شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 2% يوم الخميس، محققةً بذلك اختراقًا هامًا فوق مستوى الـ 70 دولارًا، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية التي طغت على تأثير زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأمريكية. حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.48 دولار، أو بنسبة 2.03%، ليصل إلى 74.29 دولارًا للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.53 دولار، أي بنسبة 2.23%، ليبلغ 70.28 دولارًا. وفي وقت كتابة التقرير، يتداول خام برنت عند 74.32 دولارًا، في حين يتداول خام غرب تكساس الوسيط عند 70.25 دولارًا.
أخبار النفط ومحركات السوق: تحركات إدارة بايدن
على الرغم من الارتفاع الحاد في أسعار النفط، إلا أن أسواق الخيارات تشير إلى عدم وجود مخاوف مستقبلية كبيرة، مما يعكس عدم التوقعات بتصعيد قريب. وفي سياق التطورات الجيوسياسية، اعترفت إدارة بايدن بإدموندو جونزاليس رئيسًا منتخبًا لفنزويلا.
مما قد يعقد محاولات الإدارة الأمريكية المقبلة للتفاوض مع الرئيس نيكولاس مادورو. تجدر الإشارة إلى أن فنزويلا تُعد من أبرز منتجي النفط في أمريكا اللاتينية، ولديها أكبر احتياطيات نفطية في العالم.
التحليل الفني لأسعار النفط: توقعات محدودة للنمو
من المتوقع أن يستمر النفط الخام في الارتفاع بفضل التوترات الجيوسياسية، إلا أن الأسواق تتعامل مع هذه الزيادة بحذر.
حيث لا يزال سوق النفط يعاني من فائض في العرض مقارنة بالطلب. وعلى الرغم من ذلك، تظل التوقعات على المدى الطويل دون تغيير كبير.
من الناحية الفنية، يُعتبر مستوى المتوسط المتحرك البسيط لمدة 55 يومًا (SMA) عند 70.08 دولارًا أول حاجز رئيسي يجب مراقبته، يليه المتوسط المتحرك البسيط لمدة 100 يوم عند 72.89 دولارًا. فيما يظل المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم عند 76.48 دولارًا بعيدًا نسبيًا، إلا أنه قد يُختبر إذا استمرت التوترات في التصاعد.
توقعات سوق النفط: زيادة الطلب وتراجع المخزونات العالمية
أفادت وكالة الطاقة الدولية بأن ضعف الطلب الصيني، واستئناف الإنتاج الكامل للنفط في ليبيا، والانسحاب المتوقع من تخفيضات إنتاج أوبك+ تشير إلى أن سوق النفط في عام 2025 سيكون مزودًا بشكل جيد. ومع ذلك، أظهرت الوكالة أن المخزونات العالمية تتراجع بشكل أسرع مما كان متوقعًا.
حيث أشارت في تقريرها لشهر نوفمبر إلى انخفاضات كبيرة في المخزونات.
مخزونات النفط الأمريكية في ارتفاع مستمر
أظهرت البيانات الأسبوعية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة (EIA) أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت للأسبوع الثالث على التوالي. جاء هذا الارتفاع نتيجة تعافي صادرات النفط الأمريكي.
التي تعوض تدفق الإمدادات المستوردة إلى ساحل الخليج، مما يساهم في تعزيز المخزونات المحلية.
في سبتمبر، تراجعت المخزونات العالمية بمقدار 47.5 مليون برميل، مما جعلها تصل إلى أدنى مستوى لها منذ يناير. وكان الانخفاض الأكثر حدة في منتجات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمخزونات في دول خارج المنظمة. كما انخفضت المخزونات الصناعية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 36.4 مليون برميل إلى 2.8 مليار برميل.
وهو أقل بنحو 95.3 مليون برميل مقارنة بالمتوسط لخمس سنوات.
وفقًا للبيانات الأولية، استمر تراجع المخزونات العالمية للشهر الخامس على التوالي في أكتوبر.
حيث انخفضت بمعدل 1.16 مليون برميل يوميًا خلال الربع الثالث من العام. كانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت في السابق تراجعًا قدره 380 ألف برميل يوميًا فقط في تلك الفترة.
مما يعكس وجود فجوة بين الانخفاضات الفعلية والتوقعات السابقة. ويرجح أن تكون هذه الفجوة ناتجة عن نقص البيانات في بعض البلدان أو عدم دقتها.
في النهاية، قد تضطر وكالة الطاقة الدولية إلى تعديل تقديراتها للطلب بالزيادة وتقديم توقعات أكثر تفاؤلاً بشأن توازنات سوق النفط لعام 2025، كما يتوقع المحللون. وقال جيوفاني ستونوفو، محلل السلع الأساسية في مجموعة يو بي إس: “من المتوقع أن يتم تعديل توقعات الطلب إلى أعلى، مما يجعل التوقعات أقل تشاؤمًا”.
توقعات وكالة الطاقة الدولية: تعديل مرتقب لتوازن سوق النفط
تُظهر أحدث تقارير وكالة الطاقة الدولية حول سوق النفط أن التوقعات الخاصة بتوازن العرض والطلب قد تكون بحاجة إلى مراجعة قريبة.
بعد أن أظهرت بيانات المخزونات العالمية في الربع الثالث اتجاهات أكثر تفاؤلاً مما توقعت الوكالة سابقًا. في الآونة الأخيرة، تسارعت وتيرة سحب المخزون بشكل أكبر من المتوقع.
مما أدى إلى ظهور فجوة كبيرة في التوقعات كانت تقدر بـ”براميل مفقودة”.
وهو ما قد يدفع وكالة الطاقة الدولية إلى تعديل تقديراتها للطلب في المستقبل القريب.
لسنوات، كانت وكالة الطاقة الدولية متشائمة حيال فائض النفط المتوقع في السوق في عام 2025.
حيث أشارت تقاريرها السابقة إلى أن العرض سيتجاوز الطلب بأكثر من مليون برميل يوميًا. إلا أن البيانات الأخيرة، بما في ذلك تقارير وكالة الطاقة الأمريكية (EIA)، أظهرت انخفاضًا كبيرًا في المخزونات العالمية.
مع سحب يومي قدره 900 ألف برميل في الربع الثالث من عام 2024. وكان هذا السحب هو الأكبر منذ الربع الرابع من عام 2021، عندما أدى الطلب المتزايد بعد جائحة كوفيد إلى سحب كميات ضخمة من المخزونات.
وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فقد انخفضت المخزونات بمقدار 1.16 مليون برميل يوميًا في الربع الثالث من العام الحالي، وهو ضعف المعدل المتوقع. بناءً على هذه التغييرات غير المتوقعة، من المحتمل أن تقوم الوكالة بمراجعة توقعاتها للطلب بشكل تصاعدي. مثل هذه التعديلات هي أمر شائع في صناعة الطاقة، حيث يتم تعديل التوقعات لتواكب المعطيات الجديدة.
وقد أكدت وكالة الطاقة الدولية أن توقعاتها الحالية تشير إلى أن المعروض العالمي سيظل يتجاوز الطلب بمليون برميل يوميًا في عام 2025، حتى إذا استمرت تخفيضات أوبك+. ومع ذلك، قد تكون هذه الفجوة أصغر مما كان يُتوقع في السابق.
خاصة في ظل انخفاض المخزونات بشكل أسرع من التقديرات الأولية.