حذرت شركة H3C الصينية، إحدى أكبر شركات تصنيع الخوادم في الصين، من نقص محتمل في شريحة H20 الخاصة بشركة إنفيديا. الشريحة H20 تُعد واحدة من أكثر معالجات الذكاء الاصطناعي تقدمًا، وهي الشريحة الوحيدة المتاحة قانونيًا في الصين نظرًا لقيود التصدير الأمريكية. وقد أصدرت الشركة إشعارًا للعملاء حول هذا النقص المحتمل، والذي قد يخلق تحديات كبيرة أمام طموحات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي.
نقص رقائق الذكاء الاصطناعي وتأثيره على شركات التكنولوجيا الصينية
أوضحت H3C في إشعارها أن سلسلة التوريد الخاصة برقائق H20 تواجه حالة من عدم اليقين الكبير. وأضافت أن المخزون الحالي قد استنفد تقريبًا. يرجع هذا الوضع إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة التي تؤثر بشكل كبير على التجارة العالمية وإمدادات المواد الأساسية. هذا التأثير قد يعوق طموحات الشركات الصينية التي تسعى لتوسيع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي. حيث أوضحت الشركة أن الشحنات الجديدة من رقائق H20 من المتوقع وصولها بحلول منتصف أبريل 2025، مما يعني أن الشركات الصينية قد تواجه صعوبات في تلبية احتياجاتها من هذه الشرائح في الوقت الراهن.
التوترات الجيوسياسية وزيادة الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي
زاد الطلب على رقائق H20 بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. الشركات الصينية الكبرى مثل تنيسنت و علي بابا و بايت دانس قد زادت بشكل ملحوظ من طلباتها على هذه الرقائق.
خصوصًا بعد أن أثبتت نماذج الذكاء الاصطناعي الفعالة من شركة DeepSeek الصينية قدرتها على تحويل صناعات عديدة. هذا الارتفاع في الطلب على رقائق H20 جعلها سلعة نادرة في السوق الصينية، مما زاد من التنافس عليها.
تحديات إضافية في سلسلة التوريد
لم تقتصر التحديات على نقص الإمدادات فقط، بل واجهت H3C مشاكل أخرى تتعلق بتغيرات في سياسة المواد الخام، انقطاعات في الشحن.
وتحديات في الإنتاج. وقد أضافت الشركة أن خطط التوريد لما بعد 20 أبريل ستواجه أيضًا حالة من الشكوك بسبب هذه العوامل. وأوضحت الشركة أنها ستوزع رقائق H20 المتاحة على أساس مبدأ “الربح أولًا”، مما يعني أن الأولوية ستُعطى للعملاء الذين يمتلكون علاقات طويلة الأمد مع الشركة والذين يحققون هوامش ربح أعلى على طلباتهم.
أسعار مرتفعة وندرة المعالجات
في ذات السياق، أكد مصدر في الصناعة.
والذي يوزع خوادم الذكاء الاصطناعي بما في ذلك تلك التي تستخدم معالجات H20، أن هذه المعالجات نادرة حاليًا في السوق الصينية. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لسرية المعلومات: “لقد أُبلغنا في البداية أن الرقائق ستكون متاحة، ولكن عندما حان وقت شرائها، أُخبرنا أنها قد بيعت بالفعل بأسعار أعلى من المتوقع.”
القيود الأمريكية على تصدير المعالجات
من الجدير بالذكر أن الحكومة الأمريكية قد فرضت منذ عام 2022 قيودًا على تصدير أحدث معالجات إنفيديا إلى الصين. هذه القيود فرضت بهدف منع الصين من استخدام هذه التقنيات المتقدمة في تعزيز قدراتها العسكرية. تُعد رقائق H20 آخر معالجات إنفيديا التي يُسمح لها بالبيع في السوق الصينية وفقًا للقيود الأمريكية.
حجم مبيعات H2O في 2024
وفقًا للمحللين، يُتوقع أن تشحن إنفيديا حوالي مليون وحدة من معالجات H20 في عام 2024. من شأن هذه الكمية أن تُحقق للشركة إيرادات تتجاوز 12 مليار دولار أمريكي، مما يُسهم بشكل كبير في تحقيق أرباح ضخمة لشركة إنفيديا. لكن هذا النمو الكبير في الطلب يخلق تحديات إضافية في ظل القيود المفروضة على صادرات الرقائق إلى الصين.
بدائل محلية للصين: هواوي و كامبريكون
في مواجهة نقص رقائق H20، تسعى بعض الشركات الصينية مثل هواوي و كامبريكون لتطوير بدائل محلية. مع وجود دعم حكومي لهذه الشركات.
يمكن أن تكون هذه البدائل الحل الأمثل لتلبية احتياجات السوق الصينية المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، قد لا تكون هذه البدائل على نفس مستوى التقدم الذي توفره رقائق إنفيديا، مما قد يؤثر على أداء العديد من الشركات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
دور الصين في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي
تسعى الصين إلى تحقيق تقدم كبير في مجال الذكاء الاصطناعي.
خاصة في ظل تزايد الطلب المحلي والدولي على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وقد أطلقت الصين في السنوات الأخيرة عدة مبادرات لدعم تطوير هذه التقنيات.
بما في ذلك الاستثمار في مراكز البيانات وتطوير قدرات الحوسبة المتقدمة. ومع ذلك، فإن نقص رقائق H20 قد يُعيق هذه الطموحات، مما يجعل الشركات الصينية تواجه صعوبة في تحقيق أهدافها الخاصة بتوسيع قدراتها في هذا المجال.
تأثير القيود الأمريكية على الابتكار في الصين
يُعتقد أن القيود الأمريكية على تصدير التقنيات المتقدمة إلى الصين قد تؤثر بشكل كبير على الابتكار في قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين. حيث تحاول الشركات الصينية في الوقت الحالي تجاوز هذه القيود من خلال تطوير تقنيات بديلة محلية. لكن ذلك لا يخلو من التحديات.
حيث تحتاج الصين إلى وقت طويل للوصول إلى نفس المستوى التقني الذي تحققه الشركات الأمريكية مثل إنفيديا.
التوقعات المستقبلية لسوق رقائق الذكاء الاصطناعي
في المستقبل القريب. من المتوقع أن يستمر الطلب على رقائق H20 في الارتفاع، خاصة في ظل التوجهات العالمية نحو زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات. لكن هذا قد يكون مرفقًا بالمزيد من التحديات في سلسلة التوريد نتيجة للضغوط الجيوسياسية المستمرة. من المحتمل أن تسعى الشركات الصينية لتأمين مصادر بديلة للإمدادات، بما في ذلك استثمار المزيد في تطوير رقائق محلية قادرة على منافسة منتجات إنفيديا.
في الختام، يُظهر الوضع الحالي في صناعة الرقائق العالمية مدى تأثير التوترات الجيوسياسية والقيود التجارية على الابتكار التكنولوجي. النقص المحتمل في رقائق H20 من إنفيديا قد يُشكل تحديًا كبيرًا للقطاع التكنولوجي في الصين.
مما يضطر الشركات الصينية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها. في الوقت نفسه، يتعين على الحكومات والشركات في مختلف أنحاء العالم التكيف مع هذه الديناميكيات المعقدة لضمان استمرارية الابتكار والتقدم في مجالات الذكاء الاصطناعي.