توقعات أسعار الفضة 2025: هل تتفوق على الذهب في السوق

تستمر أسعار الفضة في الحفاظ على قوتها بالقرب من أعلى مستوى لها في خمسة أشهر، حيث بلغ سعرها 34.08 دولارًا للأونصة، وذلك بفضل الطلب المستمر على الملاذات الآمنة. يأتي هذا الارتفاع في سياق التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى زيادة الإقبال على الفضة كأداة تحوط.

التوترات الجيوسياسية وتداعياتها على أسعار الفضة

في يوم الأحد، أعلن الحوثيون في اليمن عن مسؤوليتهم عن الهجوم على حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس. ترومان” في البحر الأحمر، مما أثار قلقًا دوليًا. هذا الهجوم أسهم في تعزيز الطلب على المعادن الثمينة مثل الفضة، إذ يلجأ المستثمرون إليها في أوقات الأزمات الجيوسياسية. في المقابل، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن بلاده ستواصل استهداف الحوثيين في اليمن رداً على تهديداتهم المستمرة للممرات البحرية.

من جانب آخر، لا يزال هناك تفاؤل حذر بين المستثمرين بشأن المحادثات التي من المتوقع أن تُجرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إمكانية وقف إطلاق النار في أوكرانيا. رغم أن هذه المحادثات قد تؤدي إلى بعض التحسن في معنويات المخاطرة، إلا أن أسعار الفضة لا تزال متأثرة بالتوترات الجيوسياسية، وهو ما يرفع من جاذبيتها كملاذ آمن.

تحركات أسعار الفضة في ظل المخاوف من الحرب التجارية

من ناحية أخرى، تواصل المخاوف من تصاعد الحرب التجارية التأثير على الأسواق العالمية. فرض الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين يرفع من القلق الاقتصادي ويزيد من إقبال المستثمرين على الفضة كأداة تحوط ضد التضخم. بالنظر إلى الوضع الراهن، يتطلع المستثمرون إلى سلسلة من اجتماعات البنوك المركزية المقررة هذا الأسبوع.

حيث من المتوقع أن يحافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.

العوامل التي تؤثر في الفضة في الوقت الحالي

تشير التوقعات إلى أن الفضة قد تواصل تذبذبها في السوق.

ولكن من المتوقع أن تظل عند مستويات مرتفعة بفضل عدة عوامل رئيسية. أولاً، لا يزال التضخم يلعب دورًا كبيرًا في رفع الطلب على الفضة، حيث يعمد المستثمرون إلى شراء المعدن الثمين كحماية ضد تآكل قيمة العملات. ثانيًا، تزايد التوترات السياسية والجيوسياسية يزيد من جاذبية الفضة مقارنة بالاستثمارات الأخرى.

هل تبدأ الفضة في التفوق على الذهب؟

من المعروف أن الفضة عادة ما تتأخر عن الذهب في فترات الارتفاعات الكبيرة في أسعار المعادن الثمينة. هذا الاتجاه كان واضحًا في الماضي، مثلما حدث في سبعينيات القرن العشرين وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في السنوات الأخيرة، أصبح الفارق بين الذهب والفضة واضحًا، خصوصًا في فترات الارتفاع الكبير لأسعار الذهب بسبب تأثير جائحة كوفيد بين عامي 2018 و2021.

خلال هذه الفترة، ارتفع سعر الذهب من 1200 إلى 1600 دولار قبل أن يبدأ سعر الفضة في التحرك. ورغم ذلك، يعتقد العديد من المحللين أن الفضة قد تبدأ في التفوق على الذهب في المستقبل القريب بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي الحالية. ارتفاع الطلب على الفضة من قِبل المستثمرين يفتح المجال أمام تحقيق مكاسب كبيرة، إذا استمر هذا الاتجاه.

مخاوف التضخم وعدم اليقين في السوق: كيف يعزز ذلك الفضة؟

تاريخيًا، كانت الفضة دائمًا من الأصول المفضلة للمستثمرين خلال فترات التضخم المرتفع والتقلبات في الأسواق المالية. في مثل هذه الأوقات، يشتري الناس المعادن الثمينة مثل الفضة والذهب لحماية ثرواتهم من فقدان القيمة. من جهة أخرى، يشير عدم اليقين في الأسواق إلى بيئة مثالية لتألق الفضة، حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة. ومع أن الذهب يُعتبر أكثر أمانًا، إلا أن الفضة تتمتع بميزة إضافية كونها أكثر استجابة لتدفقات رأس المال.

هل يجب الاستثمار في الفضة الآن؟

في ظل التقلبات الكبيرة في أسعار الفضة، قد يكون الوقت الحالي هو الأنسب للاستثمار فيها. بالطبع، يتطلب الأمر مراقبة دقيقة للسوق، حيث يظل توقيت الاستثمار عاملًا حاسمًا في تحقيق أرباح كبيرة. إذا كنت مستعدًا للاستفادة من الارتفاع المتوقع في أسعار الفضة، فيجب أن تكون مستعدًا للاستثمار بحذر.

لماذا يفضل الناس الاستثمار في الفضة؟

الفضة، مثلها مثل الذهب، تُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات الاقتصادية. قد لا يكون حجم سوق الفضة مثل الذهب، إلا أنها توفر للمستثمرين فرصة تنويع محافظهم. كما أن الفضة تعد أداة فعالة للتحوط ضد التضخم المرتفع والمخاوف الاقتصادية. يمكن للمستثمرين شراء الفضة بطرق مختلفة.

سواء على شكل سبائك أو عملات معدنية أو من خلال تداولها عبر صناديق المؤشرات المتداولة التي تتتبع سعر الفضة في الأسواق العالمية.

العوامل المؤثرة في أسعار الفضة

تعتمد أسعار الفضة على العديد من العوامل. عدم الاستقرار الجيوسياسي، مثل التوترات في الشرق الأوسط أو المخاوف من ركود اقتصادي.

يؤدي إلى زيادة الطلب عليها باعتبارها ملاذًا آمنًا. كما أن الفضة كأصل لا يدر عائدًا، يزداد جاذبيتها في ظل انخفاض أسعار الفائدة، حيث تصبح أكثر تنافسية مقارنة بالاستثمارات الأخرى.

من العوامل الأخرى التي تؤثر على سعر الفضة، قوة الدولار الأمريكي، حيث أن الفضة تُسعّر بالدولار الأمريكي. عادةً ما يؤدي الدولار القوي إلى الضغط على سعر الفضة، بينما من المرجح أن تدفع ضعف الدولار الأسعار نحو الارتفاع. أخيرًا، يعتبر الطلب الصناعي من أهم العوامل التي تؤثر على الفضة، حيث يستخدم على نطاق واسع في الصناعات الإلكترونية والطاقة الشمسية.

الفضة مقابل الذهب: العلاقة بين المعدنين

تميل أسعار الفضة إلى مواكبة حركة الذهب. عندما ترتفع أسعار الذهب، تبدأ الفضة عادة في اتباع نفس الاتجاه. يستخدم بعض المستثمرين نسبة الذهب إلى الفضة كمؤشر على القيمة النسبية للمعادن. إذا كانت النسبة مرتفعة، فقد يُنظر إليها على أنها تشير إلى أن الفضة مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، أو أن الذهب مُبالغ في قيمته.

مقالات ذات صلة