النتائج الرئيسية: في شهر أغسطس، سجل مؤشر الناتج المركب لمؤشر مديري المشتريات في المملكة المتحدة 53.4، مقارنة بـ 52.8 في يوليو، وهو أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر. كما ارتفع مؤشر نشاط الأعمال لمؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات إلى 53.3، بعد أن كان 52.5 في يوليو، وهو أيضًا أعلى مستوى خلال أربعة أشهر. في المقابل، سجل مؤشر الناتج الصناعي 54.2، منخفضًا عن 54.9 في يوليو، وهو أدنى مستوى له خلال شهرين. بينما سجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي 52.5، وهو أعلى مستوى له منذ 26 شهرًا. تم جمع البيانات في الفترة من 12 إلى 20 أغسطس.
أشارت بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر أغسطس إلى استمرار التوسع القوي في ناتج القطاع الخاص في المملكة المتحدة، مدعومًا بزيادة كبيرة في طلبات الشراء الجديدة. هذا الارتفاع في نشاط الأعمال وظروف الطلب المرنة أدى إلى زيادة أكبر في التوظيف، مع أسرع معدل نمو في التوظيف منذ يونيو 2023. كما أفاد المستجيبون للاستطلاع بأن التوقعات الاقتصادية المحلية الأكثر تفاؤلاً حفزت الجهود لتوسيع قدرة الأعمال.
في الوقت ذاته، تباطأت الضغوط التضخمية في جميع أنحاء القطاع الخاص خلال أغسطس، حيث ارتفعت تكاليف المدخلات بأبطأ وتيرة منذ يناير 2021. يعود ذلك إلى حد كبير إلى التخفيف الكبير في ضغوط التكلفة ضمن قطاع الخدمات. وعلى العكس، لا يزال تضخم أسعار المدخلات في قطاع التصنيع أقوى بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والمواد الخام، مما يجعله أعلى مما كان عليه في النصف الأول من عام 2024. مع تسجيل مؤشر مديري المشتريات العالمي المعدل موسميًا في المملكة المتحدة 53.4 في أغسطس، مقارنة بـ 52.8 في يوليو، سجل المؤشر أعلى مستوى له منذ أبريل. هذا الارتفاع يشير إلى زيادة قوية في نشاط الأعمال في القطاع الخاص. وقد ظل المؤشر الرئيسي فوق عتبة 50.0 نقطة دون تغيير لمدة عشرة أشهر متتالية.
نمو نشاط الأعمال إلى أقوى مستوياته في أربعة أشهر
زاد إنتاج التصنيع بوتيرة حادة بشكل خاص في أغسطس (المؤشر عند 54.2)، حيث كانت القراءة الأخيرة أضعف قليلاً من أعلى مستوى في يوليو منذ عامين ونصف. وفي الوقت نفسه، أشار مقدمو الخدمات إلى تسارع في نمو نشاط الأعمال إلى أقوى مستوياته في أربعة أشهر (المؤشر عند 53.3)، مدفوعًا بزيادة إنفاق الشركات والمستهلكين.
زاد إجمالي أحجام الطلبات الجديدة بوتيرة قوية في أغسطس، وهو ما استمر في الاتجاه الصعودي الذي شوهد منذ ديسمبر 2023. وعلق المستجيبون للاستطلاع عادةً على تحسين خطوط أنابيب المبيعات وزيادة الرغبة في الإنفاق بين العملاء، وخاصة في الأسواق المحلية. وارتبط هذا بضغوط تضخمية أكثر ليونة وانخفاض تكاليف الاقتراض، إلى جانب الآمال في انتعاش مستدام في الظروف الاقتصادية في المملكة المتحدة. وعلى النقيض من ذلك، انخفضت الأعمال الجديدة من الخارج بشكل طفيف خلال شهر أغسطس، وذلك بسبب انخفاض آخر في مبيعات التصدير في قطاع التصنيع.
وأشار منتجو السلع إلى ضعف الطلب من عملاء الاتحاد الأوروبي على الرغم من الارتفاع القوي نسبيًا في إجمالي الأعمال الجديدة، أشارت أحدث البيانات إلى أسرع انخفاض في تراكمات العمل منذ نوفمبر 2023. ويعكس هذا في الغالب انخفاضًا حادًا في الأعمال غير المكتملة في اقتصاد الخدمات. وغالبًا ما يُعزى انخفاض تراكمات العمل إلى توظيف موظفين إضافيين والجهود الجارية لتعزيز القدرة التشغيلية. وأشارت بيانات أغسطس إلى أن معدل خلق الوظائف في القطاع الخاص ارتفع إلى أسرع معدل له منذ 14 شهرًا، مع ارتفاع مستويات التوظيف في كل من قطاعي التصنيع والخدمات. كما كان الشعور الإيجابي تجاه توقعات الأعمال في الأمد القريب عاملاً ساعد في دعم التسارع التدريجي في نمو العمالة. وكانت توقعات نشاط الأعمال للعام المقبل متفائلة نسبيًا في كل من قطاعي التصنيع والخدمات، على الرغم من تخفيفها منذ يوليو. وأشار المستجيبون للاستطلاع إلى تحسن خطوط أنابيب المبيعات والآمال في زيادة الإنفاق الاستثماري المحلي. كما أشارت الشركات إلى انخفاض حالة عدم اليقين السياسي واحتمال المزيد من خفض أسعار الفائدة، إلى جانب الظروف الاقتصادية الأكثر ملاءمة. وفي الوقت نفسه، تراجعت الضغوط التضخمية بشكل أكبر
تراجع تضخم تكاليف المدخلات إلى أدنى مستوياته
أخيرًا، كشفت أحدث البيانات عن تراجع تضخم تكاليف المدخلات إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف في أغسطس. ويعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى التباطؤ المتجدد في ضغوط التكلفة داخل قطاع الخدمات، حيث أبلغت الشركات عن انخفاض الرسوم الإضافية من الموردين وتحسن في ظروف السوق التنافسية. ومع ذلك، لاحظ مقدمو الخدمات ارتفاعًا في تضخم الأجور.
أما في قطاع التصنيع، فقد ارتفعت أسعار الشراء بسبب زيادة تكاليف الشحن والمواد الخام، مثل اللب والورق والبلاستيك. وقد ساهمت الجهود المبذولة لتمرير هذه التكاليف المتزايدة إلى العملاء في تعزيز أسعار البيع التي تفرضها شركات القطاع الخاص في أغسطس. ومع ذلك، كان هذا الارتفاع من بين الأبطأ منذ بداية عام 2021. وفي تعليق على بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية، قال كريس ويليامسون، كبير خبراء الاقتصاد التجاري في S&P Global Market Intelligence: “شهد أغسطس تحسنًا ملحوظًا، خاصة في قطاع الخدمات، الذي كان مصدر قلق كبير لبنك إنجلترا. وبالتالي، تساعد بيانات المسح الأخيرة في تقليص احتمالات المزيد من خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن استمرار التضخم المرتفع في قطاع الخدمات يشير إلى أن صناع السياسات سيتخذون خطوات حذرة.”
يستعرض شهر أغسطس مزيجًا إيجابيًا من النمو الاقتصادي القوي، وتحسن في خلق الوظائف، وانخفاض في التضخم، وفقًا لبيانات مسح مؤشر مديري المشتريات المؤقت. يشهد كل من قطاعي التصنيع والخدمات نموًا قويًا في الناتج وزيادة في مكاسب الوظائف، مع بقاء ثقة الأعمال عند مستويات مرتفعة تاريخيًا. على الرغم من أن النمو في الناتج المحلي الإجمالي قد يبدو أنه سيتباطأ في الربع الثالث مقارنةً بالمكاسب القوية في النصف الأول من العام، فإن مؤشر مديري المشتريات يشير إلى توسع الاقتصاد بمعدل ربع سنوي قوي يصل إلى حوالي 0.3٪.