عاجل: انقلاب مفاجئ في سوق العملات الرقمية بعد تصريحات الفيدرالي

في تعاملات الخميس، شهد السوق عمليات جني أرباح بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته العملات المشفرة. جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول. حيث أشار باول إلى ضرورة التريث قبل اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة، خاصة مع استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي.

تباطأت موجة الصعود التي قادها المضاربون على ارتفاع بيتكوين، والتي انطلقت بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية. هذا التباطؤ كان واضحًا في أسواق

العملات الرقمية، سواء الفورية أو المشتقات.

تراجع سعر بيتكوين يوم الجمعة إلى ما دون 87,000 دولار، ليبتعد بذلك نحو 6,500 دولار عن أعلى مستوى قياسي بلغه يوم الأربعاء. ومع ذلك، تمكنت العملة من تقليص هذه الخسائر بشكل سريع، حيث قفزت إلى ما فوق 88,000 دولار مرة أخرى.

أما بالنسبة لإيثريوم، ثاني أكبر العملات المشفرة، فقد تراجعت بشكل ملحوظ. انخفضت قيمتها بأكثر من 4% خلال آخر 24 ساعة، مما أدى إلى انخفاض سعرها إلى ما دون 3,100 دولار.

بينما كان السوق يعاني من هذه التقلبات، كانت هناك إشارات إلى تأثر المستثمرين بتلك التصريحات. فالتباطؤ في اتخاذ قرارات اقتصادية قد يزيد من حالة الحذر في السوق. على الرغم من ذلك، يبدو أن الارتفاعات المفاجئة لا تزال تثير اهتمام المستثمرين، مما قد يحفز نشاطًا جديدًا في السوق في الأيام القادمة.

من المتوقع أن تظل الأسواق المشفرة تحت تأثير هذه التغيرات الاقتصادية. في الوقت نفسه، قد يستمر تذبذب الأسعار في ظل عدم اليقين بشأن السياسات النقدية الأمريكية. في حال قرر الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، فقد نشهد استقرارًا نسبيًا في السوق.  وستظل العملات الرقمية عرضة للتقلبات القوية نتيجة للتغيرات الاقتصادية والسياسية، مما يضع المستثمرين في موقف يتطلب توخي الحذر.

ضخ المستثمرون نحو 4.7 مليار دولار في صناديق بيتكوين المتداولة في البورصات الأمريكية منذ يوم الانتخابات. وتُقدر الأصول الإجمالية لهذه الصناديق، الصادرة عن الشركات بحوالي 94 مليار دولار.

أداء المشتقات في سوق العملات الرقمية

في سوق المشتقات، كشفت شركةعن انخفاض العلاوة على عقود بيتكوين الآجلة المدرجة في بورصة شيكاغو مقارنة بسعر السوق الفوري. هذا الانخفاض يعكس تغييرًا في توجهات المستثمرين المؤسسيين الذين يعتمدون على هذه العقود لبناء مراكز استثمارية في العملة الرقمية.

وفقًا لبيانات لوحظت زيادة ملحوظة في عقود الخيارات المفتوحة التي تراهن على هبوط بيتكوين، حيث تركزت التوقعات على سعر 80,000 دولار. هذه البيانات تشير إلى أن بعض المستثمرين يتوقعون تصحيحًا في الأسعار أو انخفاضًا حادًا في المستقبل القريب.

من جانبه، صرح مسئول  بالأسواق بدأت تظهر إشارات استقرار. وأضاف أن تضييق الفجوة بين العقود الآجلة وسعر السوق الفوري قد يكون مؤشرًا على انخفاض المخاطر في السوق. هذه الإشارات قد تدل على تراجع التذبذبات الشديدة التي شهدتها أسواق العملات الرقمية في الفترة الماضية.

كما يعتقد بعض المحللين أن الأسواق أصبحت أكثر نضجًا في تعاملاتها مع العقود الآجلة. ويشيرون إلى أن استقرار الفجوة بين العقود الآجلة والسعر الفوري قد يساعد في تعزيز الثقة بين المستثمرين المؤسسيين. من المتوقع أن تساهم هذه التوجهات في دفع السوق نحو مرحلة من الاستقرار النسبي على المدى القصير.

إلى جانب ذلك، هناك اهتمام متزايد بكيفية تأثير هذه التقلبات في أسواق المشتقاتعلى تداول بيتكوين في المستقبل. حيث يتوقع البعض أن يكون هذا التذبذب هو مجرد مرحلة مؤقتة قبل استئناف النشاط الاستثماري الأكبر.  و انه تظل أسواق المشتقات عرضة لتغيرات مفاجئة، لكن في الوقت الحالي تشير المؤشرات إلى اتجاه نحو الاستقرار.

بشكل عام، تؤثر التحركات السياسية بشكل كبير على أسواق العملات الرقمية، ويمكن أن تساهم القرارات المستقبلية لترامب في تشكيل البيئة القانونية والتجارية للعملات المشفرة في الولايات المتحدة مع استمرار التطورات السياسية، يتوقع أن تستمر بيتكوين في جذب الأنظار كمؤشر رئيسي في “تجارة ترامب”.

التحركات السياسية وتأثير ترامب على سوق بيتكوين

ارتفعت قيمة بيتكوين بحوالي 30% منذ الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر، ويعزى ذلك إلى مواقف الرئيس المنتخب دونالد ترامبالداعمة للعملات المشفرة. مع فوزه في الانتخابات، أصبحت بيتكوين جزءًا مما يُعرف بـ”تجارة ترامب”، حيث يتابع المستثمرون عن كثب لمعرفة ما إذا كانت هذه الارتفاعات ستستمر.

وعد ترامب بتقديم إطار تنظيمي مشجع للعملات المشفرة، بالإضافة إلى إنشاء احتياطي استراتيجي من بيتكوين. كما تحدث عن تحويل الولايات المتحدة إلى مركز عالمي لهذه الصناعة المتنامية. هذا التحول في موقفه يثير تساؤلات حول تأثير سياساته على مستقبل العملات الرقمية. في البداية، كان ترامب يشكك في جدوى الأصول الرقمية، لكن مع مرور الوقت وتزايد الدعم من شركات العملات المشفرة خلال حملته الانتخابية، تبدل رأيه بشكل كبير.

ورغم هذه الوعود المتفائلة، يبقى التساؤل قائمًا حول مدى إمكانية تنفيذ هذه الوعود في المدى القريب. يعتقد بعض المحللين أن تحويل الولايات المتحدةإلى مركز عالمي للعملات المشفرة يتطلب جهودًا ضخمة وإصلاحات تنظيمية معقدة. هناك تحديات كبيرة أمام تحقيق هذا الهدف، خاصة في ظل التحفظات التي يبديها البعض في الكونغرس.

علاوة على ذلك، يواجه ترامب ضغطًا من مؤسسات مالية تقليدية قد لا تكون راضية عن التصريحات التي تؤيد العملات الرقمية. في هذا السياق، تبدو التوقعات متباينة حول سوق بيتكوين ومستقبله في ظل السياسات الجديدة. بينما يرى البعض أن التشجيع السياسي قد يدفع السوق نحو مزيد من الارتفاعات، يتوقع آخرون أن يشهد السوق بعض التذبذبات بسبب التحديات التنظيمية.

على المدى الطويل، قد يتشكل المستقبل التنظيمي للعملات المشفرة بناءً على الخطوات التي سيتخذها ترامب وفريقه. إذا نجحت الإدارة الجديدة في تقديم حلول تنظيمية واضحة، فقد ينعكس ذلك إيجابًا على أسعار بيتكوين ويعزز ثقة المستثمرين. وفي المقابل، إذا لم يتمكن من الوفاء بتلك الوعود، قد تتعرض السوق لمخاطر كبيرة.، سيظل السؤال الأهم هو مدى قدرة ترامب على تحقيق هذه الأهداف الطموحة في ظل الضغوط والتحديات السياسية.

توقعات السوق: حالة من التقلبات والضبابية

إن السوق في الوقت الحالي يعتمد بشكل كبير على المضاربة. وأوضح أنه من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تقلبات كبيرة، في ظل غياب الوضوح حول السياسات المالية والنقدية المستقبلية في الولايات المتحدة. أشار ديفيز إلى أن الأسواق ستكون في حالة ترقب حتى يتم الإعلان عن تلك السياسات الجديدة. و أن 90,000 دولارهو مستوى حاسم لمراقبة اتجاه السوق في الفترة القادمة. قد يعمل هذا المستوى كـ”نقطة مقاومة”، أو ربما يشكل نقطة انطلاق نحو مستويات أعلى. وفقًا لبيانات يظهر اهتمام كبير بعقود رهانات تتوقع أن يصل سعر بيتكوين إلى 100,000 دولار يعكس هذا الاهتمام تصاعد التفاؤل في السوق، رغم التقلبات الشديدة التي تشهدها العملات الرقمية.

العملات البديلة: تراجع في شهية المخاطرة

بعيدًا عن بيتكوين شهدت العملات المشفرة الأخرى مثل إيثريوم و دوج كوين تراجعًا كبيرًا في قيمتها يوم الجمعة. جاء هذا التراجع في ظل تقليص المتداولين لمراهناتهم على خفض الفائدة الفيدرالية، بعد التصريحات التي أدلى بها جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. كان باول قد أكد في تصريحاته ضرورة التحلي بالحذر عند التعامل مع السياسة النقدية في الفترة القادمة.

هذا التغيير في التوجهات أدى إلى انخفاض شهية المستثمرين تجاه المخاطرة، مما أثر سلبًا على أداء العملات البديلة وأوضح المحللون أن معظم هذه العملات تعاني من ضغوط شديدة في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة، حيث يميل المستثمرون إلى تقليص تعرضهم للأصول ذات المخاطر العالية. لذلك، تراجعت قيمة إيثريوم و دوج كوين بشكل ملحوظ، خاصة مع تزايد القلق بشأن المستقبل الاقتصادي.

مقالات ذات صلة