تيسلا وإنفيديا تحت الضغط وتعاملات ما قبل السوق الأمريكية

شهدت أسهم شركات تيسلا وإنفيديا انخفاضًا ملحوظًا في تداولات ما قبل السوق الأمريكية يوم الأربعاء، حيث تعرضت كلتا الشركتين لضغوطات كبيرة. شهدت أسهم تيسلا انخفاضًا بنسبة 1.9% بعد أن خفضت شركة “ميراي أسيت سيكيوريتيز” توصيتها للسهم إلى “احتفاظ”. هذا الانخفاض لم يكن مفاجئًا، حيث كان سهم تيسلا قد شهد تقلبات حادة في الأشهر الأخيرة بسبب قضايا مختلفة، بما في ذلك انخفاض المبيعات في بعض الأسواق الأوروبية.

من جهة أخرى، تعرضت أسهم إنفيديا للضغط الهبوطي، حيث انخفضت بنسبة 0.9%. جاء هذا التراجع بعد تقارير أظهرت أن اللوائح الجديدة للطاقة في الصين بشأن الرقاقات المتقدمة قد تؤثر سلبًا على مبيعات الشركة.

تأثيرات الأخبار الجيوسياسية على أسواق التكنولوجيا

لم تكن هذه الخسائر فريدة من نوعها في تلك الشركات فقط. فقد شهدت أسهم بعض الشركات الكبرى الأخرى في مؤشر “Magnificent Seven” نتائج متباينة. بينما شهدت أسهم Meta Platforms و Alphabet ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% لكل منهما.

فقد شهدت أسهم أمازون ومايكروسوفت خسائر طفيفة بنسبة 0.2% و0.1% على التوالي. أما أسهم شركة آبل فبقيت دون تغيير نسبيًا.

وقد أشار الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت إلى شراكة جديدة مع شركة الاتصالات الكورية KT لإطلاق مبادرة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن حتى هذه الشراكة لم تستطع منع الانخفاض الطفيف في سعر سهم الشركة.

أسواق العملات المشفرة تتعرض لضغوطات أيضًا

لم يكن أداء أسهم الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة أفضل حالاً، فقد شهدت انخفاضات حادة في جلسة الإثنين. تزامن هذا مع تراجع عملة البيتكوين بنسبة 5%، حيث فقدت مستويات 80,000 دولار يوم الأحد وأغلقت عند أدنى مستوياتها في أربعة أشهر. وكان لهذا الانخفاض تأثير كبير على أسهم الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة، حيث تراجعت أسهم شركة “Coinbase” بنسبة 18%، وهو ما يعد أكبر انخفاض يومي لها في نحو عامين

تبعات تقرير الوظائف على السوق

كما سجلت أسهم شركة “Microstrategy” تراجعًا بنسبة 17%، وهو أيضًا يعتبر أكبر انخفاض لها في نفس الفترة الزمنية.

بالتوازي مع هذه التحركات في أسواق الأسهم والعملات المشفرة.

كان تقرير الوظائف الأمريكي غير الزراعي قد أثار العديد من المخاوف بشأن السياسة النقدية المستقبلية. كان تقرير الرواتب الذي جاء أقوى من المتوقع قد زاد من المخاوف من أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يخفف من وتيرة خفض الفائدة. هذا التقرير أضاف المزيد من الضغط على الأسواق الأمريكية، حيث تراجعت الأسهم بشكل حاد بعد صدوره.

ولقد أدى هذا إلى زيادة العائدات على سندات الخزانة، وهو ما أضاف مزيدًا من القلق للمستثمرين في أسواق الأسهم. ومن المتوقع أن يراقب المستثمرون بعناية تحركات الفيدرالي في الأسابيع القادمة، حيث تشير التوقعات إلى احتمال بقاء أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماعات المقبلة، مما سيسهم في استقرار السوق بشكل أو بآخر.

موسم الأرباح والتقارير الاقتصادية

بالإضافة إلى ذلك، يمثل موسم أرباح الربع الرابع نقطة محورية بالنسبة للمستثمرين.

حيث سيتم الإعلان عن نتائج عدد من البنوك الكبرى مثل سيتي غروب، وغولدمان ساكس، وجيه بي مورغان تشيس.

في حين سيتم الإعلان عن نتائج كل من مورغان ستانلي وبنك أوف أميركا. يتوقع المتداولون أن تساهم هذه النتائج في منح السوق مزيدًا من الوضوح حول حالة الاقتصاد. وخصوصًا بعد تقرير الوظائف الذي أظهر زيادة في فرص العمل في الولايات المتحدة بمقدار 256,000 وظيفة في ديسمبر، مما قد يساهم في دعم الأسواق.

تقلبات أسواق التكنولوجيا والضغط المستمر على أسهم الشركات الكبرى

تعرضت أسهم قطاع التكنولوجيا إلى ضغوطات شديدة خلال الأيام الماضية، مع استمرار انخفاض أسهم بعض الشركات الكبرى. شهدت أسهم إنفيديا هبوطًا بنسبة 2% بعد الإعلان عن القيود الجديدة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على تصدير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. هذا كان له تأثير كبير على سعر سهم الشركة، حيث يعتبر قطاع الذكاء الاصطناعي من أكبر محركات النمو بالنسبة لها.

أداء أسواق الأسهم في ظل الضغوطات

يبدو أن هذه الأخبار أثرت بشكل كبير على أداء السهم، مما يعكس تأثير التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية على أسواق التكنولوجيا

أما بالنسبة لأسهم آبل، فقد هبطت أكثر من 2% يوم الإثنين، مما وضعها في منطقة التصحيح.

حيث أصبحت قيمتها السوقية أقل من 3.5 تريليون دولار بعد أن كانت قد وصلت إلى 4 تريليون دولار. على الرغم من هذا التراجع، تبقى الشركة واحدة من أكبر الشركات في العالم.

أسواق الأسهم بشكل عام، بما في ذلك أسواق التكنولوجيا، تواجه تحديات عديدة. فبعد انخفاض أسهم شركات مثل إنفيديا وبالانتير بنسبة تتجاوز 3%، بالإضافة إلى تراجع أسهم تيسلا وميتا.

يظهر أن السوق الأوسع يتعرض لضغوطات ناتجة عن عوامل متعددة. هذا يشير إلى أن الأسواق قد تشهد تقلبات كبيرة في الفترة القادمة، حيث يترقب المستثمرون نتائج التقارير الاقتصادية القادمة.

هذه الفترة تعتبر محورية بالنسبة للأسواق، حيث سيتعين على المستثمرين مراقبة مؤشرات الاقتصاد الكلي بعناية. ومن المتوقع أن تشهد أسواق الأسهم تفاعلات حادة مع أي أخبار جديدة قد تطرأ، سواء كانت مرتبطة بالسياسات الفيدرالية أو بالتطورات الجيوسياسية العالمية.

الخلاصة: تحديات كبيرة أمام أسواق الأسهم والعملات المشفرة

بالتأكيد، تمر أسواق الأسهم والعملات المشفرة بفترة من الاضطراب والتقلبات. الخسائر التي شهدتها أسهم الشركات الكبرى مثل تيسلا وإنفيديا.

إلى جانب الضغط الذي تعاني منه أسواق العملات المشفرة، تشير إلى أن الأسواق قد تستمر في مواجهة تحديات كبيرة في الفترة القادمة.

من المهم أن يتابع المستثمرون التقارير الاقتصادية بعناية، بالإضافة إلى التحولات في السياسات النقدية.

والتي قد تؤثر بشكل مباشر على الاتجاهات المستقبلية للأسواق. في الوقت نفسه، يجب على الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا أن تواصل التعامل مع الضغوطات المرتبطة بالأحداث الجيوسياسية والاقتصادية، والتي من المحتمل أن تساهم في تذبذب الأسواق.

مقالات ذات صلة