في فبراير 2025، تراجعت مبيعات شركة تسلا في أوروبا بنسبة 40%، مما ألقى الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها الشركة في ظل التنافس الشديد وسوء السمعة الذي يعاني منه الرئيس التنفيذي إيلون ماسك. وفقًا لبيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، فقد انخفضت تسجيلات السيارات الجديدة لشركة تسلا في الاتحاد الأوروبي ومنطقة التجارة الحرة الأوروبية والمملكة المتحدة بنسبة 40.1% على أساس سنوي، ليصل عدد السيارات المباعة إلى 16,888 وحدة.
المنافسة الشديدة على حصة السوق الأوروبية
على الرغم من النمو القوي في تسجيلات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية في أوروبا، بنسبة 26.1% على أساس سنوي، إلا أن تسلا عانت من انخفاض كبير في حصتها السوقية. في فبراير 2025، تقلصت حصتها السوقية في المنطقة إلى 1.8% مقارنةً بـ 2.8% في نفس الشهر من العام السابق. ويعكس هذا الانخفاض المستمر في مبيعات الشركة في أوروبا بشكل كبير التحديات التي تواجهها تسلا في مواجهة المنافسة المتزايدة.
سواء من شركات تصنيع السيارات الصينية مثل SAIC أو من السيارات الكهربائية الهجينة، التي أصبحت مفضلة لدى العديد من المستهلكين الأوروبيين.
التنافس مع شركات أخرى
تستمر شركات السيارات الكبرى مثل فولكس فاجن، ورينو، وبي إم دبليو في تحقيق نتائج قوية في السوق الأوروبية. فقد أظهرت هذه الشركات نمواً في مبيعاتها على الرغم من الانخفاض العام في السوق. تراجعت إجمالي تسجيلات المركبات الجديدة في أوروبا بنسبة 2.6% على أساس سنوي، مما يعكس حالة من الركود في سوق السيارات بشكل عام.
أسباب تراجع مبيعات تسلا
تسلا تواجه تحديات في سوق السيارات الكهربائية في أوروبا، خاصة مع ارتفاع المنافسة من السيارات الكهربائية الهجينة والسيارات الصينية. كما أن ضعف العلامة التجارية لشركة تسلا، نتيجة لارتباطاتها السياسية والشخصية مع إيلون ماسك، ساهم في تدهور صورتها في الأسواق الأوروبية.
تحديات الطلب في الاخرى لتسلا
على الرغم من هذه التحديات، تستعد تسلا لإطلاق نسخة مُحدثة من سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات “موديل Y”، والتي تعد من بين الأكثر مبيعًا لها. وفقًا للتقارير، فإن تسلا قد تخفض سعر الطراز الجديد بنسبة 20% في محاولة لدعم المبيعات المتراجعة.
تتأثر سمعة تسلا بشكل كبير بتصرفات ماسك، لا سيما علاقاته المثيرة للجدل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. في الآونة الأخيرة، أثار ماسك جدلًا واسعًا بسبب دعمه لحزب يميني متطرف في الانتخابات الألمانية. هذا الدعم السياسي قد يكون السبب الرئيسي في تزايد الغضب ضده في أوروبا. في مارس 2025، شهدت صالات عرض تسلا وورشها في العديد من الدول الأوروبية احتجاجات وأعمال تخريب من قبل مجموعات معارضة.
بالإضافة إلى انخفاض مبيعاتها في أوروبا، تعاني تسلا أيضًا من ضعف الطلب في أسواق رئيسية أخرى مثل أمريكا الشمالية والصين. يبدو أن تسلا تواجه تحديات متعددة تتعلق بالتصور العام لمنتجاتها وشخصية ماسك التي أثارت المزيد من الانتقادات في هذه الأسواق. في محاولة للتعامل مع هذه المشكلات، دعا ماسك موظفي تسلا في اجتماع مؤخرًا إلى عدم بيع أسهمهم.
في خطوة تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار المالي للشركة.
لا تواجه تحديات واسعة في العديد من التخصصات العالمية، بما في ذلك في ذلك الجزء الشمالي. بفضل العديد من الشركات الشهيرة في مجال السيارات الكهربائية.
إلا أن الطلب على سياراتها في هذه التخصصات الكبرى يعاني من بعض الصعوبات.
المنافسة الشديدة في السوق الصيني
تعتبر الصين واحدة من أكبر أسواق السيارات في العالم، وهي تمثل فرصة كبيرة لشركات السيارات الكهربائية. ولكن، تواجه تسلا منافسة قوية هناك، من شركات محلية مثل BYD وNIO، التي تتمتع بتقدير كبير من قبل المستهلكين الصينيين بفضل الأسعار التنافسية والتكنولوجيا المتقدمة. هذه الشركات تقدم خيارات متنوعة من السيارات الكهربائية بأسعار أقل من تلك التي تقدمها تسلا، مما يجعل من الصعب على تسلا الحفاظ على حصتها السوقية.
انخفاض حاد في قيمة الأسهم
شهدت أسهم تسلا انخفاضًا كبيرًا بنسبة 50% منذ نوفمبر 2024. هذا التراجع الحاد في الأسهم يعكس حالة القلق السائدة بين المستثمرين، حيث تشهد الشركة تحديات في الحفاظ على حصتها في السوق وسط المنافسة الشديدة في صناعة السيارات الكهربائية. قد تساهم هذه التطورات في ضغط إضافي على تسلا خلال الأشهر القادمة، خاصة إذا استمرت المبيعات في الانخفاض.
التحديات الاقتصادية العالمية
وتشهد العديد من الاختلافات الأخرى، مثل شمال أمريكا وأوروبا، تأثيرات اقتصادية تشمل بما في ذلك تكاليف الإنتاج. قد يؤدي هذا العامل إلى خلل في قدرة المستهلكين على شراء السيارات الكهربائية.
وخاصة تلك التي لا تضاف إلى ذلك ضمنا. في ظل هذه الظروف الاقتصادية، قد يتغيرون عن خيارات أقل تكلفة من سيارات تسلا.
الآفاق المستقبلية لتسلا
بغض النظر عن التحديات التي تواجهها تسلا في أوروبا وأسواق أخرى، تبقى الشركة في صدارة صناعة السيارات الكهربائية. مع استمرار الطلب على السيارات الكهربائية في النمو عالميًا.
تتطلع تسلا إلى تحسين أدائها من خلال تقنيات جديدة وتطوير منتجات مبتكرة. ومع إطلاق موديلات جديدة وتقديم تخفيضات في الأسعار، تأمل تسلا في استعادة حصتها السوقية المفقودة.
ومع ذلك، يجب على تسلا أن تتعامل بعناية مع المشاكل المتعلقة بصورة علامتها التجارية وتواجه التحديات السياسية التي أثيرت حول ماسك. قد تحتاج الشركة أيضًا إلى العمل على تحسين علاقاتها مع المستهلكين والمستثمرين على حد سواء إذا أرادت استعادة مكانتها الرائدة في السوق.
تواجه تسلا تحديات عديدة في سوق السيارات الكهربائية الأوروبي والعالمي.
وتراجع مبيعاتها بنسبة 40% في فبراير يعد مؤشرًا واضحًا على وجود مشكلة في استراتيجيات الشركة الحالية. مع المنافسة المتزايدة من شركات أخرى، قد تجد تسلا نفسها في موقف صعب إذا لم تتمكن من التكيف مع هذه التحديات. على الرغم من ذلك، تبقى تسلا رائدة في صناعة السيارات الكهربائية.
ويجب على الشركة بذل جهود إضافية لتحسين صورتها وتعزيز ثقة المستهلكين والمستثمرين في المستقبل.