يشهد سعر النفط تحركًا إيجابيًا مع تسجيله مكاسب أسبوعية ثالثة على التوالي، بينما تستعد الأسواق لفرض المزيد من الرسوم الجمركية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يتداول خام برنت بالقرب من 74 دولارًا للبرميل، بينما يتداول خام غرب تكساس الوسيط دون 70 دولارًا. ويتوقع أن تدخل الرسوم الجمركية الجديدة، التي تشمل النفط الخام الفنزويلي، حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان، مما يعزز من عدم اليقين في أسواق النفط.
الرسوم الجمركية وأثرها على أسواق النفط
من المتوقع أن يكون للرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب على النفط الخام تأثير كبير على السوق العالمية. حيث ستدخل الرسوم المتبادلة على النفط الخام الفنزويلي حيز التنفيذ في 2 أبريل، مما يخلق ضيقًا في إمدادات النفط الخام. ووفقًا للعديد من المحللين، يعتبر النفط الفنزويلي من المصدرين الرئيسيين في أسواق الطاقة العالمية، ما يجعل تأثير هذه الرسوم كبيرًا.
هذا التغيير يأتي في وقت حساس بالنسبة لأسواق النفط، حيث يشهد النفط ارتفاعًا في أسعاره منذ بداية مارس، مدعومًا بالتحوطات المتزايدة للمستثمرين ضد ارتفاع الأسعار بسبب العقوبات والرسوم الجمركية. شهدت صادرات فنزويلا النفطية إلى الصين قفزة كبيرة في الأشهر الأخيرة، مما يضيف بعدًا آخر للأثر المتوقع لهذه الرسوم.
ضعف أساسيات السوق وتأثير العقوبات
من جانب آخر، قال المحللون إن ضعف الطلب وارتفاع الإمدادات يؤثران على سوق النفط في الوقت الراهن. على الرغم من أن العقوبات الأمريكية على النفط الخام الفنزويلي قد ساهمت في رفع الأسعار بشكل مؤقت، إلا أن القلق بشأن التوقعات السلبية من بعض شركات التجارة العالمية يبقى حاضراً. في الوقت نفسه، تبدأ أوبك+ الشهر المقبل في رفع الإنتاج الذي كان قد توقف مؤقتًا، ما يعكس بداية سلسلة من الزيادات المخطط لها في الإنتاج.
تأثير العقوبات الأمريكية على سوق النفط العالمية
أثار أمر ترامب بفرض تعريفة جمركية على النفط الفنزويلي فزع العديد من المتداولين والمصافي، خاصة في الصين، التي تعتبر أكبر مستورد للنفط الفنزويلي. الصين، التي كانت أيضًا أكبر مستورد للنفط الإيراني، تواجه ضغوطًا كبيرة بسبب هذه الإجراءات.
في هذا السياق، حذرت شركة ريستاد إنرجي الاستشارية من أن العقوبات على إيران قد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في أسواق النفط العالمية. هذه العقوبات قد ترفع الأسعار بشكل غير متوقع، خاصة إذا استمر التوتر السياسي بين الولايات المتحدة والصين حول هذه القضايا.
أوبك+ تحت الضغط في ظل السياسة الأمريكية
تواجه أوبك+ تحديات غير مسبوقة في التحكم بأسعار النفط نتيجة للسياسات الأمريكية. ويقول تقرير صادر عن شركة كوتاك للأسهم المؤسسية إن التحالف فقد قدرته على ضبط السوق بشكل فعال بسبب ضعف الطلب العالمي وزيادة الإمدادات من دول غير أعضاء في التحالف مثل الولايات المتحدة. وفقًا للتقرير، من المتوقع أن تكون أسعار النفط في المستقبل القريب في مستويات أقل مما كانت عليه.
حيث تم تخفيض التوقعات إلى حوالي 70 دولارًا للبرميل في السنة المالية 2026-2027.
ومنذ أكتوبر 2022، خفضت أوبك+ الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا.
ولكن مع استمرار الضغط على أسعار النفط بسبب زيادة الإنتاج من خارج أوبك، تتزايد التحديات أمام التحالف في محاولة للحفاظ على أسعار مستقرة.
إنتاج النفط الأمريكي: تأثيره على السوق
إنتاج النفط الأمريكي شهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما كان له تأثير كبير على سوق النفط العالمي. الولايات المتحدة أصبحت واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، بفضل التقدم في تقنيات استخراج النفط الصخري.
وهو ما عزز قدرتها على تلبية احتياجات السوق العالمي. هذا النمو في الإنتاج الأميركي أسهم في إعادة تشكيل ديناميكيات العرض والطلب في أسواق النفط.
زيادة الإنتاج الأمريكي وتأثيره على الأسعار
منذ أكتوبر 2022، ارتفع إنتاج النفط الأمريكي بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا، رغم تراجع عدد منصات النفط الصخري بحوالي 25%. هذا النمو في الإنتاج يأتي في وقت حساس حيث تواجه أسواق النفط تحديات كبيرة من حيث التوازن بين العرض والطلب. يساهم هذا الإنتاج الزائد في زيادة العرض العالمي، مما يقلل من تأثير تخفيضات الإنتاج التي تنفذها منظمة أوبك+.
تحاول أوبك+ السيطرة على أسعار النفط من خلال تقليص الإنتاج.
إلا أن زيادة الإنتاج الأمريكي تعني أن تأثير هذه الإجراءات قد لا يكون فعالًا كما كان في السابق. في الواقع، قد تؤدي هذه الزيادة في الإنتاج إلى انخفاض الأسعار أو على الأقل إلى استقرارها عند مستويات منخفضة. الشركات الأميركية المنتجة للنفط في أمريكا الشمالية لم تعد تلتزم بسياسات تقليص الإنتاج التي تتبعها أوبك+، بل تتوجه نحو استغلال الفرص الجديدة في السوق العالمية.
توقعات زيادة الإنتاج الأمريكي في المستقبل
وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA)، من المتوقع أن يستمر إنتاج النفط في الولايات المتحدة في الزيادة. تشير التوقعات إلى أن الأمريكتين، بما في ذلك كندا والبرازيل، ستساهم بأكبر نسبة من الزيادة في إمدادات النفط العالمية في عامي 2024 و2025. تعكس هذه الزيادة في الإنتاج تحولًا كبيرًا في أسواق النفط، حيث أصبحت الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في تحديد الأسعار العالمية.
الزيادة المتوقعة في إنتاج النفط الأمريكي تعني أيضًا أن السوق سيكون تحت ضغط مستمر في السنوات المقبلة. كما أن شركات النفط الأمريكية ستواصل الاستفادة من تكاليف إنتاج منخفضة بفضل تقنيات الحفر الحديثة.
مما يتيح لها المنافسة على مستويات عالية من الإنتاج في ظل الأسعار المنخفضة.
النفط الأمريكي والإمدادات من خارج أوبك+
أدى إنتاج النفط الأمريكي المرتفع إلى تقليل الحاجة إلى تدخلات أوبك+ في تحديد الأسعار. مع الزيادة المستمرة في الإنتاج من خارج أوبك، من المتوقع أن تشهد أسواق النفط العالمية مزيدًا من التشبع في العرض، مما يضع ضغطًا على الأسعار على المدى الطويل..