انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021، وسط تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا التصعيد أثار مخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي، مما أدى إلى تراجع الطلب على النفط بشكل ملحوظ. في هذا السياق، تواجه منظمة أوبك+ ضغوطًا شديدة، قد تدفعها لتغيير سياستها الإنتاجية مؤقتًا.
هبط سعر خام برنت إلى 60.36 دولارًا للبرميل، بينما انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 57.04 دولارًا للبرميل. يمثل هذا الانخفاض نحو 4% مقارنة بإغلاق يوم الثلاثاء. منذ بداية العام، فقدت أسعار النفط حوالي 10 دولارات للبرميل، ومن المتوقع أن تستمر هذه الخسائر في المستقبل القريب. تزايدت المخاوف من أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تراجع إضافي في الطلب على النفط.
الحرب التجارية تزيد من القلق الاقتصادي
أكد يي لين، نائب رئيس أسواق النفط في شركة ريستاد إنرجي، في تصريحات لرويترز أن الرد العدواني من الصين يعزز الشكوك حول فرص التوصل إلى اتفاق تجاري سريع بين أكبر اقتصادين في العالم. وأضاف لين أن هذا التصعيد يثير مخاوف متزايدة من حدوث ركود اقتصادي عالمي قد يؤثر بشكل كبير على الطلب الصيني على النفط.
وأشار لين إلى أن الصين قد تشهد تراجعًا في طلبها على النفط، والذي يتراوح بين 50 ألف و100 ألف برميل يوميًا، إذا استمر النزاع التجاري. إلا أنه أضاف أن تعزيز الحوافز المحلية قد يخفف بعض الأضرار الاقتصادية الناتجة عن الحرب التجارية.
زيادة الإنتاج تؤثر على التوقعات
كتب محللو بنك ING في مذكرة يوم الثلاثاء أن تراجع أسعار النفط منذ 2 أبريل يشير إلى احتمالات أكبر لحدوث ركود اقتصادي. هذه التوقعات تثير القلق في أوبك+، التي فاجأت السوق الأسبوع الماضي بزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في مايو.
خفض التوقعات من قبل جولدمان ساكس
إذا استمر الضغط الهبوطي على أسعار النفط، قد تضطر أوبك+ إلى التراجع عن زيادة الإنتاج أو حتى تقليصه. قد تجد السوق نفسها في وضع غير مستقر، مما يساهم في زيادة التذبذب في الأسعار.
في ضوء تزايد المخاوف من الركود وزيادة الإنتاج من قبل أوبك+، خفض بنك جولدمان ساكس توقعاته لأسعار النفط لعام 2026. في مذكرة جديدة صادرة في 6 أبريل، خفض البنك توقعاته لأسعار خام برنت إلى 58 دولارًا للبرميل ولخام غرب تكساس الوسيط إلى 55 دولارًا للبرميل. وكان البنك قد خفض بالفعل توقعاته للأسعار بعد الإعلان عن الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين.
الرسوم الجمركية تضر بأسعار النفط
دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين حيز التنفيذ يوم الأربعاء، مما زاد من التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. تم إضافة 50% أخرى إلى الرسوم الجمركية بعد أن فشلت بكين في رفع رسومها الانتقامية على السلع الأمريكية.
في تعليق له، قال يي لين من ريستاد إنرجي إن الرد الصيني العدواني يزيد من عدم اليقين حول إمكانية الوصول إلى اتفاق تجاري قريب، مما يعزز مخاوف الركود الاقتصادي. وأضاف أن الحرب التجارية قد تضر بنمو الطلب الصيني على النفط، وهو ما سيؤثر على أسواق النفط العالمية بشكل كبير.
مخزونات النفط الأمريكية تتراجع
في ظل التراجع الحاد في أسعار النفط، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الأمريكية انخفضت بمقدار 1.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 4 أبريل. كان من المتوقع أن تزيد المخزونات بنحو 1.4 مليون برميل، مما يمثل مؤشرًا إيجابيًا للطلب المحلي على النفط. من المتوقع أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات المخزون الرسمية في وقت لاحق اليوم.
تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق العالمية
دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين بنسبة 104% حيز التنفيذ، مما أضاف 50% أخرى إلى الرسوم الجمركية بعد أن فشلت بكين في رفع الرسوم الانتقامية على السلع الأمريكية بحلول الموعد النهائي. تعهدت الصين بعدم الرضوخ لما وصفته بالابتزاز الأمريكي، وهو ما يزيد من حدة التوترات التجارية بين البلدين.
تؤثر هذه الرسوم الجمركية على أسعار النفط بشكل كبير.
حيث يتوقع العديد من المحللين أن تؤدي هذه التداعيات إلى تراجع الطلب العالمي على النفط. كما أن زيادة الإنتاج من قبل أوبك+ تضاعف من هذه التأثيرات السلبية على السوق.
توقعات جولدمان ساكس لأسعار النفط
خفض بنك جولدمان ساكس توقعاته لأسعار النفط للعام 2026 بعد الأحداث الأخيرة. توقع البنك أن يتراجع سعر خام برنت إلى 58 دولارًا للبرميل، بينما يُتوقع أن يصل سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 55 دولارًا للبرميل في نفس العام.
هذه التوقعات تشير إلى تزايد المخاوف من أن الأسواق قد تواجه ضغوطًا إضافية نتيجة للظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة. يعكس هذا التعديل في التوقعات التحديات المستمرة التي تواجه أسواق النفط في ظل ارتفاع الرسوم الجمركية وزيادة الإنتاج من قبل أوبك+.
تراجع مزيج النفط الروسي
مع انخفاض أسعار النفط، تراجع سعر مزيج النفط الروسي إسبو إلى ما دون مستوى سقف السعر الغربي البالغ 60 دولارًا للبرميل للمرة الأولى على الإطلاق يوم الاثنين. يأتي هذا التراجع في وقت حساس بالنسبة للأسواق النفطية.
حيث تواجه صناعة النفط الروسية تحديات إضافية من جراء الوضع الاقتصادي العالمي المتأثر بالحرب التجارية.
الضغط على أوبك+
في الوقت الذي تشهد فيه أسواق النفط تراجعات ملحوظة، تواجه أوبك+ ضغوطًا من أجل اتخاذ قرارات جديدة قد تشمل تقليص الإنتاج أو تأجيل الزيادة المخطط لها. في مايو الماضي، قررت أوبك+ زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا.
ولكن إذا استمر الضغط الهبوطي على الأسعار، فقد تضطر إلى مراجعة هذه الخطة.
تحديات كبيرة نتيجة لتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
إذا استمرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ستواجه أوبك+ تحديات في إدارة العرض والطلب بشكل فعال. قد يؤدي هذا الوضع إلى مزيد من تقلبات الأسعار في السوق النفطية على المدى القريب.
تواجه أسواق النفط تحديات كبيرة نتيجة لتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فضلاً عن ارتفاع الإنتاج من قبل أوبك+. تتزايد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، مما يزيد من تراجع الطلب على النفط. من المتوقع أن تستمر الأسعار في الانخفاض، مع تزايد الضغوط على أوبك+ لاتخاذ قرارات قد تشمل تقليص الإنتاج. في الوقت ذاته، قد تؤدي الحوافز المحلية الصينية إلى تقليل الأضرار الاقتصادية الناتجة عن الحرب التجارية، وهو ما قد يساهم في استقرار السوق على المدى الطويل.