أوبك+ تركز على كازاخستان في اجتماع الخميس: خطة لإنتاج أكثر استدامة

تستعد مجموعة أوبك+ لمناقشة إنتاج كازاخستان في اجتماعها المقبل يوم الخميس، وفقًا لما أفادت به مصادر لرويترز. ستسعى الدول الأعضاء في المنظمة، التي تضم ثماني دول، إلى معالجة مشكلة تجاوز كازاخستان حصتها الإنتاجية. وستتمحور المناقشات حول كيفية إقناع كازاخستان بتقليص إنتاجها الزائد. في الوقت نفسه، تخطط أوبك+ لتعويض الفائض من خلال زيادة الإنتاج تدريجيًا.

إنتاج كازاخستان يثير القلق داخل أوبك+

أدى إنتاج كازاخستان القياسي إلى قلق العديد من الأعضاء الآخرين في المنظمة، ومن بينهم السعودية، أكبر منتج للنفط في أوبك+. تحث أوبك+ كازاخستان على الالتزام بالحصص المتفق عليها. هذا بالإضافة إلى مطالبتها بإجراء تخفيضات إضافية لتعويض الفائض الذي تسببت فيه الزيادة في الإنتاج.

الهدف من الاجتماع: توعية وزير الطاقة الجديد في كازاخستان

قال أحد المندوبين في أوبك+ إن الاجتماع المزمع يهدف بشكل رئيسي إلى توعية وزير الطاقة الجديد في كازاخستان بأهمية الالتزام بالحصص الإنتاجية. وأضاف المندوب أن الاجتماع سيكون فرصة لتوضيح أهمية تعويض الفائض الناتج عن الإنتاج الزائد. كما أشار إلى أن الاجتماع سيجري خلف الأبواب المغلقة، حيث يرفض المندوبان الكشف عن هويتهما نظرًا لحساسية الموضوع.

التعيين الوزاري الجديد في كازاخستان

في الشهر الماضي، عين رئيس كازاخستان إرلان أكينجينوف وزيرًا جديدًا للطاقة. جاء ذلك بعد تعيين سلفه رئيسًا لوكالة الطاقة الذرية التي تم تأسيسها حديثًا في البلاد. هذا التغيير في الحكومة قد يعزز فرصة التوصل إلى حلول جديدة لتنظيم الإنتاج النفطي في البلاد.

زيادة الإنتاج في مايو 2025

من المتوقع أن ترفع أوبك+ إنتاج النفط بمقدار 135 ألف برميل يوميًا في مايو 2025. ستشمل هذه الزيادة ثماني دول أعضاء في أوبك+، وهي مجموعة تضم دولًا من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء آخرين بقيادة روسيا. هذه الزيادة ستكون ضمن خطة تدريجية اتفقت عليها الدول الكبرى في المنظمة، مثل روسيا والسعودية والإمارات والكويت والعراق والجزائر وكازاخستان وسلطنة عمان، والتي تهدف إلى تخفيف تخفيضات الإنتاج السابقة.

النفط يستقر مع انتظار السوق رسوما جمركية أميركية جديدة

استقرت أسعار النفط في تعاملات هزيلة يوم الأربعاء بعد أن هبطت في الجلسة السابقة بسبب مخاوف من أن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، المقرر الكشف عنها في الساعة 2000 بتوقيت جرينتش، قد تعمق حرب التجارة العالمية التي قد تحد من الطلب على الخام.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سنتًا واحدًا لتصل إلى 74.50 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 03:46 بتوقيت غرينتش، بعد انخفاضها بنسبة 0.4% يوم الثلاثاء. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3 سنتات لتصل إلى 71.23 دولارًا للبرميل، بعد انخفاضها بنسبة 0.4%. واستقرت الأسعار عند أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع يوم الاثنين.

أكد البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس دونالد ترامب سيفرض رسوما جمركية جديدة يوم الأربعاء، رغم أنه لم يقدم أي تفاصيل حول حجم ونطاق الحواجز التجارية.

ارتفعت أسعار النفط بنحو 2% في مارس، لكنها ظلت مستقرة منذ ذلك الحين، في ظل ترقب الأسواق لوضوح خطط ترامب للرسوم الجمركية الشاملة قبل “يوم التحرير”. وصرحت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا، قائلةً: “يشير ضعف أحجام التداول في سوق النفط إلى تزايد المخاوف بشأن هذه الرسوم، على الرغم من بعض مؤشرات الطلب الإيجابية من الصين القارية”.

وبحلول الساعة 0353 بتوقيت جرينتش، بلغ حجم تداول خام برنت 8550 لوت لشهر يونيو، مقارنة مع 672617 لوت من الفائدة المفتوحة لنفس الشهر، وفقا لبيانات ICE على منصة تسعير LSEG.

على مدى أسابيع، دأب ترامب على الترويج ليوم الثاني من أبريل باعتباره “يوم التحرير”، والذي من شأنه أن يجلب معه رسوما جمركية جديدة من شأنها أن تهز نظام التجارة العالمي.

إن الإعلان (عن التعريفات الجمركية) قد يؤثر على الأسعار إما صعودا أو هبوطا، على الرغم من أن ميزان المخاطر يميل إلى الهبوط، نظرا لأن التدابير الجمركية الأضعف من المتوقع من غير المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع كبير في خام برنت، في حين أن التدابير الأقوى من المتوقع قد تؤدي إلى عمليات بيع كبيرة”.

خطة تخفيض الإنتاج المستمر

تواصل أوبك+ تطبيق تخفيضات إضافية في الإنتاج بمقدار 3.65 مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام المقبل. هذه التخفيضات كانت جزءًا من التزام المنظمة بتقليل الفائض النفطي في الأسواق العالمية. تهدف هذه الإجراءات إلى دعم استقرار الأسعار، لكن تقارير تشير إلى أن بعض الأعضاء، مثل كازاخستان، لم يلتزموا تمامًا بالحصص المحددة لهم.

إغلاق المراسي الكازاخستانية وتأثيره على الإنتاج

هذا الأسبوع، أمرت روسيا بإغلاق اثنين من مراسي محطة البحر الأسود التي تستخدمها كازاخستان لنقل صادراتها النفطية. يُتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى تقليص الإنتاج الكازاخستاني بشكل غير مباشر.

إذ يتعذر تصدير جزء من النفط عبر هذه المراسي. يُعد هذا القرار جزءًا من الجهود المستمرة لضبط إنتاج النفط في كازاخستان ومنع تجاوز حصتها.

اجتماع لجنة أوبك+ الوزارية: فرص جديدة للقرارات المستقبلية

كان من المقرر عقد اجتماع لجنة أوبك+ الوزارية، التي تمتلك السلطة لتوصية بتغييرات في سياسة الإنتاج.

في الخامس من أبريل 2025. لكن المصادر أكدت أن الاجتماع قد يعقد أيضًا يوم الخميس. ستتم مناقشة أبعاد تخفيضات الإنتاج المستمرة، وسيكون اللقاء بمثابة منصة لمناقشة مدى قدرة أوبك+ على التحكم في الإنتاج وتنظيمه بشكل أكثر فعالية.

أسعار النفط: تحركات طفيفة مع تخفيف تخفيضات الإنتاج

فيما يتعلق بأسعار النفط، شهدت الأسواق تقلبات خلال الأسبوع الماضي مع بدء أوبك+ في زيادة الإمدادات من النفط اعتبارًا من الأول من أبريل 2025. في صباح يوم الثلاثاء، انخفضت أسعار النفط بشكل طفيف. تم تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 71.43 دولارًا للبرميل، بانخفاض قدره 0.07%. كما انخفض خام برنت بنسبة 0.08% ليصل إلى 74.65 دولارًا للبرميل.

تهديدات أمريكية تؤثر على الأسعار

شهدت أسعار النفط قفزة ملحوظة في بداية الأسبوع بعد تصريحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

حيث هدد بفرض عقوبات ثانوية على النفط الروسي إذا لم تتوصل واشنطن وموسكو إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا. إلا أنه مع بداية يوم الثلاثاء، تراجعت الأسعار قليلًا مع شروع أوبك+ في تخفيف تخفيضات الإنتاج.

التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط

يتوقع المحللون أن تظل الأسعار عرضة لأي تطورات جيوسياسية. في حال تزايد التهديدات بفرض رسوم جمركية ثانوية على مشتري النفط.

قد ترتفع الأسعار، بينما قد تنخفض في حال استمرار التقلبات الاقتصادية أو المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي نتيجة للحروب التجارية والتعريفات الجمركية.

اللجنة الوزارية المشتركة: مراقبة التطورات المقبلة

سيكون الاجتماع المقبل للجنة المراقبة الوزارية المشتركة (JMMC) في أوبك+ هو المحفز الرئيسي التالي للأسواق النفطية. ستراجع اللجنة التطورات الأخيرة في السوق وتوصي بما يجب فعله بشأن مستويات الإنتاج في مايو 2025. سيبحث الأعضاء في إمكانية المضي قدماً في تخفيف التخفيضات أو تعليق زيادات العرض في محاولة لتثبيت استقرار الأسعار.

المستقبل المتوقع لأسعار النفط

من المتوقع أن تتفاعل أسعار النفط مع أي تطور جيوسياسي قد يحدث في المستقبل القريب. أي تهديدات بفرض عقوبات على النفط الروسي أو الإيراني قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مؤقت. ومع ذلك، قد تنخفض الأسعار إذا كانت هناك مؤشرات على تدهور الاقتصاد العالمي نتيجة للتوترات التجارية أو القيود المفروضة على التجارة الدولية.

التحديات والفرص أمام أوبك+

في الختام، يواجه تحالف أوبك+ تحديات كبيرة في تنظيم الإنتاج النفطي وضبط أسعار السوق. تهدف المناقشات المقبلة إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على استقرار السوق ومراعاة احتياجات الأعضاء المختلفين. من المهم أن تستمر أوبك+ في تعزيز التفاهم والتعاون بين أعضائها، خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية المعقدة.

مقالات ذات صلة