الدولار يتراجع بعد قرارات الفيدرالي وتوقف صعود العوائد

الدولار الأمريكي يتراجع في الأسواق الأوروبية يوم الخميس، حيث فقد أعلى مستوى له في أربعة أشهر، بسبب عمليات التصحيح وجني الأرباح. هذا التراجع جاء بالتزامن مع توقف صعود العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات. الأسواق كانت تترقب اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يُتوقع أن يشهد خفضًا جديدًا لأسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس، وهو ثاني خفض للفائدة في اجتماعين متتاليين.

فيما يتعلق بأداء الدولار، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.45% ليصل إلى 104.70 نقطة، بعد أن وصل إلى 105.25 نقطة في أعلى مستوى له. هذا التراجع جاء بعد مكاسب قوية حققها الدولار في اليوم السابق.

حيث ارتفع بنسبة 1.6% بفضل التوقعات الإيجابية بشأن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. يعتبر ترامب داعمًا لتوقعات صعودية للدولار نظرًا لسياساته الاقتصادية التي يُحتمل أن تشمل خفض الضرائب والرسوم الجمركية.

وهو ما يعزز التفاؤل حيال النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.

على الرغم من تراجع العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات بنسبة 0.9%، إلا أن الأسواق تظل في انتظار قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يُتوقع خفض الفائدة في اجتماع اليوم بنسبة 25 نقطة أساس.

مما سيؤثر بشكل كبير على مستويات الدولار في الأسواق. تسعير احتمالات خفض الفائدة في الاجتماع الحالي وصل إلى 97.5%، في حين أن احتمالات خفض أكبر بنحو 50 نقطة أساس كانت تقدر بنحو 2.5%.

تترقب الأسواق أيضًا قرارات الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل.

حيث تشير التوقعات إلى احتمالية حدوث مزيد من الخفض في الفائدة في ديسمبر المقبل، بنسبة 67%. التعليقات المرتقبة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قد تكون حاسمة في تحديد اتجاه الدولار.

حيث من المتوقع أن توفر المزيد من الأدلة حول سياسة الفيدرالي المستقبلية. إذا كانت التصريحات أكثر عدوانية فيما يتعلق بأسعار الفائدة، قد يتراجع احتمال خفض الفائدة في ديسمبر، مما قد يعزز قوة الدولار في الأسواق العالمية.

العلاقة بين نتائج انتخابات ترامب و الدولار

تعتبر نتائج الانتخابات الأمريكية، وخاصة في حالة فوز دونالد ترامب، من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على حركة الأسواق المالية، بما في ذلك تحركات الدولار الأمريكي. بعد فوز ترامب في الانتخابات، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا في قيمته مقابل العديد من العملات الرئيسية.

ويرجع ذلك إلى عدة عوامل متشابكة تتعلق بالسياسات الاقتصادية التي ينوي ترامب تطبيقها.

أحد الأسباب الرئيسية لهذا التأثير هو التوقعات الاقتصادية التي يرتبط بها فوز ترامب. يُعتقد أن سياسات ترامب الاقتصادية ستشمل خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي، وهي إجراءات قد تدعم النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. كما أن السياسة الحمائية التي كان ترامب يدعو إليها.

مثل فرض رسوم جمركية على بعض المنتجات، قد تؤدي إلى تحفيز الاقتصاد الأمريكي على حساب الاقتصادات الأخرى، مما يزيد من الطلب على الدولار.

علاوة على ذلك، فوز ترامب يعزز التوقعات بزيادة في النمو الاقتصادي الأمريكي.

حيث يُنظر إلى السياسات الاقتصادية التي ينوي تنفيذها على أنها قد تسهم في دفع الاقتصاد الأمريكي إلى الأمام. زيادة النمو الاقتصادي تُعتبر عادة إيجابية للعملة المحلية.

حيث يرتفع الطلب على العملة الأمريكية كوسيلة للتعامل في الصفقات التجارية، ويُتوقع أن يزيد المستثمرون من شراء الأصول المقومة بالدولار الأمريكي.

الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب كانت تُعتبر أكثر توجهًا نحو السياسات المالية التوسعية.

وهو ما ينعكس في زيادة الإنفاق العام والتخفيضات الضريبية، مما يعزز الطلب على الدولار كأداة تمويل لهذه الأنشطة. من ناحية أخرى، فإن الانخفاض في الضرائب يمكن أن يؤدي إلى تضخم اقتصادي أعلى.

مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة أسعار الفائدة، وهو ما يعزز من قوة الدولار الأمريكي. على الرغم من هذه العوامل، من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن تأثير فوز ترامب على الدولار ليس دائمًا ثابتًا.

بل يعتمد أيضًا على كيفية تنفيذ السياسات الاقتصادية في الواقع ومدى استجابة الأسواق لها.

العوامل التي تساهم في تذبذب الدولار الأمريكي

تذبذب الدولار الأمريكي هو ظاهرة تؤثر على الأسواق المالية العالمية وتتسبب في تقلبات ملحوظة في قيمته مقابل العملات الأخرى. هناك العديد من العوامل التي تسهم في هذا التذبذب، وتلعب دورًا مهمًا في تحديد اتجاهات العملة الأمريكية في الأسواق العالمية. أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على تذبذب الدولار هو السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. قرارات الفائدة التي يتخذها البنك المركزي الأمريكي لها تأثير كبير على قيمة الدولار.

عندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، يتوقع المستثمرون أن يكون العائد على الأصول المقومة بالدولار أعلى، مما يعزز الطلب على العملة الأمريكية. في المقابل، عندما يقرر الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة.

قد يؤدي ذلك إلى تقليل جاذبية الدولار بالنسبة للمستثمرين، مما يسبب تراجعًا في قيمته.

من العوامل المؤثرة أيضًا في تذبذب الدولار الأمريكي هي البيانات الاقتصادية الأمريكية. التقارير المتعلقة بالنمو الاقتصادي، مثل الناتج المحلي الإجمالي، والتوظيف، والتضخم، تؤثر بشكل كبير على قيمة الدولار. على سبيل المثال، إذا أظهرت البيانات الاقتصادية قوة الاقتصاد الأمريكي.

مثل انخفاض معدلات البطالة أو ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي، فمن المحتمل أن يرتفع الدولار بسبب زيادة التفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي.

على العكس، إذا أظهرت البيانات الاقتصادية ضعفًا في الاقتصاد، قد يؤدي ذلك إلى تراجع الدولار. العوامل الجيوسياسية تؤثر أيضًا بشكل كبير في تذبذب الدولار الأمريكي. الأحداث العالمية مثل الحروب التجارية، والأزمات السياسية، أو التوترات الدولية يمكن أن تسبب عدم استقرار في الأسواق المالية.

مما يؤدي إلى تقلبات في قيمة الدولار. على سبيل المثال، إذا كان هناك توتر بين الولايات المتحدة ودولة رئيسية في التجارة مثل الصين، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقلبات في الدولار نتيجة لتقلبات الثقة في الاقتصاد الأمريكي. علاوة على ذلك، تتأثر قيمة الدولار أيضًا بتغيرات في أسعار السلع الأساسية مثل النفط.

مقالات ذات صلة