في تداولات اليوم الخميس، يحاول الدولار الأمريكي التعافي من خسائره التي شهدها في اليوم السابق، حيث سجل ارتفاعًا طفيفًا مقابل أغلب العملات الرئيسية. يأتي هذا التحرك وسط عطلة رسمية في الولايات المتحدة للاحتفال بعيد الشكر، مما أدى إلى إغلاق أسواق الأسهم والسندات في وول ستريت، بينما ستستأنف هذه الأسواق نشاطها غدًا في جلسة مختصرة. تزامنًا مع ذلك، نشرت وزارة التجارة الأمريكية تقريرًا يوم الأربعاء أشار إلى زيادة في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) بنسبة 0.2% على أساس شهري و2.3% على أساس سنوي، وهو ما يتوافق مع التوقعات.
ورغم الزيادة في المعدل السنوي من 2.1% في سبتمبر، يبقى المؤشر ضمن النطاق المتوقع، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في ضغوط الأسعار.
وفي ظل هذه التطورات، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 106.1 نقطة بحلول الساعة 17:49 بتوقيت جرينتش. كما سجل الدولار أعلى مستوى عند 106.4 نقطة وأقل مستوى عند 106.1 نقطة. على الرغم من محاولات الدولار للتعافي، فإن اليورو يتجه نحو التراجع.
مما يشير إلى استمرار التقلبات في الأسواق المالية العالمية في ظل هذه الظروف الاقتصادية المتقلبة. علاوة على ذلك، قد يستفيد قطاع الشركات المالية، مثل البنوك، من الارتفاع في الدولار إذا أدى ذلك إلى زيادة في الفوائد على القروض والودائع.
في المجمل، تظل العلاقة بين ارتفاع مؤشر الدولار وأسواق الأسهم معقدة ومتعددة الأبعاد.
ويعتمد التأثير على العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك قرارات البنك الفيدرالي ووتيرة النمو الاقتصادي العالمي. فارتفاع الدولار قد يعزز من جاذبية الاستثمار في الأصول الأمريكية بالنسبة للمستثمرين الأجانب، مما قد يدعم الطلب على الأسهم الأمريكية. في المجمل، يواجه البنك الفيدرالي تحديًا مزدوجًا عند اتخاذ قرارات السياسة النقدية في بيئة يشهد فيها الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا. من ناحية، يمكن أن يساعد الدولار القوي في تقليص التضخم وتوفير بيئة مناسبة لرفع الفائدة.
تأثير ارتفاع مؤشر الدولار على أسواق الأسهم
يؤثر ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ على أسواق الأسهم، ويعد من العوامل الرئيسية التي تساهم في تحركات الأسواق العالمية. عندما يرتفع مؤشر الدولار، فإنه يعكس زيادة في قيمة العملة الأمريكية مقابل العملات الأخرى.
وهو ما يمكن أن يكون له تأثيرات مزدوجة على أسواق الأسهم. أحد التأثيرات الرئيسية هو أن ارتفاع الدولار يزيد من تكلفة السلع والمنتجات الأمريكية بالنسبة للأسواق الخارجية.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى تقليص الطلب على الصادرات الأمريكية.
مما يؤثر سلبًا على أرباح الشركات الأمريكية التي تعتمد بشكل كبير على الأسواق الدولية. الشركات متعددة الجنسيات التي تحقق جزءًا كبيرًا من إيراداتها خارج الولايات المتحدة قد تجد نفسها في موقف صعب.
حيث تصبح عوائدها المحققة بالعملات الأجنبية أقل قيمة عند تحويلها إلى الدولار.
من جهة أخرى، قد يؤثر ارتفاع الدولار أيضًا على سيولة الأسواق المالية. مع ارتفاع قيمة الدولار، تصبح الاستثمارات في الأصول المقومة بالدولار أكثر جذبًا للمستثمرين الأجانب.
مما يؤدي إلى تدفق الأموال إلى السندات الأمريكية أو الأسهم في الأسواق المحلية. ومع ذلك، قد يؤدي ذلك إلى هروب رؤوس الأموال من الأسواق النامية التي قد تعاني من تأثيرات سلبية نتيجة لارتفاع تكلفة الاقتراض بالعملات الأجنبية، حيث يزيد ارتفاع الدولار من تكاليف الديون بالدولار. كما أن ارتفاع الدولار يمكن أن ينعكس على توقعات الفائدة.
في حال كانت الأسواق تتوقع أن يؤدي ارتفاع الدولار إلى تسارع في التضخم أو زيادة في الضغوط الاقتصادية.
فقد يتخذ البنك الفيدرالي الأمريكي خطوات لتعديل السياسة النقدية. إذا قرر الفيدرالي رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم المرتبط بارتفاع الدولار.
فقد يؤدي ذلك إلى تراجع أسواق الأسهم نظرًا لتزايد تكاليف التمويل على الشركات على الرغم من هذه التأثيرات السلبية، يمكن أن يكون لارتفاع الدولار تأثير إيجابي في بعض الحالات.
تأثير مؤشر الدولار على السياسة النقدية
يعتبر ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي أحد العوامل المهمة التي تؤثر على السياسة النقدية في الولايات المتحدة. عندما يرتفع مؤشر الدولار، فإن ذلك يشير إلى زيادة في قيمة العملة الأمريكية مقارنة مع العملات الأخرى.
وهو ما يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على القرار الاقتصادي للبنك الفيدرالي. يعتمد تأثير هذا الارتفاع على عدة عوامل، بما في ذلك الوضع الاقتصادي المحلي، والتضخم، والنمو الاقتصادي، والأوضاع العالمية.
أحد التأثيرات الرئيسية لارتفاع الدولار هو أنه قد يساهم في تقليص الضغوط التضخمية. عادةً ما يؤدي ارتفاع العملة المحلية إلى انخفاض تكلفة الواردات.
بما في ذلك السلع والمواد الخام، وهو ما يخفف من التضخم المحلي. في هذا السياق، قد يرى البنك الفيدرالي أن زيادة قيمة الدولار توفر بيئة مناسبة للإبقاء على السياسة النقدية مشددة أو حتى اتخاذ قرار برفع أسعار الفائدة.
في محاولة للحد من التضخم الذي قد يكون ناتجًا عن الطلب المحلي المرتفع أو من ضغوط عالمية.
من ناحية أخرى، يمكن أن يكون لارتفاع الدولار تأثير سلبي على الاقتصاد الأمريكي بشكل عام، خصوصًا في حالة الشركات التي تعتمد على الصادرات. حيث إن زيادة قيمة الدولار تجعل السلع الأمريكية أكثر تكلفة في الأسواق الخارجية.
ما يؤدي إلى تقليص الطلب على الصادرات الأمريكية. هذا التراجع في الطلب يمكن أن يؤثر سلبًا على نمو الاقتصاد، مما قد يدفع البنك الفيدرالي إلى إعادة النظر في سياسة الفائدة لتجنب حدوث تباطؤ اقتصادي.
في مثل هذه الحالات، قد يكون البنك الفيدرالي أكثر ميلاً للإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة لتحفيز النمو الاقتصادي وتقليل تأثير ارتفاع الدولار على الصادرات. علاوة على ذلك، يشكل ارتفاع الدولار أيضًا تحديًا للبلدان التي تعتمد على الديون المقومة بالدولار الأمريكي. زيادة قيمة الدولار تجعل تكلفة خدمة هذه الديون أكثر عبئًا على هذه الدول، مما قد يؤدي إلى زيادة المخاطر الاقتصادية والمالية.