إيلون ماسك يطلب من ترامب التراجع عن الرسوم الجمركية الشاملة

أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ومستشار بارز للبيت الأبيض، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مباشرة إلى تخفيف حدة الرسوم الجمركية التجارية. ورغم محاولات ماسك الشخصية لإقناع ترامب بتعديل سياسته، إلا أن هذه المناشدة لم تثمر في تغيير موقف الرئيس.

تأثرت شركات ماسك بشكل خاص بالرسوم الجمركية، وخصوصًا شركة “تيسلا”. على الرغم من أن تيسلا تصنع جميع سياراتها المباعة في الولايات المتحدة محليًا، إلا أن الشركة لا تزال تستورد العديد من المكونات من الصين ودول أخرى تخضع للرسوم الجمركية المفروضة من قبل ترامب.

في وقت لاحق، نشر ماسك سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وجه انتقادات حادة إلى مستشار البيت الأبيض التجاري، بيت نافارو. كما اقترح ماسك إنشاء منطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة وأوروبا.

قبل ذلك، كان ترامب قد أعلن عن فرض رسوم جمركية شاملة على عدد من الاقتصادات الكبرى، وهو ما فاق التوقعات. وكانت الصين من بين أكثر البلدان المتضررة، حيث بلغت الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية حوالي 54%.

بالإضافة إلى ذلك، هدد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 50% على الصين إذا لم تستجب بكين لمطالبه. وفي رد فعل على تهديداته، أصدرت وزارة التجارة الصينية بيانًا قويًا أكدت فيه أن الصين “ستقاتل حتى النهاية” ضد هذه الزيادة في الرسوم الجمركية الأمريكية.

من المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية على الصين إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد للعديد من الشركات الأمريكية الكبرى. على سبيل المثال، يُتوقع أن تتأثر شركة “Apple Inc.” بشكل كبير من تلك الرسوم، حيث تعد من بين الشركات الأكثر تأثرًا.

تدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الأربعاء المقبل، مما يشير إلى تغييرات كبيرة في المشهد التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

تؤثر هذه الرسوم الجمركية بشكل واضح على مختلف جوانب الاقتصاد الأمريكي والعالمي. ليس فقط الشركات الكبرى هي المتأثرة، بل يشمل التأثير أيضًا القطاعات الصناعية والتجارية، فضلاً عن المستهلكين الذين سيواجهون زيادة في الأسعار

التفاصيل الكثيرة للرسوم الجمركية:

تعتبر الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين جزءًا من النزاع التجاري المستمر بين البلدين. هذه الرسوم لا تؤثر فقط على الاقتصادات الكبرى، بل تمتد تأثيراتها إلى الشركات والمستهلكين في مختلف أنحاء العالم. الرسوم الجمركية هي عبارة عن ضرائب تفرضها الحكومات على السلع المستوردة.

وهي عادة ما تهدف إلى حماية الصناعات المحلية وتعزيز الإنتاج المحلي. في هذا السياق، تم فرض رسوم جمركية أمريكية على مجموعة من السلع الصينية التي يتم استيرادها إلى الولايات المتحدة، مما يجعل المنتجات الصينية أغلى بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين.

على الرغم من أن بعض الشركات الأمريكية، مثل “تيسلا”، تقوم بإنتاج المنتجات داخل الولايات المتحدة.

إلا أن العديد من هذه الشركات تعتمد على المكونات المستوردة من الصين ودول أخرى. وهذا يعني أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى زيادة تكلفة هذه المكونات، وبالتالي زيادة تكلفة الإنتاج بشكل عام. في حالة “تيسلا”، على سبيل المثال، رغم إنتاجها المحلي للسيارات، إلا أن استخدامها للعديد من القطع المستوردة من الصين قد يعرضها لتأثيرات كبيرة من هذه الرسوم.

في الوقت نفسه، تواجه شركات مثل “Apple” تحديات أكبر. نظرًا لاعتمادها الكبير على الموردين الصينيين، ستكون هذه الشركات من بين الأكثر تأثرًا من تلك الرسوم. زيادة الرسوم على السلع الصينية بنسبة 54% ستؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية. وهذه الزيادة في الأسعار قد تؤثر على قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.

على الرغم من تهديدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الصين بنسبة 50% إذا لم تستجب بكين لمطالبه، تشير التحليلات الاقتصادية إلى أن هذا التصعيد قد يضر بالاقتصاد الأمريكي أيضًا. الزيادة المستمرة في الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تقليص القدرة الشرائية للمستهلكين الأمريكيين.

مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على السلع في الأسواق الداخلية. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي هذه الرسوم إلى اضطراب في سلاسل التوريد العالمية.

مما سيجعل من الصعب على الشركات الأمريكية الكبرى ضمان استمرارية إنتاجها بمستويات الكفاءة المعتادة.

خطوات الرئيس الأمريكي القادمة:

من المتوقع أن يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطبيق سياسة الضغط على الصين من خلال فرض المزيد من الرسوم الجمركية. هذه الاستراتيجية تهدف إلى دفع الصين للامتثال لمطالب الولايات المتحدة.

خاصة فيما يتعلق بإعادة هيكلة سياسات التجارة الصينية وحماية حقوق الملكية الفكرية.

تتمثل الخطوة القادمة في احتمالية فرض رسوم إضافية على المنتجات الصينية بقيمة أكبر.

حيث أعلن ترامب سابقًا عن إمكانية فرض رسوم جمركية جديدة تصل إلى 50% على السلع الصينية إذا لم تستجب بكين لمطالب واشنطن. هذه الرسوم ستكون خطوة تصعيدية قد تؤدي إلى رد فعل قوي من الصين، مما يهدد بزيادة التوترات التجارية بين البلدين.

علاوة على ذلك، من المرجح أن يسعى ترامب إلى تعزيز العلاقات التجارية مع دول أخرى.

خاصة أوروبا، في إطار سعيه لإعادة تشكيل قواعد التجارة الدولية. ترامب قد يضغط نحو إنشاء اتفاقيات تجارية جديدة مع دول الاتحاد الأوروبي أو حتى تشكيل مناطق تجارة حرة يمكن أن تساهم في تقليل الاعتماد على الصين في بعض القطاعات.

إضافة إلى ذلك، يواجه الرئيس الأمريكي ضغوطًا داخلية لتخفيف تأثيرات هذه الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي. حيث بدأت تظهر بعض المؤشرات التي تدل على تضرر الشركات الأمريكية من الزيادات في الرسوم.

خصوصًا الشركات التي تعتمد على الواردات من الصين. وفي هذا السياق، قد يبدأ ترامب في اتخاذ إجراءات تدعم الشركات الأمريكية المتضررة.

مثل تقديم إعانات أو حوافز مالية لتعويض التكاليف الإضافية الناجمة عن الرسوم الجمركية.

في المدى الطويل، قد يسعى ترامب إلى التفاوض على اتفاقيات تجارية جديدة مع الصين تهدف إلى تقليل الفجوة التجارية بين البلدين وتحقيق توازن أكبر في التبادلات الاقتصادية. وفي حال تحقق ذلك، قد تساهم هذه الاتفاقيات في تقليل التوترات.

ولكن من غير المرجح أن تنتهي الحرب التجارية بالكامل في المدى القريب.