منذ ترشيح كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، جرى تفادي التذكير بأنها أول امرأة قد تصل إلى البيت الأبيض في تاريخ البلاد. على الرغم من أن هذه النقطة قد تكون مفيدة لحملتها، إلا أنه تم تعمد إغفالها ربما لتمييزها عن هيلاري كلينتون، المرشحة السابقة. ويعتقد بعض المراقبين أن هذا الطرح أصبح متكرراً.
رغم ذلك، أظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية البالغة من العمر 60 عاماً، تتفوق على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بدعم قوي من النساء وذوي الأصول اللاتينية. وفقاً لاستطلاع للرأي اجرى والذي نُشرت نتائجه يوم الخميس، حصلت هاريس على تأييد بنسبة 45%، بينما نال ترامب 41%. وقد أثارت حماسة جديدة بين الأميركيين، إذ زادت نسبة تأييدها بأربع نقاط مئوية بين الناخبين المسجلين مقارنةً بالتفوق البسيط على الرئيس السابق في استطلاع اجرى في أواخر يوليو. فيما يتعلق بالنساء وذوي الأصول اللاتينية، حصلت هاريس على تأييد بنسبة 49% مقابل 36% لترامب، مما يمثل فارقاً قدره 13 نقطة مئوية. ويُلاحظ أنها تقدمت بفارق تسع نقاط بين النساء وست نقاط بين المنحدرين من أميركا اللاتينية في أربعة استطلاعات سابقة أُجريت في يوليو.
بين الناخبين البيض والرجال في المقابل، تقدم ترامب بين الناخبين البيض والرجال، بفارق مماثل في الفئتين لما كان عليه في يوليو، لكن تقدمه بين الناخبين غير الحاصلين على درجات جامعية تقلص إلى سبع نقاط في أحدث استطلاع نزولا من 14 نقطة في يوليو. وتوضح تلك النتائج مدى ما طرأ على السباق الرئاسي من تغيرات خلال الصيف.
فقد أنهى الرئيس جو بايدن (81 عاما) حملته المتعثرة في 21 يوليو بعد أداء كارثي في مناظرة ضد ترامب، أثار دعوات واسعة النطاق من أعضاء حزبه الديمقراطي للانسحاب من مسعى إعادة انتخابه. لتتقدم هاريس منذاك على ترامب في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد وفي الولايات المتأرجحة الحاسمة بين الحزبين أيضا.
الولايات السبع المتأرجحة
في الولايات السبع المتأرجحة التي كانت نتائج انتخابات 2020 متقاربة فيها، وهي ويسكونسن وبنسلفانيا وجورجيا وأريزونا ونورث كارولاينا وميشيغان ونيفادا، نال ترامب تأييداً بنسبة 45%، بينما حصلت هاريس على 43% بين الناخبين المسجلين المشاركين في الاستطلاع. وفقاً لاستطلاع منفصل اجرى ونُشرت نتائجه لاحقاً يوم الخميس، تم تسجيل تقدم هاريس على ترامب أو تعادله معه في جميع هذه الولايات. أفاد الاستطلاع بأن هاريس تقدمت على ترامب بفارق نقطتين مئويتين بين الناخبين المسجلين في الولايات السبع، بينما تعادل معه بين الناخبين المحتملين بفارق نقطة واحدة، وهو ما يعد تعادلاً من الناحية الإحصائية.
حماسة الناخبين :أكد نحو 73% من الناخبين الديمقراطيين المسجلين أنهم أصبحوا أكثر حماسة للتصويت في الخامس من نوفمبر المقبل. وفي الوقت نفسه، عبّر ناخبو ترامب أيضاً عن حماستهم، حيث أشار 64% منهم إلى أن دعمهم للرئيس السابق يفوق معارضتهم لهاريس. أوضح 45% من هؤلاء الناخبين أنهم يختارون ترامب بسبب نهجه الأفضل في إدارة الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يمثل زيادة عن نسبة التأييد التي حصل عليها في استطلاع آخر أجرته رويترز/إبسوس هذا الأسبوع، مقارنةً بـ36% لهاريس.
بينما حظيت المرشحة الديمقراطية بتأييد 47 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع مقابل 31 بالمئة لترامب في سياسة الإجهاض. يذكر أن استطلاعات الرأي على مستوى البلاد، ومنها استطلاعات رويترز/إبسوس، تقدم مؤشرات مهمة عن آراء الناخبين. و لكن تبقى نتائج المجمع الانتخابي على مستوى الولايات المفردة هي التي تحدد الفائز، فيما تحسم السباق على الأرجح بضع ولايات متأرجحة.
وأوضحت أنها متقدمة بفارق نقطة واحدة – ما يعد تعادلا إحصائيا – بين الناخبين المحتملين ، وهم الذين تبدأ الحملات الانتخابية واستطلاعات الرأي في تحويل انتباههم مع اقتراب يوم الانتخابات. وقيل ، إن هامش الخطأ الإحصائي في نتيجة الاستطلاع بلغ في حده الأقصى نقطة مئوية واحدة عبر الولايات السبع.
الاقتصاد ومكافحة الجريمة
كما أظهر استطلاع جديد للرأي أجرى أن تفوق دونالد ترامب على كامالا هاريس في قضايا الاقتصاد ومكافحة الجريمة يتراجع بين الناخبين الأميركيين، في إشارة إلى أن حملة هاريس تكتسب زخما قبل السباق الرئاسي المرتقب. أن نهج الرئيس الجمهوري السابق في التعامل مع قضايا الاقتصاد والتوظيف جذب اهتمام 43% من الناخبين المسجلين مقارنة بنحو 40% فضلوا نهج هاريس، والفارق البالغ 3 نقاط مئوية صغير للغاية نظرا لهامش الخطأ البالغ 4 نقاط مئوية. وكشف الاستطلاع الأحدث أن ملف الاقتصاد كان القضية الكبرى بالنسبة لنحو 26% من الناخبين المسجلين، مقارنة بنحو 22% اختاروا قضايا التطرف السياسي والتهديد للديمقراطية و13% اختاروا قضايا الهجرة. وأظهر استطلاع سابق أجرى في أواخر يوليو الماضي أن ترامب يتفوق بنحو 11 نقطة في الاقتصاد، في حين تعادلت معه هاريس في قضايا مكافحة الجريمة والفساد، بواقع 40% لكل منهما، مما يؤشر إلى تحول المزيد من الناخبين نحو هاريس، التي كانت تخلفت عن ترامب بـ5 نقاط في الاستطلاع السابق.
تحذيرات ترامب :ويترافق ذلك مع مواصلة ترامب جولات لقاءاته الانتخابية ولا سيما في تلك الولايات المتأرجحة، لضمان استمرار دعم مناصريه المحليين في وجه ما يوصف بالتقدم الذي يحققه الديمقراطيون. شكّك ترامب في إمكانية إجراء المناظرة المرتقبة مع منافسته الديمقراطية هاريس، إذ من المقرر إجراء المناظرة في سبتمبر المقبل على شبكة “سي بي إس” الأميركية.
واتهم ترامب الشبكة المستضيفة بالتحيز لهاريس التي طلبت تعديلا على قواعد التحدث والاستماع وإبقاء ميكروفوني المتحدثين مفتوحين طوال فترة المناظرة، في حين قال متحدث باسم حملة هاريس إنها مستعدة لإجراء مناظرة غير خاضعة للرقابة، مضيفا أن على ترامب أن يتوقف عن الاختباء خلف الميكروفون المغلق، حسب تعبيره. كما جدد ترامب تحذيراته بشأن مستقبل الولايات المتحدة، وقال إن البلاد وصلت إلى “مستوى خطير” تحت قيادة الديمقراطيين، موضحا أن المعركة ليست بين الديمقراطيين والجمهوريين، وأن عددا كبيرا من الديمقراطيين والمستقلين قرروا دعم حملته، وفق قوله.