انخفضت أسعار النفط بنسبة تقارب 1% خلال تعاملات اليوم 20 أغسطس/آب 2024، مما يعكس استمرار النزيف في الأسواق العالمية للنفط للجلسة الثالثة على التوالي. هذه الانخفاضات تأتي في ظل مجموعة من التطورات الجيوسياسية والاقتصادية التي تساهم في تشكيل توقعات السوق وتقلباتها. تأتي هذه الخسائر في أسعار النفط في ظل تفاؤل حذر بشأن تهدئة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. فقد قبلت إسرائيل اقتراحًا يهدف إلى معالجة الخلافات التي كانت تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما أدى إلى تهدئة المخاوف المتزايدة بشأن احتمال حدوث انقطاع في إمدادات النفط من المنطقة. هذا التحرك الدبلوماسي أدى إلى تراجع القلق العالمي بشأن تأثر إمدادات النفط من الشرق الأوسط، وهي منطقة تعتبر من أهم مصادر الطاقة في العالم. في الوقت ذاته، تتزايد المخاوف بشأن ضعف الطلب على النفط في الصين، والتي تعد أكبر مستورد عالمي للنفط. هذه المخاوف تتعزز بعد قيام وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بخفض توقعاتهما لنمو الطلب على النفط في عامي 2024 و2025. هذا التخفيض في التوقعات يعكس حالة من القلق بشأن الأداء الاقتصادي في الصين وتباطؤ وتيرة النمو، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على الطلب العالمي على النفط، وبالتالي على أسعاره. وكانت أسعار النفط قد سجلت تراجعًا ملموسًا في تعاملات يوم الإثنين 19 أغسطس/آب 2024، حيث انخفضت بنسبة 3% تقريبًا. هذا التراجع يأتي في ظل مؤشرات بتراجع الطلب العالمي على النفط، مما أدى إلى استمرار الانخفاض في الأسعار للجلسة الثانية على التوالي. يعكس هذا التراجع المتواصل شعور الأسواق بالتشاؤم بشأن الآفاق الاقتصادية العالمية، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه الاقتصادات الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة.
تراجع أسعار النفط وسط ضغوط اقتصادية
تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.2% أو 14 سنتًا لتصل إلى 74.23 دولارًا للبرميل لأقرب شهر استحقاق، الذي ينتهي اليوم. كما شهد عقد الشهر الثاني الأكثر نشاطًا في التداول انخفاضًا مماثلًا بنسبة 0.2% أو 15 سنتًا ليصل إلى 73.52 دولارًا للبرميل. تأتي هذه التراجعات بعد يوم من الانخفاضات الكبيرة التي شهدتها أسواق النفط، حيث هبط برنت نحو 2.5% يوم الاثنين، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3%. هذه الخسائر تعكس استمرار حالة القلق وعدم اليقين التي تسود الأسواق العالمية للنفط، في ظل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والمخاوف بشأن الطلب على النفط، خاصة في الصين. إن الانخفاض المستمر في أسعار النفط على مدى الأيام القليلة الماضية يأتي في وقت تشهد فيه الأسواق تغيرات كبيرة في العوامل المؤثرة على العرض والطلب. ففي الشرق الأوسط، هناك تفاؤل حذر بشأن تراجع التوترات الجيوسياسية، بعد قبول إسرائيل اقتراحًا لمعالجة الخلافات التي كانت تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. هذا التحرك أسهم في تهدئة المخاوف بشأن إمكانية حدوث انقطاع في إمدادات النفط من المنطقة، وهو ما كان يمثل تهديدًا كبيرًا للاستقرار في أسواق النفط العالمية. ومع ذلك، فإن التحديات الاقتصادية العالمية ما زالت تضغط على أسعار النفط. في الصين، التي تعد أكبر مستورد للنفط في العالم، تتزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي. هذه المخاوف تفاقمت بعد أن خفضت وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” توقعاتهما لنمو الطلب على النفط في عامي 2024 و2025. هذا التخفيض يعكس القلق المتزايد بشأن قدرة الاقتصاد الصيني على الحفاظ على وتيرة نموه السريع، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط، وبالتالي الضغط على أسعاره.
الأسباب الرئيسية لانخفاض أسعار النفط
شهدت أسعار النفط تراجعًا بنسبة 1% خلال تعاملات اليوم، حيث واصلت الأسواق التفاعل مع مجموعة من العوامل المؤثرة التي ساهمت في هذا الانخفاض. يعد هذا التراجع امتدادًا لسلسلة من الخسائر التي عانت منها أسواق النفط في الآونة الأخيرة، حيث تضافرت العوامل الجيوسياسية والاقتصادية للضغط على الأسعار ودفعها إلى الانخفاض. أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في انخفاض أسعار النفط هو التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط. فعلى الرغم من التهدئة النسبية التي شهدتها المنطقة بعد قبول إسرائيل اقتراحًا لمعالجة الخلافات التي كانت تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن المخاوف بشأن الاستقرار في المنطقة لا تزال تؤثر سلبًا على الأسواق. يعد الشرق الأوسط منطقة حساسة للغاية فيما يتعلق بإمدادات النفط العالمية، وأي اضطراب فيها يمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار. ومع تحسن الوضع النسبي، شعر المستثمرون ببعض الاطمئنان الذي انعكس على انخفاض طفيف في الأسعار، لكن القلق المستمر بشأن المستقبل يجعل الأسواق في حالة ترقب مستمر. إلى جانب التوترات الجيوسياسية، هناك عامل اقتصادي مهم آخر يلعب دورًا كبيرًا في الضغط على أسعار النفط، وهو تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين. الصين، بصفتها أكبر مستورد للنفط في العالم، تعتبر محركًا رئيسيًا للطلب العالمي على الطاقة. ومع ظهور مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد، بدأت المخاوف تتزايد بشأن قدرة الصين على الحفاظ على مستويات الطلب الحالية. هذه المخاوف تفاقمت بعد أن خفضت وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” توقعاتهما لنمو الطلب على النفط في العامين المقبلين. يعكس هذا التخفيض قلقًا واسعًا بشأن قدرة الاقتصاد العالمي على التعافي بشكل كامل في ظل التحديات المستمرة، مثل التضخم المرتفع والضغوط الاقتصادية الناجمة عن سياسات النقدية المشددة في العديد من الدول.