أظهرت نتائج استطلاع توقعات أعمال التصنيع لشهر نوفمبر تراجعًا في النشاط الصناعي في المنطقة، وذلك وفقًا لآراء الشركات التي شاركت في الاستطلاع بين 11 و18 نوفمبر. في هذا الشهر، تحول مؤشر المسح للنشاط العام إلى مستوى سلبي، وهو ما يعكس ضعف الأداء العام للقطاع الصناعي في الوقت الحالي. في المقابل، تراجعت مؤشرات الطلبات الجديدة والشحنات لكنها ظلت في المنطقة الإيجابية، مما يشير إلى استمرار بعض النشاط في هذه الجوانب.
بالنسبة لمؤشر التوظيف، فقد تحول إلى إيجابي، مما يدل على زيادة التوظيف في بعض الشركات. يُظهر ذلك أن بعض القطاعات قد شهدت توسعًا في القوى العاملة بشكل عام. على الرغم من ذلك، تواصل الشركات توقع زيادات في الأسعار، حيث تشير كلا مؤشري الأسعار إلى زيادات مستمرة في تكاليف الإنتاج والخدمات. تبقى هذه الزيادات قريبة من المتوسطات التاريخية، مما قد يدل على استقرار نسبي في الأمد الطويل.
من جهة أخرى، تواصل الشركات تفاؤلها بشأن النمو المستقبلي، حيث تتوقع معظم الشركات نموًا في الأشهر الستة المقبلة. وقد تم تسجيل انتشار واسع للتوقعات الإيجابية هذا الشهر، ما يعكس تفاؤلًا أكبر بالمستقبل مقارنة بالفترات السابقة. يعكس هذا الاتجاه تحسنًا في النظرة المستقبلية للقطاع الصناعي، حيث يتوقع الكثيرون استقرارًا أكبر للنشاطات الاقتصادية في الفترة المقبلة.
على الرغم من تراجع النشاط العام في القطاع الصناعي في نوفمبر، فإن التوقعات المستقبلية لا تزال إيجابية. هذا يشير إلى أن الشركات مستعدة للاستجابة للتحديات الحالية وتكييف استراتيجياتها لتحقيق النمو المستدام في الأشهر القادمة.
فيما يخص التوظيف، أظهرت التوقعات بارتفاع تكاليف التوظيف أيضًا تحسنًا في النظرة المستقبلية. حيث ارتفع مؤشر التوظيف في المستقبل من 27.3 إلى 34.2، مما يشير إلى توقعات بزيادة في التوظيف خلال الأشهر الستة المقبلة. هذه التوقعات الإيجابية تدل على استعداد الشركات للتوسع في القوى العاملة لمواكبة الزيادة في الطلب وتلبية احتياجات السوق.
استطلاع توقعات أعمال التصنيع لشهر نوفمبر 2024
تشير نتائج استطلاع توقعات أعمال التصنيع لشهر نوفمبر 2024 إلى تراجع واضح في معظم المؤشرات الاقتصادية للقطاع الصناعي. انخفض مؤشر النشاط العام الحالي من 10.3 إلى -5.5، ليحقق قراءة سلبية للمرة الثانية منذ يناير. هذا الانخفاض يعكس تراجعًا في النشاط العام للعديد من الشركات التي شملها الاستطلاع. أفاد حوالي 18% من الشركات بزيادة في النشاط هذا الشهر، ولكن هذه النسبة كانت أقل من 24% في الشهر الماضي. في المقابل، أفاد 23% من الشركات بتراجع النشاط، وهي نسبة أعلى من 14% تم تسجيلها الشهر الماضي. بينما أكدت 58% من الشركات أن النشاط لم يشهد أي تغيير، وهو ما يعكس استقرارًا نسبيًا.
أما بالنسبة للطلبات الجديدة والشحنات، فقد تراجعت مؤشراتهما ولكنها بقيت في المنطقة الإيجابية. انخفض مؤشر الطلبات الجديدة بمقدار 5 نقاط ليصل إلى 8.9، بينما تراجع مؤشر الشحنات بمقدار 3 نقاط ليصل إلى 4.5. على الرغم من هذا التراجع، إلا أن المؤشرات لا تزال تعكس نشاطًا متواصلًا في هذه الجوانب.
من جهة أخرى، شهد مؤشر التوظيف تحسنًا واضحًا. بعد أن ظل التوظيف ثابتًا في الشهر الماضي، ارتفع المؤشر إلى 8.6، مما يشير إلى زيادة في مستويات التوظيف في بعض الشركات. أفادت أكثر من ثلثي الشركات بعدم حدوث أي تغيير في مستويات التوظيف، بينما أبلغت 17% من الشركات بزيادة في التوظيف مقارنة بـ 9% فقط أفادت بتقليص القوى العاملة. هذه الزيادة في التوظيف تشير إلى تعزيز بعض الشركات لقدرتها الإنتاجية.
كما ارتفع مؤشر متوسط أسبوع العمل بمقدار 29 نقطة ليصل إلى 17.4، وهو أعلى مستوى يسجل منذ أبريل 2022. يشير هذا الارتفاع إلى أن الشركات قد تكون تطلب ساعات عمل أطول من موظفيها لتلبية الطلبات أو لمواجهة التحديات الاقتصادية.
على الرغم من أن معظم المؤشرات تظهر تراجعًا في النشاط، تظل الشركات متفائلة بالنمو في الأشهر المقبلة. وتبقى توقعات النمو الإيجابية سائدة بين الشركات، مما يعكس رغبتها في التكيف مع الوضع الراهن وتحقيق الاستقرار على المدى الطويل.
مؤشر الأسعار المستلمة، فقد انخفض أيضًا بمقدار 4 نقاط
تستمر الشركات في الإبلاغ عن زيادات في الأسعار الإجمالية على الرغم من تراجع بعض المؤشرات. انخفض مؤشر الأسعار المدفوعة للشهر الثاني على التوالي، ولكنه ظل إيجابيًا. فقد تراجع بمقدار 3 نقاط ليصل إلى 26.6. أفاد حوالي 27% من الشركات بارتفاع أسعار المدخلات، بينما لم تذكر أي منها انخفاضات. كما أفاد 67% من الشركات بعدم حدوث أي تغيير في الأسعار.
أما مؤشر الأسعار المستلمة، فقد انخفض أيضًا بمقدار 4 نقاط ليصل إلى 14.3. أفادت أكثر من 15% من الشركات بزيادة في الأسعار المستلمة مقابل سلعها، بينما أفاد 1% فقط بانخفاضات. وذكرت 76% من الشركات أنه لم يحدث أي تغيير في الأسعار المستلمة. على الرغم من الانخفاض الطفيف في المؤشرين، إلا أن الزيادات ما زالت ملحوظة في بعض المجالات، مما يعكس استمرار الضغط على أسعار المدخلات والسلع.
هذا التراجع في المؤشرات قد يكون ناتجًا عن تراجع النشاط الصناعي العام. ومع ذلك، فإن الشركات التي شهدت زيادات في الأسعار تواصل التأكيد على تكاليف أعلى بسبب العوامل الاقتصادية المختلفة. وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف في المؤشرات، فإن الاستقرار النسبي في الأسعار يعكس تأثر السوق ببعض الضغوط المستمرة.
من جهة أخرى، تستمر الشركات في الاستجابة لتحديات الأسعار من خلال تعديل استراتيجياتها. تشير هذه التغيرات في المؤشرات إلى تباين في طريقة تعامل الشركات مع تأثيرات التكاليف المتزايدة. ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر الشركات في رفع الأسعار لتحمل التكاليف المتزايدة والمحافظة على هوامش الربح.
النظرة المستقبلية تظل متفائلة رغم التحديات الراهنة، حيث يتوقع البعض أن تستمر الزيادات في الأسعار ولكن بوتيرة أبطأ. يشير ذلك إلى أن الشركات تتكيف مع الظروف الاقتصادية الصعبة وتبحث عن طرق للحفاظ على استقرار أعمالها في ظل الظروف المتغيرة.
الشركات تتوقع زيادات أكبر في أسعارها
تستمر الشركات في توقع زيادات في أسعارها على مدى الأرباع الأربعة المقبلة. في الأسئلة الخاصة بهذا الشهر، طُلب من الشركات التنبؤ بالتغيرات في أسعار منتجاتها الخاصة وكذلك الأسعار التي سيدفعها المستهلكون الأمريكيون. فيما يتعلق بأسعار منتجاتها الخاصة على مدار العام المقبل، توقعت الشركات زيادة بنسبة 3.0%، بارتفاع طفيف عن 2.8% في الاستطلاع السابق الذي أُجري في أغسطس. كما أفادت الشركات بزيادة متوسطة بنسبة 3.0% في الأسعار على مدار العام الماضي، وهو نفس المعدل المسجل في الربع السابق.
فيما يتعلق بتكاليف تعويضات الموظفين، توقعت الشركات ارتفاعًا بنسبة 3.4% في الأجور والمزايا على أساس كل موظف خلال الأرباع الأربعة المقبلة. ولكن، يمثل هذا انخفاضًا طفيفًا عن توقعات أغسطس التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 3.5%. وبالنسبة للتضخم، ظلت توقعات الشركات لمعدل التضخم للمستهلكين الأمريكيين ثابتة عند 3.0% خلال العام المقبل، وهو نفس المعدل الذي تم توقعه في الاستطلاع الأخير.
ارتفاع معظم المؤشرات المستقبلية
على الرغم من التحديات الحالية، ارتفعت العديد من المؤشرات المستقبلية بشكل ملحوظ في نوفمبر. ارتفع مؤشر الانتشار للنشاط العام المستقبلي من 36.7 إلى 56.6، وهو أعلى مستوى له منذ يونيو 2021. هذا الارتفاع يعكس تفاؤل الشركات بانتعاش النشاط في المستقبل القريب. كما شهدت مؤشرات الطلبات الجديدة والشحنات المستقبلية زيادة ملحوظة، حيث ارتفعت إلى 66.2 و52.1 على التوالي. هذه الزيادات تمثل أعلى مستويات لها منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يشير إلى تحسن في الطلب على المنتجات والخدمات.
علاوة على ذلك، شهد مؤشر الأسعار المستقبلية المدفوعة ارتفاعًا ملحوظًا من 47.3 إلى 63.7، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2022. هذا يشير إلى توقعات بزيادة أكبر في تكاليف المدخلات في الأشهر المقبلة. كما ارتفع مؤشر الأسعار المستقبلية المستلمة بمقدار 9 نقاط ليصل إلى 48.5، ما يعكس توقعات الشركات بزيادة الأسعار التي ستتلقاها مقابل سلعها.