمن التوقعات 

أظهرت بيانات الربع الثالث من العام انخفاضًا في تضخم الأجور في أستراليا إلى 3.5% على أساس سنوي، مقارنةً بـ 4.1% في الربع الثاني، مما كان أقل بقليل من التوقعات التي كانت تشير إلى 3.6%. يعد هذا أقل نمو في الأجور منذ الربع الرابع من عام 2022. وعلى أساس ربع سنوي، سجلت الأجور نموًا بنسبة 0.8%، وهو أيضًا أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 0.9%.

تتفق هذه البيانات مع توقعات بنك الاحتياطي الأسترالي التي تشير إلى أن نمو الأجور قد بلغ ذروته. ويتوقع البنك أن يستمر تباطؤ الأجور في الربع الرابع من العام الجاري وفي العام المقبل.

ما يعزز من فرصة خفض أسعار الفائدة في المستقبل. ورغم ذلك، لا يزال بنك الاحتياطي الأسترالي متمسكًا بفرضية إمكانية رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

بالنظر إلى استمرار ارتفاع التضخم الأساسي الذي يتجاوز هدفه البالغ 2%.

توقعات خفض الفائدة تدعمها بيانات الأجور الضعيفة 

يشير هذا التباطؤ في نمو الأجور إلى تحسن في السيطرة على التضخم، خصوصًا في القطاعات التي تأثرت بالأجور المرتفعة. لكن، لا يزال التضخم في قطاع الخدمات مرتفعًا مقارنة بالهدف المحدد من البنك المركزي. وقد جعل هذا الموقف من بنك الاحتياطي الأسترالي أكثر تشددًا مقارنة بالبنوك المركزية الكبرى الأخرى التي قامت بتخفيض أسعار الفائدة استجابة لانخفاض التضخم. وفي هذا السياق، تشير التوقعات إلى احتمالية إبقاء الفائدة على حالها في اجتماع ديسمبر المقبل.

مع احتمالية خفض الفائدة في النصف الأول من 2025.

مقالات ذات صلة