أعلنت وزارة الشؤون الداخلية يوم الثلاثاء أن معدل البطالة في اليابان تراجع إلى 2.5% في يونيو ، بعد أن كان 2.6% في الشهر السابق، مخالفاً بذلك توقعات الاقتصاديين الذين كانوا يتوقعون استقرار القراءة عند 2.6%. وقد زاد عدد العاملين بنحو 370 ألف شخص، وكانت النساء أبرز المستفيدات من هذه الزيادة، في حين ارتفع عدد العاطلين عن العمل بنحو 20 ألف شخص.
تشهد اليابان نقصًا مستمرًا في القوى العاملة بسبب شيخوخة السكان وتراجع عدد العاملين، مما دفع الشركات إلى تقديم أكبر زيادات في الأجور منذ أكثر من ثلاثين عامًا خلال المفاوضات الربيعية السنوية مع النقابات. ووفقًا للإحصاءات النهائية الصادرة عن أكبر مجموعة نقابية في البلاد، تجاوزت الزيادات في الأجور 5%.
أكد تاكيشي مينامي، الخبير الاقتصادي في معهد نورينشوكين للأبحاث، أن سوق العمل ما زالت تعاني من ضيق، مما يزيد من الضغوط التصاعدية على الأجور، خصوصًا لدى الشركات الصغيرة التي تجد نفسها مضطرة لرفع الأجور لتأمين القوى العاملة. الأسبوع الماضي، اقترحت وزارة العمل زيادة قياسية بنسبة 5% في الحد الأدنى للأجور بالساعة لهذا العام المالي، مما يشير إلى انتشار نمو الأجور في مجموعة واسعة من القطاعات.
يسعى بنك اليابان للحصول على مؤشرات تفيد بأن الزيادات المستدامة في الأجور ستعزز الاستهلاك وتدفع نمو الأسعار المدعوم بالطلب، مما يتيح للسلطات فرصة أكبر لتطبيع السياسة النقدية. ومن المتوقع أن يكشف البنك عن خططه للتشديد الكمي بعد اجتماع مجلس الإدارة الذي يستمر يومين وينتهي يوم الأربعاء. ووفقًا لاستطلاع، يعتقد حوالي 30% من الاقتصاديين أن رفع أسعار الفائدة قد يكون مرجحًا في ذلك الوقت.
من المتوقع أيضًا أن يقوم بنك اليابان بتحديث توقعاته الاقتصادية، حيث أكد في تقرير أبريل أن ظروف سوق العمل ستزداد شدة في ظل التعافي الاقتصادي، وأن نمو الأجور كاتجاه سيتزايد جزئيًا نتيجة ارتفاع الأسعار.
وفي تقرير منفصل، انخفضت نسبة الوظائف إلى المتقدمين على أساس شهري إلى 1.23، مما يعني أن هناك 123 وظيفة متاحة لكل 100 متقدم، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2022.
تأثير انخفاض معدل البطالة في اليابان على الأسواق
شهد مؤشر نيكاي 225 الياباني انتعاشًا متأخرًا، حيث ارتفع بنسبة 0.15% ليصل إلى 38,525.95، بينما تراجع مؤشر توبكس واسع النطاق بنسبة 0.19% ليغلق عند 2,754.45. جاء ذلك في ظل تسجيل معدل البطالة في اليابان لشهر يوليو عند 2.5%، مقارنةً بتوقعات بلغت 2.6% وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز لآراء خبراء الاقتصاد.
وفي الوقت ذاته، انخفضت أسواق آسيا والمحيط الهادئ يوم الثلاثاء مع بدء اجتماع بنك اليابان الذي يستمر يومين لمناقشة السياسات النقدية. من المتوقع أن يقوم البنك برفع سعر الفائدة القياسي وتقليص مشترياته من السندات الحكومية اليابانية، حيث يتوقع خبراء الاقتصاد زيادة الفائدة إلى 0.1% من النطاق الحالي الذي يتراوح بين 0% و0.1%.
وفي كوريا الجنوبية، تراجع مؤشر كوسبي بنسبة 0.99% ليغلق عند 2,738.19، بينما شهد مؤشر كوسداك انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.52% ليصل إلى 803.78. أما في أستراليا، فقد هبط مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 بنسبة 0.46% ليغلق عند 7,953.2.
تراجعت أسهم شركة التعدين فورتيسكو بأكثر من 10.27%، لتصل إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 20 شهرًا، بعد إعلان فريق أسواق رأس المال في جي بي مورجان عن عرض أسهم مخفضة بقيمة 1.9 مليار دولار أسترالي (1.2 مليار دولار أمريكي) نيابةً عن مستثمر مؤسسي غير معلن.
وفي هونغ كونغ، انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 1.43٪ بحلول نهاية التداول، بينما تراجع مؤشر CSI 300 في البر الرئيسي الصيني بنسبة 0.63٪، ليصل إلى أدنى مستوياته في ستة أشهر عند 3369.38. وفي المقابل، ارتفعت أسهم شركة ستاندرد تشارترد بنسبة 4.84٪ بعد إعلانها عن أكبر عملية إعادة شراء أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار وزيادة توقعات الدخل لعام 2024 خلال إعلان نتائج النصف الأول.
وفي ظل استمرار نقص العمالة، تواجه الشركات الصغيرة تحديات كبيرة. حيث أفلس نحو 182 شركة بسبب قيود القوى العاملة في النصف الأول من عام 2024، وهو أعلى رقم مسجل حتى الآن، وفقًا لمسح أجرته Teikoku Databank. ومن بين هذه الشركات، كانت 80% منها تضم أقل من 10 موظفين.
العوامل المؤثرة على البطالة في اليابان: تحليل شامل
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على معدل البطالة في اليابان، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والديموغرافية والسياسية. وفيما يلي بعض العوامل الرئيسية:
- العوامل الاقتصادية
التوسع والانكماش الاقتصادي: يرتبط معدل البطالة بشكل مباشر بالنمو الاقتصادي. في فترات النمو، يزداد الطلب على السلع والخدمات، مما يؤدي إلى زيادة في فرص العمل. وعلى العكس، في حالات الركود الاقتصادي، قد تنخفض الوظائف المتاحة.
تغيرات في قطاع الصناعة: تحول اليابان إلى اقتصاد قائم على التكنولوجيا والخدمات قد يقلل من الطلب على بعض الوظائف التقليدية ويزيد من الحاجة إلى مهارات جديدة.
- السياسات الحكومية
برامج التدريب والتوظيف: تقدم الحكومة اليابانية برامج للتدريب والتوظيف لتحسين قابلية التوظيف للأفراد، خاصة في الفئات العمرية المختلفة.
تشريعات العمل: سياسات مثل الحد الأدنى للأجور وساعات العمل يمكن أن تؤثر على تكاليف العمالة وعلى معدل البطالة.
- التجارة الدولية
الاعتماد على التصدير: اليابان تعتمد بشكل كبير على الصادرات، لذا فإن التغيرات في الطلب العالمي يمكن أن تؤثر على سوق العمل المحلي. انخفاض الطلب على الصادرات يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوظائف في القطاعات المعنية.
المنافسة العالمية: زيادة المنافسة من دول أخرى قد تؤدي إلى تقليص وظائف في الصناعات التي تعاني من ضغوط تنافسية شديدة.
- الوضع الاجتماعي
المواقف الاجتماعية: التغيرات في القيم الاجتماعية مثل تفضيل الأفراد للتركيز على الأسرة أو التعليم بدلاً من العمل يمكن أن تؤثر على معدل البطالة.
التفاوت في الفرص: عدم المساواة في الفرص بين الجنسين، أو بين المناطق الحضرية والريفية، يمكن أن يؤدي إلى معدلات بطالة متفاوتة.
- الأزمات الاقتصادية
– أزمات مالية وجائحة كورونا: الأزمات الاقتصادية العالمية والأزمات الصحية مثل جائحة كورونا يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سوق العمل، مما يؤدي إلى زيادة البطالة.