قفز الدولار يوم الجمعة، عاكسا الخسائر التي تكبدها في اليوم السابق بعد تقرير إعلامي أفاد بأن الصين تدرس إعفاءات من الرسوم الجمركية على بعض السلع الأمريكية، مما أثار الآمال في تهدئة الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتعرضت العملة الأميركية لضربة قوية هذا الأسبوع بسبب إشارات متضاربة بشأن تحسن العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين.
يوم الثلاثاء، ناقش الرئيس دونالد ترامب إمكانية تهدئة حرب الرسوم الجمركية المتبادلة بينهما، مؤكدًا أن المحادثات المباشرة جارية بالفعل. ونفت بكين لاحقًا بدء هذه المناقشات.
وقال بارت واكاباياشي، مدير فرع طوكيو في ستيت ستريت: “المتداولون يطاردون العناوين الرئيسية في الوقت الحالي بالتأكيد”.
“إذا كانت هناك أي إشارة إلى إمكانية إلغاء هذه التعريفات الجمركية، فسوف يكون هناك إلغاء للمواقف التي تم وضعها بسببها”.
وذكرت وكالة بلومبرج نيوز يوم الجمعة أن الصين تدرس تعليق الرسوم الجمركية بنسبة 125% على المعدات الطبية الأمريكية وبعض المواد الكيميائية الصناعية.
وارتفع الدولار 0.7% إلى 143.665 ين بحلول الساعة 0435 بتوقيت جرينتش، وزاد 0.6% إلى 0.8318 فرنك سويسري.
انخفض اليورو بنسبة 0.5% ليصل إلى 1.1327 دولار أمريكي، بينما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.3287 دولار أمريكي.
وارتفع مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس العملة مقابل تلك العملات الأربع المنافسة واثنين من العملات الرئيسية الأخرى، بنسبة 0.4% إلى 99.792.
هزّ ترامب الدولار الأمريكي في بداية الأسبوع، متسببًا في تراجعه الحاد مقابل العملات الرئيسية، وذلك بعد تهديداته بإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لعدم خفضه أسعار الفائدة بالسرعة الكافية. ثم عاود الدولار الارتفاع يوم الثلاثاء عندما صرّح الرئيس بأنه لم يكن ينوي أبدًا استبدال رئيس البنك المركزي.
ويضع ارتفاع يوم الجمعة مؤشر الدولار على مسار صعودي بنسبة 0.6%، وهو ما من شأنه أن يكسر سلسلة خسائر استمرت أربعة أسابيع بسبب المخاوف من الركود الأميركي الناجم عن الرسوم الجمركية، وفقدان المستثمرين الثقة في الأصول الأميركية بسبب تقلبات سياسة ترامب.
الدولار الأمريكي يستعيد قوته وسط تحسن العلاقات التجارية
شهدت الأسواق المالية العالمية تقلبات ملحوظة خلال الأسبوع الأخير من أبريل 2025، حيث ارتفع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، مدفوعًا بتطورات إيجابية في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب مؤشرات على استقرار السياسة النقدية في اليابان.
تصريحات ترامب وتأثيرها على الأسواق
في بداية الأسبوع، هزّت تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأسواق، حيث أشار إلى إمكانية إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لعدم خفضه أسعار الفائدة بالسرعة الكافية. هذا التصريح أدى إلى تراجع حاد في الدولار مقابل العملات الرئيسية. ومع ذلك، عاد الدولار للارتفاع عندما صرّح ترامب لاحقًا بأنه لم يكن ينوي أبدًا استبدال رئيس البنك المركزي، مما ساهم في استعادة بعض الثقة في الأسواق.
الأسهم والدولار يتطلعون إلى تحقيق مكاسب أسبوعية مع إشارات على تخفيف الرسوم الجمركية
شهدت أسواق الأسهم الآسيوية تزايدًا في قيمتها يوم الجمعة، مما دفعها نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. وركز المستثمرون بشكل خاص على إشارات من الولايات المتحدة والصين تفيد بإمكانية تراجع البلدين عن حربهما التجارية. في الوقت نفسه، سجل الدولار الأمريكي أول ارتفاع أسبوعي له في أكثر من شهر.
تزايد التفاؤل في أسواق الأسهم
سجلت العقود الآجلة الأمريكية مكاسب ملحوظة، حيث كانت شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، محط أنظار المستثمرين بعد أن تجاوزت توقعات الأرباح وأكدت أهدافها الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي. الارتفاع بنحو 5% في أسهم ألفابت دفع الشركات التقنية الأخرى إلى زيادة مكاسبها أيضًا. من جهة أخرى، ارتفعت العقود الآجلة الأوروبية بنسبة 0.6%، كما سجل مؤشر فوتسي ارتفاعًا بنسبة 0.2%.
أما في وول ستريت، فقد تم تجاهل مجموعة مختلطة من نتائج الشركات، ليواصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 صعوده بنسبة 2%.
الدولار يحقق مكاسب وسط التلميحات التجارية
على صعيد الدولار الأمريكي، أظهر العملة الأمريكية قوة ملحوظة، حيث استقر عند 1.1330 دولار لليورو و143.6 ين ياباني. تأتي هذه الزيادة وسط إشارات على أن تهديدات التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين قد وصلت إلى ذروتها.
توتر في الأسواق رغم التفاؤل
على الرغم من التفاؤل الذي يحيط بمفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، تظل أسواق الأسهم مهددة بتقلبات مستمرة. حيث أظهرت الأسواق في هونج كونج والصين ارتفاعًا طفيفًا، في حين سجلت اليابان مكاسب كبيرة. ومع ذلك، تبقى هناك مؤشرات تحذيرية تشير إلى أن الهدوء في الأسواق قد يكون مؤقتًا.
تقدم في المفاوضات التجارية مع الحلفاء الآسيويين
أحرزت واشنطن تقدمًا في المحادثات التجارية مع كوريا الجنوبية واليابان. أفاد وفد سيول بأن الجانبين يهدفان إلى صياغة حزمة تجارية قبل رفع وقف الرسوم الجمركية المتبادلة في يوليو. من جانبه، صرح وزير المالية الياباني بأنه لا توجد محادثات بشأن أهداف العملة، رغم اتهامات ترامب السابقة لطوكيو بإضعاف عملتها لمنح مُصدّريها أفضلية.
توقعات بنك ميزوهو بشأن الدولار والين
أشار محللون في بنك ميزوهو إلى أنه إذا انتشر الاعتقاد بأن خفض الرسوم الجمركية قريب، فقد يؤثر ذلك إيجابًا على مفاوضات الرسوم الجمركية مع دول أخرى، مما يؤدي إلى تراجع معنويات المخاطرة وانخفاض بيع الأصول الأميركية، وهو ما قد يدعم الدولار ليصل إلى 145 ين.
سياسة بنك اليابان وتطورات التضخم
أكد محافظ بنك اليابان كازو أويدا التزام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة إذا تطور التضخم الأساسي نحو هدف 2% كما هو متوقع. ومع ذلك، شدد على ضرورة تقييم تداعيات التعريفات الجمركية الأمريكية على الاقتصادين الياباني والعالمي. أظهرت بيانات أن أسعار المستهلك الأساسية في طوكيو ارتفعت بنسبة 3.4% في أبريل مقارنة بالعام السابق، مما يشير إلى تسارع التضخم للشهر الثاني على التوالي. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يترك بنك اليابان سياسته النقدية دون تغيير في اجتماعه المقبل.
شركات كبيرة تخفض توقعاتها وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي
في خطوة مفاجئة، قامت بعض الشركات الكبرى بتخفيض أو سحب توقعاتها بسبب تزايد حالة عدم اليقين بين المستهلكين. من بين هذه الشركات، بروكتر آند جامبل، وبيبسي كولا، وشيبوتلي ميكسيكان جريل، وأميركان إيرلاينز. هذه التوقعات قد تكون مؤشرًا على تقلبات اقتصادية تؤثر بشكل متزايد على الشركات الكبرى.
أرباح متوقعة لشركات أخرى
من المقرر أن تعلن شركة كولجيت-بالموليف عن نتائج أرباحها قبل افتتاح السوق الأمريكية يوم الجمعة، في حين يتوقع أن تُعلن شركة بي واي دي الصينية وشركة بينج آن، وكذلك شركة أدفانتست المصنعة لمعدات اختبار الرقائق في طوكيو عن أرباحها بعد إغلاق الأسواق في آسيا. هذه التقارير قد تساهم في تشكيل الصورة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.
استقرار الذهب وسط تقلبات الأسواق
فيما يخص المعادن الثمينة، استقر سعر الذهب عند 3349 دولارًا للأوقية. ويشير المحللون في شركة فيليب للأوراق المالية في سنغافورة إلى أن نسبة الذهب إلى مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وهو مقياس لكآبة المستثمرين، سجلت أعلى مستوياتها منذ سوق الهبوط الناجم عن الوباء في عام 2020. هذا يعكس تزايد الطلب على الأصول الآمنة في ظل حالة عدم الاستقرار الاقتصادي.
استقرار سوق السندات
أما في سوق السندات، فقد تراجعت الضغوط التي كانت تؤثر على سوق سندات الخزانة الأميركية.
والتي شهدت عمليات بيع مكثفة بعد التصعيد التجاري في ظل رسومات ترامب الجمركية. استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات عند 4.30% يوم الجمعة، مما يشير إلى نوع من الاستقرار. من جهة أخرى، ارتفعت عوائد السندات اليابانية على طول المنحنى بعد قراءة أعلى من المتوقع لمؤشر التضخم في طوكيو. هذه التحركات تشير إلى أن الأسواق ما تزال تتفاعل بحذر مع البيانات الاقتصادية الحالية.
أداء البيتكوين في ظل التقلبات السوقية
استقر سعر البيتكوين عند حوالي 93,200 دولار، بعد أن بلغ أعلى مستوى له يوم الأربعاء عند 94,489.92 دولار، وهو أقوى مستوى منذ 3 مارس. هذا الاستقرار يأتي في ظل تقلبات الأسواق العالمية وتغيرات السياسة النقدية في الاقتصادات الكبرى.
نظرة مستقبلية
تظل الأسواق المالية حساسة للتطورات في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى سياسات البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى. من المتوقع أن تستمر التقلبات في أسواق العملات والأسهم في ظل هذه العوامل المتغيرة.