بيتكوين تحت ضغط اقتصادي: تأثير الرسوم الجمركية وارتفاع الطلب على الأسعار

شهدت عملة بيتكوين استقرارًا نسبيًا في أسعارها يوم الخميس، حيث تم تداولها بالقرب من مستوى 87,315 دولارًا أمريكيًا. ورغم استقرارها النسبي، تأثرت البيتكوين بتباطؤ الأسواق المالية العالمية بعد الإعلان عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. من المتوقع أن يؤدي هذا إلى تفاقم المخاوف بشأن تأثير هذه الرسوم على الاقتصاد العالمي. وقد جعلت هذه التطورات البيتكوين تحت ضغط هبوطي، مما تسبب في انخفاض طفيف في قيمتها.

تراجع بيتكوين بعد إعلان ترامب عن فرض الرسوم الجمركية

في يوم الأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على جميع السيارات وقطع غيار السيارات التي يتم استيرادها من الخارج. واعتُبرت هذه الخطوة محاولة لتعزيز إنتاج السيارات داخل الولايات المتحدة. لكن هذه الرسوم الجمركية أثارت قلقًا كبيرًا في الأسواق العالمية.

حيث يرى الكثير من المستثمرين أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تصعيد حرب تجارية عالمية قد تؤثر على النمو الاقتصادي العالمي.

عادةً، في مثل هذه الظروف التي تشهد تزايدًا في المخاطر الجيوسياسية، يتجه المستثمرون إلى الأصول الآمنة مثل الذهب، متجنبين الأصول المتقلبة مثل العملات المشفرة. لذلك، أدت هذه الأجواء إلى انخفاض طفيف في قيمة البيتكوين بنسبة 0.2% ليصل إلى 87,315 دولارًا أمريكيًا.

تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق العالمية

بالتوازي مع تراجع سعر البيتكوين، شهدت أسواق الأسهم انخفاضًا ملحوظًا. حيث انخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 1.1%، بينما سجل مؤشر “ناسداك المركب” انخفاضًا بنسبة 2%. في هذه الأثناء، ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ، مما يعكس تزايد الطلب على الملاذات الآمنة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

تستمر الأسواق في مراقبة تطبيق هذه الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل.

وهو التاريخ الذي من المتوقع أن يبدأ فيه تطبيق الرسوم على واردات السيارات، مما يزيد من حالة الترقب والحذر بين المستثمرين.

تراجع أسهم شركة GameStop بعد إعلان عن سندات لشراء بيتكوين

في تطور آخر، انخفضت أسهم شركة “GameStop Corp” بنسبة 8% إلى 26.26 دولارًا أمريكيًا في تداولات ما بعد ساعات العمل يوم الأربعاء بعد أن أعلنت الشركة عن طرح سندات قابلة للتحويل بقيمة 1.3 مليار دولار لتمويل شراء عملة البيتكوين. وكان قد تم الإعلان عن هذه السندات بهدف دعم خطط الشركة في إدراج البيتكوين كأصل احتياطي في خزينة الشركة.

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، شهدت أسهم “GameStop” ارتفاعًا بنسبة 11.7% لتصل إلى 28.36 دولارًا، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المستثمرين بالبيتكوين كأصل استثماري. على الرغم من التراجع في الأساس، تُعتبر هذه التطورات مؤشرًا على التوجه المتزايد نحو دمج البيتكوين في المحافظ الاستثمارية للأفراد والشركات الكبرى.

تراجع العملات البديلة مع انخفاض بيتكوين

مع تراجع البيتكوين، تأثرت أيضًا معظم العملات المشفرة البديلة. انخفضت عملة الإيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة 1.6% لتصل إلى 2,025.96 دولارًا أمريكيًا. كما سجلت عملة XRP، التي تُعتبر ثالث أكبر عملة مشفرة في العالم، انخفاضًا بنسبة 4% لتصل إلى 2.3661 دولارًا.

كما شهدت عملة سولانا انخفاضًا بنسبة 3%، في حين انخفضت عملة كاردانو بنسبة 1.9%.

وقلّصت عملة بوليجون من قيمتها بنسبة 1.6%. على الرغم من هذه التراجعات، شهدت بعض العملات مثل دوجكوين و$TRUMP ارتفاعًا طفيفًا، ما يشير إلى تنوع استجابات المستثمرين تجاه تقلبات السوق.

انخفاض عرض البيتكوين في البورصات: هل يكون بداية للصعود؟

أحد العوامل التي أثارت اهتمام المتداولين هو الانخفاض الكبير في عرض البيتكوين المتاح في البورصات. وفقًا لتحليل شركة “Santiment” المعنية بتقديم بيانات blockchain، تم تسجيل انخفاض في المعروض من البيتكوين في البورصات إلى أدنى مستوى له منذ ثماني سنوات. حيث وصل هذا المعروض إلى 7.53% من إجمالي المعروض في السوق. يُعتبر هذا الانخفاض مؤشرًا إيجابيًا لبعض المحللين الذين يرون فيه علامة على أن ضغط البيع قد يقل، مما يتيح للبيتكوين فرصة للتحرك نحو سعر أعلى.

العوامل المؤسسية وتأثيرها على سعر البيتكوين

النقل المكثف للعملات إلى المحفظات الشخصية يُعد مؤشرًا على أن المستثمرين يتوقعون ارتفاعًا في السعر في المستقبل.

حيث يفضلون الاحتفاظ بالبيتكوين بعيدًا عن الضغوط الفورية للبيع. وعادةً ما يُنظر إلى هذا الانخفاض في المعروض على أنه دليل على استعداد السوق لزيادة الأسعار على المدى الطويل.

أحد العوامل الأساسية التي تُسهم في حركة سعر البيتكوين هو الطلب المؤسسي. وفقًا للبيانات الأخيرة، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين تدفقات ثابتة منذ منتصف مارس.

مما أدى إلى رفع السعر بنسبة أكثر من 10%. وهذا يشير إلى أن المستثمرين المؤسساتيين باتوا يشكلون جزءًا كبيرًا من حركة السوق، مع تأثير أكبر بكثير من المستثمرين الأفراد.

في الوقت نفسه، لا تزال صناديق الاستثمار في البيتكوين في مرحلة نمو، ويُتوقع أن تواصل الجذب المؤسسي في المستقبل. هذا الاهتمام المؤسسي يساعد على استقرار السعر على المدى الطويل.

سلوك سوق البيتكوين وتغيرات كبيرة في المدى الطويل

تُظهر تحليلات السوق أن سلوك البيتكوين يتغير بمرور الوقت. في الماضي، كان يُنظر إلى انخفاضات الأسعار بنسبة 50% كدليل على دخول السوق في مرحلة هبوطية. لكن مع تطور سوق البيتكوين، أصبحت هذه الانخفاضات أقل حدة وأكثر تعافيًا. إذ يُتوقع الآن أن تمر البيتكوين بفترات هبوط قصيرة، بدلاً من الانهيارات الكبيرة التي شهدها السوق في الدورات السابقة.

تُظهر بعض المؤشرات الجديدة، مثل نسبة القيمة السوقية للمستثمرين قصيري الأجل إلى القيمة المحققة، أن البيتكوين أصبح أكثر استقرارًا وأقل عرضة للتقلبات الحادة التي كانت سمة مميزة للأسواق السابقة.

هل يشهد البيتكوين صعودًا جديدًا؟

بالتزامن مع تقلبات السوق الحالية، يبقى سعر البيتكوين في حالة ترقب. يتوقع المحللون أن يحافظ البيتكوين على تذبذباته في المستقبل القريب.

ولكن هناك إشارات واضحة على احتمالية تحقيقه مستويات قياسية جديدة في حال استمر الطلب المؤسسي في النمو وتضاءلت المخاوف الاقتصادية العالمية. إلى جانب ذلك، مع انخفاض المعروض في البورصات وزيادة اهتمام المستثمرين الكبار.

يظل البيتكوين محط أنظار العديد من المتداولين الذين يرون في هذه العملة المشفرة أداة للتحوط ضد الأزمات المالية.

مقالات ذات صلة