الاستثمار للإيثر: تحديات شعبية البيتكوين وأفاق النمو

في تعاملات الثلاثاء، شهدت أسعار العملات المشفرة تراجعًا، ولا سيما في حالة الإيثريوم، على الرغم من موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على طرح صناديق التداول المتداولة في البورصة وبدء التداول بها. وانخفض سعر البيتكوين بنسبة 2.20% ليصل إلى 66497.88 دولار، وتراجعت قيمة الإيثريوم بنسبة 1.64% لتصل إلى 3432.16 دولار، وهبطت الريبل بنسبة 2.87% لتصل إلى 59.87 سنتًا.

ورغم ذلك فقد تمت الموافقة اليوم الثلاثاء على إطلاق وتداول الصناديق المتداولة في البورصة التي تستثمر مباشرة في الإيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية، من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. ومن المتوقع أن يبدأ التداول على هذه الصناديق اعتبارًا من اليوم الثلاثاء. وكان في يوم أمس الاثنين، قدم العديد من مصدري الصناديق بيانات تسجيل إضافية، وتم إصدار إشعار من قبل البورصات يؤكد أنه سيتم تداول الصناديق في اليوم المحدد، مما يشير إلى الموافقة الرسمية من هيئة الأوراق المالية والبورصات على هذا الأمر.

تنافس بعض الشركات الكبيرة في إطلاق صناديق الإيثريوم، ومن بين هذه الشركات توجد “بلاك روك” و”فيدلتي” و”فانيك” وهي مديري أصول ضخمة. ومن جانبها، تركز بعض الشركات المتخصصة في العملات المشفرة مثل “بيت وايز” و”21 شيرز” و”جرايكسيل” على تحويل صناديق الإيثريوم الخاصة بها، التي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، إلى صناديق متداولة في البورصة بتكاليف مختلفة. وتعمل هذه الشركات على الانتقال إلى الأمام أيضًا في هذا المجال.

تم إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة للإيثريوم بعد فترة تقريبية من ستة أشهر من إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين، التي حققت نجاحًا ملحوظًا. حيث تم جذب أكثر من 16 مليار دولار من التدفقات الصافية إلى هذه الصناديق، مما دفع سعر البيتكوين إلى مستوى قياسي جديد فوق 70 ألف دولار.

الاستثمار في الأصول المرتبطة بالـ بلوكشين

ومع ذلك، من المتوقع أن تكون التدفقات كبيرة وفقًا لمعايير معظم عمليات إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة. وتوقع كبير مسؤولي الاستثمار أن تجتذب الصناديق 15 مليار دولار خلال العام ونصف العام الأول من طرحها في السوق. وقال هوجان: “إذا كنت تفكر في مستثمر ليس لديه وجهة نظر محددة – والذي يريد فقط الاستثمار في الأصول المرتبطة بالـ بلوكشين – فإن نقطة بدايته ستكون التعرض لكل من البيتكوين والإيثريوم”.

هناك بعض الصناديق في السوق التي تستخدم بالفعل العقود الآجلة للإيثريوم، لكن هذه الصناديق الجديدة ستكون الأولى في الولايات المتحدة التي تشتري وتحتفظ بالإيثر بشكل فوري. وفي هذه الأثناء، تسجل البيتكوين مستوى 66,528 دولار، بتراجع بغلت نسبته 1.16% في الـ 24 ساعة الأخيرة. بينما تسجل الإيثريوم مستوى 3,453 دولار، متراجعة بحوالي 0.7%. وتابع: «إنه سيكون من المثير للاهتمام أن نراقب كيف سيكون أداء صناديق الاستثمار المتداولة لعملة (الإيثريوم) في الأيام الأولى من التداول، بالمقارنة مع الأداء الأولي من صناديق الاستثمار المتداولة لـ(البتكوين) في أميركا».

وأوضح تينغ أن استقبال صناديق الاستثمار المتداولة لعملة «البتكوين» في الأسواق الأميركية كان إيجابياً للغاية؛ حيث سجل تدفقاً قدره 4.7 مليار دولار في اليوم الأول للتداول. وتتمتع صناديق الاستثمار المتداولة في أميركا بعملة «البتكوين» بإجمالي تدفقات صافية تراكمية تجاوزت 16.59 مليار دولار حتى 17 يوليو. وتابع: «يبقى أن نرى ما إذا كانت صناديق الاستثمار المتداولة في (الإيثريوم) ستتلقى كثافة الاستقبال نفسها؛ لكنني واثق من أن هذا التطور سيكون إيجابياً بشكل كبير بالنسبة لصناعة الأصول الرقمية كُلها  وأشار إلى أن هذه الصناديق المتداولة من الممكن أن تكون بمثابة بوابة للمستثمرين الذين لا يرغبون في الاستثمار المباشر في العملات الرقمية، و«قد ينتقل هؤلاء المستثمرون مع مرور الوقت إلى شراء الأصول بشكل مباشر، مما يساهم في نمو السوق ونضجها

 

 

إطلاق أول صناديق تداول لعملة الإيثريوم

من المتوقع أن تكون صناديق الإيثر أقل شعبية من صناديق البيتكوين، وذلك جزئيًا بسبب حجم سوق الإيثر الذي يبلغ حوالي ربع حجم سوق البيتكوين. يعود ذلك إلى أن البيتكوين قد حظيت بمزيد من الاعتراف والاهتمام من المستثمرين والجمهور بشكل عام، بينما الإيثر يعتبر عملة مشفرة ثانوية وليس له نفس المستوى من الشهرة والتبصرة.

وأظهرت بيانات أن صناديق «البتكوين» المتداولة في البورصة جذبت ما يقرب من 7 مليارات دولار من الأصول في الأسابيع الثلاثة الأولى من التداول. وبلغت قيمة هذه التدفقات النقدية حتى نهاية يوليو 33.1 مليار دولار. ولا يتوقّع مستثمرون أن تقترب القيمة التي ستجمعها «الإيثريوم» من صناديق الاستثمار المتداولة، من التدفقات النقدية التي حصلت عليها «البتكوين» خلال الأسبوع الأول من التداول، نظراً للقيمة السوقية الأصغر لعملة «الإيثريوم» التي تبلغ 424 مليار دولار، مقارنة بـ1.4 تريليون دولار لـ«البتكوين

ووصف الرئيس التنفيذي لشركة «بينانس» إطلاق أول صناديق تداول لعملة «الإيثريوم» بأنه تطور إيجابي لسوق الأصول الرقمية، وقال في بيان إنه سيعزز شرعية العملات المشفرة وإمكانية الوصول إليها. وذكر في البيان الذي تلقَّت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن صناديق الاستثمار المتداولة ستساهم في تبديد المخاوف المتعلقة بشرعية العملات الرقمية ومسائل الامتثال التنظيمي والأمان وإمكانية الوصول: «مما يجعل (الإيثريوم) خياراً استثمارياً أكثر جاذبية». وتوقّع الرئيس التنفيذي لـ«بينانس» أن تكون هناك توزيعات ثابتة لرأس المال في صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالعملات المشفرة. وتابع بأنه «من غير المرجح أن يكون أداء هذه الصناديق دراماتيكياً في البداية، وسوف تتقلب بناء على عوامل الاقتصاد الكلي المختلفة». وتوقع نمو سيولة صناديق الاستثمار المتداولة هذه بشكل كبير في الفترة المقبلة.

وعلى الرغم من المخاوف بشأن الرهانات والعوائد، إلا أن يرى أن إطلاق صناديق الإيثر المتداولة في البورصة يمثل لحظة مهمة للعملات الرقمية، مؤكداً على أهمية وصول المستثمرين إلى سلسلة الكتل ذات التطبيقات المتعددة.

مقالات ذات صلة