أعلنت شركة ميرك عن نتائج مالية إيجابية للربع الأول من عام 2025، حيث ارتفعت أرباحها المعدلة بنسبة 7%، مدعومة بانخفاض التكاليف التشغيلية. جاء هذا الأداء بالرغم من تراجع المبيعات بنسبة 2%، نتيجة قرار سابق بوقف شحنات لقاح جارداسيل إلى الصين بسبب انخفاض الطلب.
تأثير الرسوم الجمركية على الأداء المالي
أثرت التوترات التجارية الأخيرة بشكل مباشر على أداء ميرك المالي خلال الربع الأول. وقدرت الشركة التكاليف الإضافية للرسوم الجمركية بنحو 200 مليون دولار. وتشمل هذه الرسوم تلك المفروضة من قبل الحكومة الأمريكية على واردات الأدوية والمكونات من دول مختلفة، خاصة من الصين.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه ميرك رسومًا انتقامية من حكومات أجنبية، ما يزيد من الضغوط التشغيلية. وتُعد هذه التكاليف عبئًا غير متوقع ضمن التكاليف التشغيلية، مما اضطر الإدارة إلى مراجعة توقعات الأرباح السنوية.
رغم استمرار الشركة في تحقيق أرباح قوية، إلا أن التكاليف الجمركية حدّت من القدرة على التوسع. كما تسببت في خفض هامشي لتقديرات أرباح السهم المعدلة. وقد أظهرت البيانات أن التوقعات الجديدة تتراوح بين 8.82 و8.97 دولار للسهم، مقارنة بتقديرات سابقة تراوحت بين 8.88 و9.03 دولار.
علاوة على ذلك، دفعت هذه التحديات ميرك إلى إعادة النظر في سلسلة التوريد العالمية. ويشمل ذلك البحث عن بدائل تصنيع محلية وتقليل الاعتماد على الأسواق ذات المخاطر التجارية المرتفعة.
في هذا السياق، أشارت الإدارة إلى أن السياسات التجارية المتقلبة أصبحت تشكل عاملًا رئيسيًا في استراتيجيات النمو. لذلك، قد تلجأ الشركة إلى تعزيز استثماراتها المحلية لتقليل تعرضها لتقلبات الأسواق العالمية.
اذا وفي ضوء هذه المستجدات، يبقى تأثير الرسوم الجمركية عنصرًا أساسيًا في تحديد أداء ميرك المستقبلي، خاصة في ظل استمرار تصاعد التوترات التجارية.لا و تُظهر نتائج ميرك للربع الأول من عام 2025 قدرة الشركة على تحقيق أرباح قوية رغم التحديات المتعلقة بالرسوم الجمركية وتغيرات السوق. ومع استمرار التوترات التجارية، ستحتاج ميرك إلى استراتيجيات مرنة للتكيف مع البيئة الاقتصادية المتغيرة.
تفاصيل الأداء المالي للربع الأول
بدأت ميرك عام 2025 بنتائج مالية قوية. فقد سجلت أرباحًا فصلية بلغت 5.61 مليار دولار. ويعادل هذا 2.22 دولار للسهم، متجاوزةً توقعات المحللين التي بلغت 2.14 دولار. جاء هذا الأداء بدعم من سياسات خفض التكاليف التي طبقتها الشركة منذ أواخر العام الماضي.
من جهة أخرى، انخفضت المبيعات العالمية بنسبة 2% لتصل إلى 15.5 مليار دولار. رغم التراجع، فإن هذا الرقم تجاوز متوسط التقديرات البالغ 15.3 مليار دولار. وأظهرت البيانات أن المبيعات كانت ستنمو بنسبة 1% لولا تأثير أسعار الصرف الأجنبي.
وأدى التراجع في شحنات جارداسيل إلى الصين إلى ضغط كبير على الإيرادات. ورغم ذلك، حافظت الشركة على أرباح مستقرة، ما يعكس مرونة نموذجها التشغيلي. أما صافي الأرباح فقد ارتفع بنسبة 7% ليبلغ 2.01 دولار للسهم.
هذا الأداء القوي في الربع الأول يعزز ثقة المستثمرين ويُظهر قدرة ميرك على التكيف. كما يعكس نجاحها في السيطرة على المصاريف رغم التحديات الخارجية.
أداء المنتجات الرئيسية
شهدت منتجات ميرك الرئيسية تباينًا ملحوظًا في الأداء خلال الربع الأول من 2025. ورغم الضغوط الكلية، واصلت بعض العلاجات نموها.
في المقابل، انخفضت مبيعات لقاح “جارداسيل” بنسبة 41% لتصل إلى 1.3 مليار دولار. ويُعزى هذا التراجع إلى قرار وقف الشحنات إلى الصين، الذي جاء نتيجة ضعف الطلب هناك. ورغم حدة التراجع، جاء الرقم متوافقًا مع توقعات المحللين، ما قلل من حدة ردود الفعل السوقية.
أما علاج “كيترودا”، فقد حافظ على نموه، حيث ارتفعت مبيعاته بنسبة 4% لتبلغ 7.2 مليار دولار. ومع ذلك، بقي الرقم دون تقديرات السوق البالغة 7.4 مليار دولار، ما يعكس ضغوطًا تنافسية متزايدة في سوق علاجات الأورام.
من جهة أخرى، سجل دواء “وينريفاير”، المُخصص لأمراض الرئة، أداءً قويًا رغم حداثته في السوق. فقد بلغت مبيعاته 280 مليون دولار، ما يؤكد نجاح استراتيجيات التسويق المبكر التي اعتمدتها الشركة.
توقعات العام 2025
فيما يخص قطاع صحة الحيوان، ارتفعت المبيعات بنسبة 5% لتصل إلى 1.6 مليار دولار. ويُعزى هذا النمو إلى زيادة الطلب على اللقاحات البيطرية والعلاجات الوقائية في الأسواق الناشئة.
بالمجمل، حافظت محفظة ميرك الدوائية على توازنها. فعلى الرغم من تراجع بعض المنتجات، دعمت أخرى الإيرادات الكلية. ويبدو أن التنوع داخل خطوط الإنتاج يمنح الشركة قدرة جيدة على امتصاص الصدمات السوقية.
بالنسبة لعام 2025، أعلنت ميرك أنها لا تزال تتوقع مبيعات تتراوح بين 64.1 مليار دولار و65.6 مليار دولار. ومع ذلك، خفضت توقعاتها لأرباح السهم المعدلة إلى ما بين 8.82 دولار و8.97 دولار، من توقعات سابقة تراوحت بين 8.88 دولار و9.03 دولار. توقع المحللون أرباحًا قدرها 8.95 دولار للسهم في عام 2025، بإيرادات قدرها 65 مليار دولار.
الاستجابة للسياسات التجارية
تواجه ميرك تحديات متزايدة بسبب السياسات التجارية العالمية. إذ أعلنت الشركة عن تحملها رسومًا جمركية تُقدّر بـ200 مليون دولار. وتشمل هذه الرسوم تلك التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الأدوية من دول أخرى، خصوصًا من الصين.
علاوة على ذلك، أشارت ميرك إلى أعباء إضافية ناتجة عن اتفاق ترخيص مع شركة “هينجروي فارما”. وتشمل هذه الأعباء رسومًا تنظيمية وتكاليف نقل ملكية. وقد دفعت تلك الضغوط الشركة إلى تعديل توقعاتها لأرباح العام الحالي.
وفي هذا السياق، خفضت ميرك نطاق توقعاتها لأرباح السهم المعدلة. وتتراوح الآن بين 8.82 و8.97 دولار، بدلًا من 8.88 إلى 9.03 دولار سابقًا. وتوقعت استمرار الضغوط الجمركية طوال العام.
من جانب آخر، تحركت الشركة استراتيجيًا لمواجهة تلك السياسات. فهي تراجع سلاسل التوريد وتسعى إلى زيادة التصنيع داخل الولايات المتحدة. كما تدعم مبادرات الحكومة الأمريكية لتعزيز الإنتاج المحلي للدواء، خاصةً في القطاعات الحساسة مثل المناعة والأورام.
في المقابل، فتحت إدارة ترامب السابقة تحقيقًا في قطاع الأدوية. ويهدف هذا التحقيق إلى تقييم مدى حاجة أمريكا لتعزيز الاكتفاء الذاتي في الأدوية. ويبدو أن ميرك تستعد لمزيد من التحولات في السياسات التجارية، مما قد يُغير خريطة الصناعة عالميًا.