ظلت مبيعات التجزئة ثابتة في يونيو، متحدية توقعات وول ستريت بالانخفاض وسط علامات على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي. وكان الاقتصاديون يتوقعون انخفاضًا بنسبة 0.3% في الإنفاق، وفقًا لبيانات بلومبرج. وفي الوقت نفسه، تم تعديل مبيعات التجزئة في مايو صعودًا إلى زيادة قدرها 0.3%، من القراءة السابقة البالغة 0.1%، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء.
ارتفعت مبيعات يونيو، باستثناء السيارات والغاز، بنسبة 0.8٪، أعلى من التقديرات المتفق عليها لزيادة 0.2٪. ارتفعت مجموعة المراقبة في بيان يوم الثلاثاء، الذي يستبعد العديد من الفئات والعوامل المتقلبة في قراءة الناتج المحلي الإجمالي للربع، بنسبة 0.9٪ في يونيو، أعلى من التقديرات لزيادة بنسبة 0.2٪.
على الرغم من أن مبيعات التجزئة لم تتغير في يونيو، إلا أن الارتفاع القوي بنسبة 0.9٪ [على أساس شهري] في مبيعات مجموعة المراقبة من شأنه أن يخفف المخاوف بشأن محنة المستهلك في أعقاب التراجع المتجدد في المعنويات،” رئيس شركة كابيتال إيكونوميكس لأمريكا الشمالية. من المسلم به أن نمو الاستهلاك والناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني لا يزال يبدو وكأنه لم يكن أفضل من 2% على أساس سنوي، ولكن المكاسب القوية في يونيو تمهد لأداء أفضل في الربع الثالث”.
قاد تجار التجزئة خارج المتاجر المكاسب حسب الفئة، حيث ارتفعوا بنسبة 1.9٪. وجاء التراجع الأكبر في محطات البنزين حيث تراجعت المبيعات 3%. كما شهد تجار السيارات وقطع الغيار انخفاضًا بنسبة 2٪.
ويأتي التحديث الخاص بالإنفاق الاستهلاكي وسط تباطؤ الاقتصاد الأمريكي ولكن لا يزال ينمو. وقد دفعت أحدث البيانات، إلى جانب قراءات أفضل من المتوقع للتضخم، الأسواق إلى توقع على نطاق واسع أول خفض لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية اجتماعه في سبتمبر.
خلال مقابلة في النادي الاقتصادي بواشنطن يوم الاثنين، رفض رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تحديد الموعد الذي قد يبدأ فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير النقدي. وقال: «لن أرسل إشارات بشأن أي اجتماع بعينه». “سنتخذ هذه القرارات اجتماعًا تلو الآخر والبيانات المتطورة وتوازن المخاطر.”
أهمية مبيعات التجزئة الأساسية في تقييم النمو الاقتصادي
مبيعات التجزئة الأساسية أو “Core Retail Sales” تعد من المؤشرات الاقتصادية التي تقيس إجمالي القيمة المالية للمبيعات في قطاع التجزئة، باستثناء مبيعات السيارات وقطاع الوقود. يتم حسابها بشكل شهري وتوفر صورة عن التغيرات في الإنفاق التجاري للمستهلكين.
تعتبر مبيعات التجزئة الأساسية مهمة للغاية لأنها تسلط الضوء على النمط العام للإنفاق والاستهلاك في الاقتصاد. إليك بعض النقاط الرئيسية حول مبيعات التجزئة الأساسية:
قياس النمو الاقتصادي: تُعَدُّ مبيعات التجزئة الأساسية مؤشرًا هامًا لقياس النمو الاقتصادي، حيث تمثل جزءًا كبيرًا من الناتج المحلي الإجمالي. إذا كانت مبيعات التجزئة الأساسية تُظهِر نموًا قويًا، فإن ذلك يشير عادة إلى تحسن الاقتصاد وارتفاع مستوى النشاط الاقتصادي. من جانبها، قد تتخذ السياسات المالية إجراءات لتعزيز الإنفاق الحكومي في القطاعات ذات الصلة بالتجزئة، مثل زيادة الإنفاق على البنية التحتية أو تنفيذ برامج دعم مالي للشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا القطاع.
توجيهات الإنفاق: توفر مبيعات التجزئة الأساسية معلومات حول توجهات الإنفاق للمستهلكين. يمكن استخدام هذه المعلومات لتحديد القطاعات التجارية التي تشهد نموًا أو تراجعًا في الطلب، وذلك بناءً على نوع المنتجات التي يتم شراؤها أو عدم شرائها.
تأثير على الشركات: يعتبر قطاع التجزئة من أهم القطاعات الاقتصادية، وبالتالي فإن أداء مبيعات التجزئة الأساسية يؤثر على أداء الشركات في هذا القطاع. يعتبر نمو قوي في مبيعات التجزئة الأساسية إشارة إيجابية للشركات المتعلقة بالتجزئة والمبيعات الاستهلاكية، وقد يؤدي إلى زيادة الإيرادات والأرباح.
السياسات الاقتصادية: تُستخدم مبيعات التجزئة الأساسية كإحدى المتغيرات التي يستند إليها صناع السياسات الاقتصادية. عندما تكون مبيعات التجزئة الأساسية ضعيفة، قد يتخذ المسؤولون الاقتصاديون إجراءات لتعزيز الاستهلاك وتحفيز النمو الاقتصادي، مثل خفض أسعار الفائدة أو تنفيذ برامج تحفيزية.
تأثير مبيعات التجزئة الأساسية على قرارات السياسات الاقتصادية
مبيعات التجزئة الأساسية تعتبر مؤشرًا هامًا يؤثر على قرارات السياسات الاقتصادية بمختلف الطرق. إليك بعض الأثار التي يمكن أن تحدثها مبيعات التجزئة الأساسية على قرارات السياسات الاقتصادية:
النمو الاقتصادي: تعتبر مبيعات التجزئة الأساسية مؤشرًا على قوة الاقتصاد ونموه. إذا كانت مبيعات التجزئة الأساسية تنمو بشكل قوي، فقد يشير ذلك إلى زيادة الإنفاق والطلب من قبل المستهلكين، مما يعزز النمو الاقتصادي بشكل عام. هذا النمو الاقتصادي القوي قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات سياسية لدعم هذا النمو، مثل تعزيز السياسات النقدية الاستثمارية أو تشجيع الاستثمار في القطاعات المتعلقة بالتجزئة.
التوظيف والبطالة: يعتبر قطاع التجزئة من أكبر أصحاب العمل والموفرين للوظائف. إذا كانت مبيعات التجزئة الأساسية تنمو بشكل قوي، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على المنتجات والخدمات، مما يدفع الشركات إلى زيادة إنتاجها وتوظيف المزيد من العمال. هذا يمكن أن يساهم في تخفيض معدلات البطالة وتحسين الاستقرار الاقتصادي. في هذه الحالة، قد تتخذ السياسات الاقتصادية إجراءات لدعم قطاع التجزئة وتعزيز فرص التوظيف، مثل تقديم الحوافز الضريبية للشركات أو تنفيذ برامج تدريبية لتأهيل العمالة.
الاستهلاك والإنفاق: يعتبر الاستهلاك المحلي والإنفاق من أهم عوامل دعم النمو الاقتصادي. إذا كانت مبيعات التجزئة الأساسية تنمو، فهذا يعني أن المستهلكين ينفقون ويستهلكون بشكل أكبر. قد تتخذ السياسات الاقتصادية إجراءات لتعزيز الاستهلاك وزيادة الإنفاق، مثل تخفيض أسعار الفائدة لتشجيع الاقتراض وتعزيز القروض الاستهلاكية، أو تقديم حوافز مالية للمستهلكين لزيادة الإنفاق.
السياسات النقدية والمالية: قد تؤثر مبيعات التجزئة الأساسيةعلى قرارات السياسات النقدية والمالية أيضًا. إذا كانت مبيعات التجزئة الأساسية ضعيفة وتشير إلى تراجع في الاستهلاك، فقد يتخذ صانعو السياسات النقدية إجراءات لتحفيز الاقتصاد ودعم النمو، مثل خفض أسعار الفائدة لتشجيع الاقتراض وتحفيز الاستثمار والاستهلاك. بشكل عام، يتم استخدام مبيعات التجزئة الأساسية كمؤشر اقتصادي رئيسي يؤثر على صناع السياسات الاقتصادية في صنع قراراتهم. يتم تحليل هذه البيانات ودراستها بعناية لتقييم الوضع الاقتصادي واتخاذ الإجراءات المناسبة لدعم النمو وتحسين الاستقرار الاقتصادي.