في أكتوبر ، جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأسترالي أقل من التوقعات، مما أتاح للبنك الاحتياطي الأسترالي فرصة للاستمرار في سياسته الثابتة. ساهمت الخصومات الحكومية في تقليل الضغوط على الأسعار الأساسية مثل تكاليف الكهرباء والإيجار، مما أثّر في الأرقام المسجلة.
وفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأسترالي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.1% على أساس سنوي، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 2.3%. يشير هذا الانخفاض إلى أن التضخم في أستراليا يظل تحت السيطرة، وهو ما يتماشى مع أهداف بنك الاحتياطي الفيدرالي التي تتراوح بين 2% و3%. هذه النتائج تبرز استقرار الأسعار في الأشهر الثلاثة الأخيرة، مما يمنح البنك الاحتياطي الأسترالي الثقة في عدم الحاجة لتغيير السياسة النقدية في الوقت الراهن.
بالرغم من هذه البيانات المشجعة، يظل البنك الاحتياطي الأسترالي حذرًا في قراراته.
حيث أن المؤشرات الاقتصادية الأخرى قد تظل عرضة للتقلبات في المستقبل. على سبيل المثال، بالرغم من انخفاض أسعار الطاقة، تظل بعض القطاعات الأخرى مثل الإيجارات والشحن تحت ضغوط مستمرة. كما أن التحديات العالمية قد تؤثر على الاقتصاد الأسترالي، مثل ارتفاع أسعار المواد الخام أو التغيرات في السياسات النقدية للدول الكبرى.
وفي هذا السياق، من المحتمل أن يستمر بنك الاحتياطي الأسترالي في مراقبة الوضع عن كثب، مع الأخذ في الاعتبار جميع العوامل المحلية والدولية. سيكون من المهم أيضًا استجابة القطاع الخاص لهذه المتغيرات وكيفية تأقلمه مع بيئة اقتصادية متغيرة.
تشير البيانات إلى أن التضخم في أستراليا يظل ضمن النطاق المستهدف، مما يوفر بعض الراحة للمستهلكين. مع ذلك، تظل التحديات الاقتصادية قائمة، مما يتطلب مزيدًا من المراقبة والحذر في المستقبل. ارتفعت أسعار المساكن الجديدة، التي تشمل المباني الجديدة والتجديدات الكبرى، بنسبة 4.2%، بحسب المكتب الأسترالي للإحصاء.
ارتفاع قيمة العملة الأسترالية وعائدات السندات الحكومية
ارتفع متوسط مقياس الأساس المخفض في أستراليا، والذي يعكس التضخم المعدل بعد استبعاد العناصر المتقلبة، إلى 3.5% في أكتوبرمقارنة بـ3.2% في الشهر السابق. هذا المقياس يعد مهمًا بالنسبة لبنك الاحتياطي الأسترالي، حيث يشير إلى اتجاه التضخم الأساسي في الاقتصاد.
كما أشار مكتب الإحصاء الأسترالي إلى أن انخفاض أسعار الكهرباء والوقود كان له تأثير ملحوظ على النتائج هذا الشهر. ويعكس هذا التراجع في الأسعار تأثير الإجراءات الحكومية التي هدفت إلى تقليل تكاليف المعيشة في بعض القطاعات الأساسية.
في الوقت نفسه، ارتفعت قيمة العملة الأسترالية وعائدات السندات الحكومية ذات العلاقة بالسياسة بعد صدور تقرير التضخم. ويعكس هذا التفاعل في الأسواق توقعات المستثمرين بأن بنك الاحتياطي الأسترالي سيظل ثابتًا في قراراته خلال الأشهر القادمة. تتوقع أسواق المال أن يحافظ البنك على سياسته الحالية حتى مايو المقبل.
في ضوء هذه التطورات، تبقى التوقعات الاقتصادية غير مؤكدة، حيث تعتمد على عدة عوامل محلية ودولية. على الرغم من الاستقرار في معدل التضخم، يراقب بنك الاحتياطي الأسترالي بشكل مستمر تأثير العوامل الخارجية مثل السياسة النقدية للدول الكبرى، وأي تغييرات في الأسعار العالمية للسلع الأساسية.
إضافة إلى ذلك، لا يزال سوق العمل في أستراليا يعكس إشارات من التضخم الخفي. قد يستمر بنك الاحتياطي الأسترالي في متابعة هذه المتغيرات بعناية لتحديد ما إذا كان يجب تعديل سياسته في المستقبل. من المحتمل أن تتأثر قراراته بالضغوط العالمية والمحلية في الفترة القادمة.
بناءً على ذلك، تظل الآفاق الاقتصادية في أستراليا مرهونة بالعديد من العوامل. إن استقرار التضخم في النطاق المستهدف قد يوفر بعض الراحة للمستهلكين، لكنه لا يعني أن التحديات قد انتهت.
وأظهر تقرير الأربعاء أيضًا ما يلي:
وكان من أبرز المساهمين الأغذية والمشروبات غير الكحولية، التي ارتفعت بنسبة 3.3%، والترفيه والثقافة.
التي ارتفعت بنسبة 4.3%، والكحول والتبغ، التي ارتفعت بنسبة 6%. و تم تعويض الارتفاع السنوي في الإيجارات بنسبة 6.7٪ جزئيًا من خلال زيادة الدعم الحكومي وانخفضت الكهرباء بنسبة 35.6٪ بسبب التأثير المشترك لخصومات الطاقة الوطنية وحكومات الولايات
صناع القرار حذرين من مخاطر التضخم
ستكون البيانات الخاصة بأسعار المستهلك في الربع الرابع مدخلاً مهماً لاجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي في ديسمبريترقب الاقتصاديون هذه البيانات بفارغ الصبر.
إذ من المتوقع أن يحافظ البنك على أسعار الفائدة عند 4.35٪. رغم التوقعات بأن البنك قد يخفض الفائدة في المستقبل.
لا يزال التوقيت غير واضح بسبب استقرار التضخم الأساسي وتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
منذ نوفمبر 2023، أبقى بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة كما هي.
مؤكدًا أن الطلب الكلي في الاقتصاد ما زال يتجاوز العرض. يظل صناع القرار حذرين من مخاطر التضخم.
حيث صرحت محافظ البنك، ميشيل بولوك، بأنها تتوقع استمرار الفائدة عند مستوياتها التقييدية في الوقت الحالي. كما أشارت إلى أن البنك سيواصل مراقبة تطورات الأسعار بعناية.
يهدف بنك الاحتياطي الأسترالي إلى إعادة التضخم إلى المستوى المستهدف بشكل مستدام. ولذلك، من غير المرجح أن يتخذ البنك قرارات بناءً على تقرير واحد فقط. وأوضحت بولوك أن مقياس التضخم الشهري قد يكون “متقلبًا للغاية”، وقد يتأثر بعوامل مؤقتة أو غير دائمة. لذلك، فإن البنك لا يعتمد على هذا التقرير فقط في اتخاذ قراراته.
في الواقع، تركز سياسة البنك على التضخم الأساسي، وذلك لتقليل تأثير العوامل المتقلبة مثل أسعار الطاقة. فقد ساعدت التخفيضات الحكومية الأخيرة في أسعار الطاقة على تقليل الرقم الرئيسي لمؤشر أسعار المستهلك، مما أعطى البنك مزيدًا من الوقت للتقييم.
إن السياسة النقدية للبنك تتطلب موازنة دقيقة بين التعامل مع الضغوط التضخمية والمخاطر الاقتصادية الأخرى. في ظل التحديات العالمية، من المحتمل أن يواصل بنك الاحتياطي الأسترالي سياسته الحالية حتى يتم التأكد من استقرار الاقتصاد بشكل كامل. على الرغم من بعض الضغوط الاقتصادية، تظل التوقعات تشير إلى أن البنك سيواصل مراقبة البيانات الاقتصادية عن كثب وستحدد البيانات القادمة المدى الذي قد تستمر فيه السياسة النقدية الحالية.