التحليل الفني في سوق العملات يستند إلى مجموعة من الأسس والمفاهيم التي تشكلت عبر التاريخ، حيث يُعتبر تشارلز داو وراء بدايات النظرية التقنية. منذ ذلك الحين، تطورت الأدوات والتقنيات المستخدمة في هذا المجال، وأصبحت أكثر تطورًا وتعقيدًا، لكن المبادئ الأساسية لا تزال قائمة.
في سوق العملات، يُستخدم التحليل الفني لتحليل أسعار العملات وأنماطها التاريخية بهدف توقع اتجاهات السوق المستقبلية. يتضمن ذلك استخدام مؤشرات فنية مثل المتوسطات المتحركة، والقنوات السعرية، والمستويات الفنية، وأنماط الشموع، والتذبذبات، وغيرها من الأدوات. على سبيل المثال، إذا كانت الأسعار تتحرك في اتجاه صاعد وتتجاوز مستوى معين، فقد يُعتبر ذلك إشارة للشراء. بالمقابل، إذا كانت الأسعار تتحرك في اتجاه هابط وتكسر مستوى دعم معين، فقد يُعتبر ذلك إشارة للبيع. على الرغم من أن التحليل الفني يمكن أن يكون مفيدًا في اتخاذ القرارات التجارية، إلا أنه يجب دائمًا مراعاة عوامل أخرى مثل الأحداث الاقتصادية والسياسية والمخاطر العامة في السوق.
الفرق الرئيسي بين التحليل الفني والتحليل الأساسي يكمن في النهج الذي يتبعه كل منهما لتحليل الأسواق المالية:
- التحليل الأساسي: يركز على دراسة العوامل الاقتصادية والمالية التي تؤثر على قيمة الأصول المالية، مثل الشركات أو السلع أو العملات. يتمثل هدف التحليل الأساسي في تقييم القيمة الحقيقية للأصول من خلال دراسة مجموعة متنوعة من المعلومات، مثل التقارير المالية، والأحداث الاقتصادية، والسياسية، والأخبار العالمية
2التحليل الفني: يركز على دراسة حركات الأسعار التاريخية للأصول المالية باستخدام الرسوم البيانية والأدوات الفنية المختلفة. يتمثل هدف التحليل الفني في تحليل الأنماط والاتجاهات في حركة الأسعار لتوقع الاتجاهات المستقبلية. وعلى الرغم من أن التحليل الفني يمكن أن يأخذ بعض العوامل الأساسية في الاعتبار، إلا أنه يعتمد بشكل رئيسي على البيانات التاريخية للأسعار ويقدم تقديرات استنادًا إلى هذه الحركات دون الاعتماد على العوامل الأساسية بنفس القدر.
التحليل الأساسي يركز على تقييم القيمة الأساسية للأصول، بينما التحليل الفني يركز على تحليل حركات الأسعار السابقة لتوقع الاتجاهات المستقبلية.
مدارس التحليل الفني
مدارس التحليل الفني هي مجموعة من الاتجاهات والأساليب التي تستخدم في تحليل الأسواق المالية. تختلف هذه المدارس في النهج والأدوات المستخدمة، وقد تكون لكل مدرسة مبادئ وتقنيات خاصة بها. إليك شرحا موجزا لبعض أنواع مدارس التحليل الفني التي ذكرتها:
- مدرسة الكلاسيكي: تركز على استخدام مؤشرات تقنية تقليدية مثل المتوسطات المتحركة والقنوات السعرية لتحديد الاتجاهات السعرية ونقاط الدخول والخروج من السوق.
2مدرسة الهارمونيك: تعتمد على استخدام أنماط هندسية معينة في الرسوم البيانية، مثل أنماط الفيبوناتشي ونماذج الهارمونيك، لتحديد الأنماط السعرية المتكررة.
3.مدرسة العرض والطلب : تركز على تحليل مستويات العرض والطلب في السوق وكيفية تأثيرها على أسعار الأصول المالية.
- مدرسة اليوت تكستند إلى نظرية تطور الأسعار والأنماط المتكررة المعروفة باسم نظرية اليوت.
- مدرسة البرايس أكشن: تركز على تحليل حركة الأسعار فقط دون الاعتماد على مؤشرات فنية معقدة، وتعتبر السعر الفعلي هو المؤشر الرئيسي لاتخاذ القرارات التجارية.
- مدرسة التحليل الزمني لجان: تركز على تحليل السوق بناءً على الزمن والدورات الزمنية، وتستخدم أدوات مثل التحليل الدوري ونظرية الدورة اليومية والأسبوعية والسنوية.
نظرية تحليل الفني التي وضعها داو تشمل عدة مفاهيم رئيسية:
- سعر السهم يشمل كل شيء: هذه النظرية تفترض أن سعر السهم يعكس جميع المعلومات المتاحة حول الشركة، وبالتالي، يُعتبر السعر الحالي عادلًا ويمثل القيمة الحقيقية للسهم.
- حركة الأسعار ليست عشوائية تمامًا : وفقًا لداو، يعتقد أن حركة الأسعار ليست عشوائية تمامًا، بل هي ذات نمط يمكن تحليله. يُعتبر المحلل الفني أنه من الممكن تحديد الاتجاهات النمطية في حركة الأسعار
3تحليل الفني يمكن تطبيقه على فترات مختلفة: يمكن استخدام التحليل الفني لتحليل حركة الأسعار على فترات زمنية مختلفة، بما في ذلك فترات قصيرة الأجل وطويلة الأجل.
عند دراسة الرسوم البيانية، يتم ملاحظة أن حركة الأسعار للشركات عادة ما تظهر نمطًا تصاعديًا مع فترات من الحركة العشوائية أو الانخفاض. يقوم المحلل الفني بتحليل هذه النماذج والأنماط لتوقع الاتجاهات المستقبلية لحركة الأسعار.
التنبؤ بالمستقبل:
صحيح، التحليل الفني يهدف إلى توقع حركات الأسعار المستقبلية بناءً على دراسة تحركات الأسعار السابقة. يُعتقد من قبل المحللين الفنيين أن الأسعار تتبع نماذج معينة وأنماط متكررة يمكن استخدامها لتوقع الاتجاهات المستقبلية. ومن المهم فهم أن نتائج التحليل الفني لا تغطي جميع الاحتمالات المحتملة، ولكنها توفر مساعدة للمستثمرين في فهم الاتجاهات العامة وتوقع ما قد يحدث مع الأسعار في المستقبل بناءً على الأنماط التي تم اكتشافها في السابق.
على سبيل المثال، إذا كان مؤشر داكس في ارتفاع مؤخرًا ويظهر نمطًا تصاعديًا واضحًا في الرسم البياني، فقد يشير ذلك إلى استمرار الاتجاه الصاعد في المستقبل، وبالتالي يمكن للمحللين الفنيين أن يقدموا توقعات إيجابية بالنسبة لحركة الأسعار المستقبلية. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدام التحليل الفني بجانب تحليلات أخرى مثل التحليل الأساسي وإدارة المخاطر لاتخاذ القرارات الاستثمارية السليمة.
بعض النقاط الإضافية حول التحليل الفني:
- استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات: يستخدم المحلل الفني مجموعة متنوعة من الأدوات لتحليل الأسواق، بما في ذلك الرسوم البيانية، والمؤشرات الفنية، والنماذج السعرية. هذه الأدوات تساعد في تحديد الاتجاهات والمستويات الرئيسية للدعم والمقاومة.
- التعبير عن النفسية السوقية: يمكن للتحليل الفني أن يسلط الضوء على النفسية السوقية، حيث يمكن للمحللين الفنيين فهم تفاعل المتداولين مع الأسواق وتقدير العواطف التي تؤثر على قراراتهم.
- تحليل مختلف الأسواق: يمكن تطبيق التحليل الفني على مجموعة متنوعة من الأسواق، بما في ذلك الأسهم، والعملات، والسلع، والسندات، والعقود الآجلة، والخيارات.
- التحليل الزمني: يمكن تطبيق التحليل الفني على فترات زمنية مختلفة، بما في ذلك الفترات القصيرة الأجل (مثل الرسوم البيانية اليومية أو الساعية) والفترات الطويلة الأجل (مثل الرسوم البيانية الأسبوعية أو الشهرية).
- الحد من المخاطر: يمكن استخدام التحليل الفني لتحديد نقاط الدخول والخروج وإدارة المخاطر، حيث يمكن للمحللين الفنيين تحديد مستويات الوقف الخسارة والأهداف الهامة لتحديد المخاطر وتحقيق الأرباح.
باستخدام هذه النقاط، يمكن للمتداولين والمستثمرين استخدام التحليل الفني كأداة قوية لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة ومبتكرة.