أعلن البنك المركزي السويسري، أمس الثلاثاء، أنه يتجه لتحقيق نتائج سنوية قياسية في 2017، مرجعا ذلك إلى مكاسب مدخرات العملة الأجنبية لديه.
وتوقع البنك الوطني السويسري تحقيق أرباح بقيمة 54 مليار فرنك سويسري (2.55 مليار دولار) لعام 2017، أي أكثر من ضعف الأرباح التي حققها عام 2016، وبلغت 5.24 مليار.
وترجع الزيادة القوية بصورة أساسية إلى ضعف الفرنك، الذي فقد ما يقرب من 10 في المائة من قيمته أمام اليورو العام الماضي. وهذا بدوره أدى لارتفاع قيمة مدخرات العملات الأجنبية لدى البنك. وبلغت قيمة أصول البنك 784 مليار فرنك بحلول نهاية نوفمبر الماضي، حيث مثلت نحو 94 في المائة من ميزانية البنك.
في الماضي، قام البنك المركزي السويسري بشراء كميات كبيرة من اليورو لمنع ارتفاع قيمة الفرنك السويسري بشكل غير ملائم. يُعتبر قوة الفرنك السويسري ضارة بشكل عام لصادرات سويسرا، حيث يجعل المنتجات السويسرية أكثر تكلفة وأقل تنافسية على المستوى العالمي. وبالتالي، يتجه المستهلكون السويسريون إلى التسوق في الخارج بدلاً من السوق المحلية.
وفي الخامس من مارس المقبل، من المقرر أن ينشر البنك المركزي السويسري إحصاءات إيراداته النهائية. يُعد هذا الإعلان مهمًا لفهم تأثير العمليات الشرائية السابقة التي قام بها البنك وتحليل النتائج النهائية لها. قد تكون هذه الإحصاءات مؤشرًا على التدخلات المستقبلية التي يمكن أن يتخذها البنك المركزي السويسري للحفاظ على استقرار قيمة الفرنك السويسري وتعزيز النمو الاقتصادي في البلاد. و يُلاحظ أن هذه النقاط تعتمد على المعلومات حتى سبتمبر 2021، وقد يكون هناك تطورات جديدة مهمة تأخذ مكانًا بعد ذلك الحين وتؤثر على الموضوع بشكل مباشر.
العملة السويسرية (الفرنك السويسري): كان هناك اهتمام بتقييم قوة الفرنك السويسري، حيث يعد تعزيز التنافسية الصادرات السويسرية أحد الأهداف المهمة للبنك المركزي السويسري. قد تتخذ البنك إجراءات للحد من قوة الفرنك السويسري إذا لزم الأمر.
قرارات البنك المركزي السويسري بشأن الفرنك السويسري في المستقبل
هناك عدة عوامل رئيسية يمكن أن تؤثر على قرارات البنك المركزي السويسري بشأن الفرنك السويسري في المستقبل القريب. من بين هذه العوامل:
التضخم: يعد التضخم أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على قرارات البنك المركزي السويسري. إذا زادت معدلات التضخم بشكل ملحوظ، فقد يتخذ البنك إجراءات لرفع قيمة الفرنك السويسري للحد من التضخم.
النمو الاقتصادي: يتأثر قرار البنك المركزي السويسري بمعدل النمو الاقتصادي للبلاد. إذا كان هناك توقعات لنمو اقتصادي قوي، فقد يتخذ البنك إجراءات للحد من قوة الفرنك السويسري لتعزيز التنافسية الصادرات السويسرية.
التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية: يمكن أن تؤثر التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية على قرارات البنك المركزي السويسري. في حالة وجود أحداث عالمية مثل التغيرات في السياسة النقدية للبنوك المركزية الأخرى أو الصراعات التجارية، فقد يتخذ البنك إجراءات للتعامل مع تأثيراتها على الفرنك السويسري.
رؤية البنك المركزي السويسري: تعتبر رؤية وأهداف البنك المركزي السويسري عاملاً هاماً في تحديد قراراته بشأن الفرنك السويسري. يمكن أن تشمل هذه الأهداف الحفاظ على الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي وتعزيز التنافسية الصادرات السويسرية.
تهم البنك المركزي السويسري أيضًا أن يُلتفت إلى التوقعات والتحليلات الاقتصادية والمالية والمؤشرات الرئيسية الأخرى لاتخاذ قراراته بشأن الفرنك السويسري. يجب أن يتم مراقبة هذه العوامل وأخذها بعين الاعتبار لفهم المسار المحتمل للسياسة النقدية للبنك المركزي السويسري في المستقبل القريب.
النمو الاقتصادي: كان هناك توقعات بأن الاقتصاد السويسري سيشهد نموًا معتدلاً في المستقبل القريب، مع استمرار تعافي الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، قد تتأثر التوقعات بعوامل مثل توترات التجارة العالمية والسياسات النقدية للبنوك المركزية الأخرى.
التضخم: كان هناك توقعات بأن التضخم في سويسرا سيبقى معتدلًا في المستقبل القريب، مع مراقبة تأثيرات التضخم العالمي وتوترات الأسواق العالمية على الأسعار المحلية.
السياسة النقدية: كانت هناك توقعات بأن البنك المركزي السويسري سيستمر في السياسة النقدية الميسرة في المستقبل القريب، مع الحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة واعتماد سياسات أخرى لتعزيز النمو الاقتصادي ومكافحة التضخم.
الفرنك السويسري و تأثيره على الاقتصاد السويسري والعلاقات التجارية الدولية
الفرنك السويسري هو العملة الرسمية لسويسرا وله تأثير كبير على الاقتصاد السويسري والعلاقات التجارية الدولية. إليك بعض الطرق التي يؤثر بها الفرنك السويسري:
التجارة الخارجية: يؤثر قوة أو ضعف الفرنك السويسري على تجارة سويسرا مع الدول الأخرى. إذا كان الفرنك السويسري قويًا، فإن ذلك يجعل المنتجات السويسرية أكثر تكلفة في السوق العالمية، مما يؤثر سلبًا على صادراتها. على الجانب الآخر، إذا كان الفرنك السويسري ضعيفًا، فإن ذلك يمكن أن يعزز تنافسية المنتجات السويسرية على المستوى العالمي.
السياحة: تعتبر سويسرا وجهة سياحية شهيرة، ويتأثر قطاع السياحة بتغيرات قيمة الفرنك السويسري. إذا كان الفرنك السويسري قويًا، فإن السياح يجدون صعوبة في تحمل تكاليف الإقامة والتسوق في سويسرا، مما قد يؤدي إلى تراجع السياحة. وعلى الجانب الآخر، إذا كان الفرنك السويسري ضعيفًا، فإن ذلك يمكن أن يجذب المزيد من السياح إلى سويسرا.
الاستثمار الأجنبي المباشر: يمكن أن يؤثر الفرنك السويسري على قرارات الشركات الأجنبية بالاستثمار في سويسرا. إذا كان الفرنك السويسري قويًا، فإن الشركات الأجنبية قد تجد صعوبة في استثمار رأس المال في سويسرا، بينما إذا كان الفرنك السويسري ضعيفًا، فإن ذلك يمكن أن يشجع الشركات الأجنبية على زيادة الاستثمار في سويسرا.
بالنسبة لمعدل البطالة في سويسرا، فإن الفرنك السويسري يمكن أن يؤثر عليه بشكل غير مباشر. على سبيل المثال، إذا كان الفرنك السويسري قويًا وتأثرت الصادرات السويسرية بشكل سلبي، فقد يتسبب ذلك في تراجع النشاط الاقتصادي وتقليل فرص العمل، مما يؤدي إلى زيادة معدل البطالة. والعكس صحيح أيضًا، إذا كان الفرنك السويسري ضعيفًا وتحسنت الصادرات والنشاط الاقتصادي، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض معدل البطالة. مع ذلك، يجب ملاحظة أن هناك عوامل أخرى تؤثر في معدل البطالة في سويسرا بالإضافة إلى الفرنك السويسري، مثل السياسات الحكومية، والتطورات الاقتصادية العالمية، ومستوى التعليم والمهارات لدى العمال، والتكنولوجيا، وغيرها. لذلك، يجب أخذ جميع هذه العوامل في الاعتبار عند دراسة معدل البطالة في سويسرا.