ارتفعت أسعار الاستيراد الأمريكي بنسبة 0.3% في يناير، بعد ارتفاعها بنسبة 0.2% في ديسمبر، وفقًا لما أفاد به مكتب إحصاءات العمل الأمريكي اليوم. وساهم ارتفاع أسعار الوقود وغير الوقود في يناير في الزيادة الإجمالية لأسعار الواردات. وارتفعت أسعار الصادرات الأمريكية بنسبة 1.3% في يناير، بعد ارتفاعها بنسبة 0.5% في الشهر السابق.
ارتفع مؤشر أسعار الواردات الأمريكية بنسبة 0.3% في يناير، وهو أكبر ارتفاع شهري منذ أن ارتفع المؤشر بنسبة 0.9% في أبريل 2024. وارتفعت أسعار الواردات الأمريكية بنسبة 1.9% من يناير 2024 إلى يناير 2025. (انظر الجدول 1).
واردات الوقود: ارتفعت أسعار وقود الواردات بنسبة 3.2% في يناير، بعد ارتفاعها بنسبة 1.7% في ديسمبر. كان الارتفاع المسجل في يناير هو أكبر ارتفاع شهري منذ أبريل 2024. وساهم ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي في الزيادة الإجمالية لأسعار الوقود المستورد في يناير. وارتفعت أسعار الوقود المستورد بنسبة 2.4% خلال العام المنتهي في يناير. ارتفعت أسعار واردات البترول بنسبة 2.9% في يناير، وهي أكبر زيادة شهرية منذ أبريل 2024.
وارتفعت أسعار البترول المستورد بنسبة 2.3% خلال العام الماضي، وهي أكبر زيادة على مدار 12 شهرًا منذ نهاية العام في يوليو 2024. وارتفع مؤشر أسعار استيراد الغاز الطبيعي بنسبة 13.4% في يناير، بعد زيادة بنسبة 173.1% خلال الربع الأخير من عام 2024. وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 12.9% من يناير 2024 إلى يناير 2025، وهي أول زيادة سنوية منذ أن ارتفع المؤشر بنسبة 80.5% خلال العام المنتهي في يناير 2023.
جميع الواردات باستثناء الوقود: ارتفعت أسعار الواردات غير الوقودية بنسبة 0.1% للشهر الثالث على التوالي في يناير. لم تنخفض أسعار الواردات غير الوقودية على أساس شهري منذ انخفاضها بنسبة 0.2% في مايو 2024. وقد عوض ارتفاع أسعار اللوازم والمواد الصناعية غير الوقودية، والسلع الرأسمالية، والأغذية والأعلاف والمشروبات في يناير انخفاض أسعار السيارات والسلع الاستهلاكية. وارتفع مؤشر أسعار الواردات غير الوقودية بنسبة 1.8% للسنة المنتهية في يناير.
ردود أفعال السوق علي أسعار الاستيراد الأمريكي الشهري
بالنسبة للأسواق، تتعدد آثار أسعار الواردات. إذ يمكن أن يؤدي ارتفاعها إلى زيادة تكاليف الشركات التي تعتمد على السلع الأجنبية، مما قد يُقلص هوامش الربح. وهذا بدوره قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين، حيث تتحمل الشركات هذه التكاليف.
ومع ذلك، يُمكن اعتبار الزيادة الطفيفة البالغة 0.3% مقارنةً بالتوقعات البالغة 0.4% علامة إيجابية، إذ تُشير إلى أن الضغوط التضخمية قد لا تكون حادة كما كان يُعتقد سابقًا. وقد يستجيب متداولو أسواق الأسهم بشكل إيجابي لهذا الخبر.
إذ قد يُشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يكون أقل تشددًا في موقفه من تشديد السياسة النقدية، مما يسمح باستمرار النمو الاقتصادي دون عبء ارتفاع أسعار الفائدة.
ورغم أن ارتفاع أسعار الواردات أقل من المتوقع، إلا أنه يشير إلى ارتفاع تكاليف السلع المستوردة. ويمكن أن يُعزى هذا الاتجاه إلى عوامل متعددة.
منها اضطرابات سلسلة التوريد، وارتفاع تكاليف الشحن، والضغوط التضخمية الناجمة عن مصادر عالمية ومحلية.
ويشير الارتفاع الفعلي بنسبة 0.3% في أسعار الواردات إلى أنه على الرغم من ارتفاع تكلفة السلع المستوردة.
إلا أنها لا تتسارع بالوتيرة التي توقعها العديد من المحللين. يُعد هذا اعتبارًا بالغ الأهمية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
إذ قد يؤدي ارتفاع أسعار الواردات إلى ضغوط تضخمية قد تدفع البنك المركزي إلى تعديل أسعار الفائدة للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
ستكون استجابة مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الواردات نقطة محورية للمشاركين في السوق. إذا استمرت أسعار الواردات في الارتفاع بشكل ملحوظ، فقد يدفع ذلك الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة النظر في موقفه الحالي من السياسة النقدية. وبينما أشار البنك المركزي إلى التزامه بتعزيز الانتعاش الاقتصادي، يجب عليه أيضًا موازنة ذلك بالحاجة إلى السيطرة على التضخم.
إذا تجاوزت أسعار الواردات التوقعات في الأشهر المقبلة، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة تقييم زيادات أسعار الفائدة وغيرها من إجراءات السياسة النقدية. وسيراقب محللو السوق عن كثب بيانات الاحتياطي الفيدرالي والمؤشرات الاقتصادية لتحديد المسار المناسب للمضي قدمًا.
توقعات الشهر الحالي علي أسعار الاستيراد الأمريكي الشهري
بالنظر إلى الشهر الحالي، لا تزال توقعات أسعار الواردات بالدولار الأمريكي متفائلة بحذر. ويتوقع المحللون ارتفاعًا بنسبة 0.4%، مما يُشير إلى احتمال تسارع تكاليف الواردات.
ومع ذلك، وبالنظر إلى النتائج الفعلية للشهر السابق، من الضروري مراعاة العوامل الأساسية التي قد تؤثر على هذه البيانات. لا تزال قيود سلسلة التوريد تُمثل مشكلةً حرجةً، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة والآثار المتبقية لجائحة كوفيد-19. قد تُمارس هذه العوامل ضغطًا تصاعديًا على أسعار الواردات.
مما قد يؤدي إلى حالةٍ قد لا ترقى فيها النتائج الفعلية إلى مستوى التوقعات، أو على العكس، تتجاوز التوقعات إذا بدأت مشاكل سلسلة التوريد في الانحسار.
علاوةً على ذلك، تلعب البيئة الاقتصادية العالمية دورًا هامًا في تشكيل أسعار الواردات. فمع تعافي الاقتصادات من الجائحة، يتزايد الطلب على السلع، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في مختلف القطاعات. كما شهدت أسعار السلع الأساسية، مثل النفط والمعادن، تقلباتٍ ملحوظة، مما قد يؤثر بشكل مباشر على تكاليف الاستيراد.
وفي حال استمرار ارتفاع أسعار السلع، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الواردات أكثر من المتوقع.
مما يزيد من تعقيد توقعات التضخم. في المقابل، قد يُخفف أي استقرار أو انخفاض في أسعار السلع بعض الضغوط على أسعار الواردات، مما قد يؤدي إلى وضعٍ اقتصاديٍّ أكثر ملاءمة.
في السياق الأوسع، لا يُمكن إغفال العلاقة بين أسعار الواردات ومعنويات المستهلكين. يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الواردات إلى تآكل القدرة الشرائية للمستهلكين، حيث قد يجد الأفراد أنفسهم يدفعون أكثر مقابل السلع اليومية. وقد يؤدي هذا إلى تحول في سلوك المستهلك، حيث تُعطي الأسر الأولوية للمشتريات الأساسية على الإنفاق التقديري.
ويمكن أن يكون لهذا التحول آثار متلاحقة في جميع أنحاء الاقتصاد.
مما يؤثر على مبيعات التجزئة، وإيرادات الأعمال، وفي نهاية المطاف، على النمو الاقتصادي. لذلك، تُعد مراقبة أسعار الواردات أمرًا بالغ الأهمية ليس فقط لفهم ديناميكيات التضخم، ولكن أيضًا لقياس ثقة المستهلك وأنماط إنفاقه.