البيتكوين تتجاوز 104 آلاف دولار بعد اختراق حاجز البيع

شهدت عملة البيتكوين ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تخطت حاجز 104 آلاف دولار بعد أحداث هامة في السوق. عزا المتداولون هذا الارتفاع إلى اختيار الرئيس المنتخب دونالد ترامب لشخصية مؤيدة للعملات المشفرة لرئاسة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية. هذا التعيين أثار حالة من التفاؤل بين المتداولين، الذين رأوا فيه فرصة لتخفيف القيود التنظيمية على العملات الرقمية.

مع بدء التداولات، سجلت البيتكوين زيادة بنسبة 6% في خلال 24 ساعة فقط يوم الخميس. وفي بعض الفترات، وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 104 آلاف دولار، قبل أن تبدأ في تصحيح قيمتها لتستقر في وقت لاحق عند 102 ألف دولار. هذا التحرك السعري السريع دفع القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة للارتفاع بمقدار 1.4 تريليون دولار.

جاء هذا التحسن الكبير في قيمة البيتكوين بعد إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر. كان لهذا الفوز تأثير كبير على الأسواق المالية.

حيث تزايدت التوقعات بأن ترامب سيخفف من القيود التنظيمية التي قد تؤثر على نمو سوق العملات المشفرة. كما أن هذه التوقعات ساهمت في تعزيز الثقة في بيتكوين والعملات المشفرة الأخرى.

ارتفاع البيتكوين الأخير يعكس تطورًا مهمًا في سوق العملات الرقمية.

حيث يبحث المتداولون عن فرص جديدة في ظل تغييرات السياسة الاقتصادية. هذا الانفجار الكبير في الأسعار يعكس أيضًا التغيرات السريعة في الأسواق المالية العالمية، حيث تشهد العملات المشفرة طلبًا متزايدًا من المستثمرين.

إنشاء احتياطي بيتكوين

كان محللون اقتصاديون وماليون توقعوا أن العملة الرقمية المشفرة بيتكوين تتجه إلى تسجيل أعلى مستوى في تاريخها، مدفوعة بالتطورات السياسية الساخنة التي يشهدها العالم، وفي مقدمتها فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.

كما وعد ترامب سابقاً بإنشاء احتياطي بيتكوين يحمل العملة الرقمية التي جمعتها الحكومة الفيدرالية الأميركية من مصادرة الأصول من المجرمين الماليين.

وتعهد أيضاً بتعزيز قطاع تعدين بيتكوين في الولايات المتحدة، قائلاً إنه يريد تعدين كل عملات البيتكوين المتبقية في العالم في أميركا.

إجراءات تنظيمية داعمة للعملات المشفرة تعزز التفاؤل

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن تعيين بول أتكينز رئيسًا لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، في خطوة وصفها المتداولون بأنها تدعم قطاع العملات المشفرة. يعتبر أتكينز من أبرز الشخصيات التي تدافع عن تخفيف القيود التنظيمية المفروضة على الأسواق المالية، بما في ذلك أسواق العملات الرقمية. وبرز موقفه الإيجابي تجاه العملات المشفرة بعد توليه هذا المنصب.

إذ يُعتقد أنه سيسهم في تغيير سياسة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تجاه القطاع.

الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قد اختار أتكينز ليحل محل غاري غينسلر الذي اتخذ نهجًا متشددًا ضد العملات المشفرة. وكان غينسلر قد فرض العديد من القيود على هذا القطاع بعد انهيار السوق في عام 2022 نتيجة الفضائح المالية والخسائر الكبرى التي تعرض لها العديد من المستثمرين. القرار الجديد أعاد الأمل للكثيرين في القطاع.

حيث يأمل المتداولون أن يؤدي هذا التغيير إلى تخفيف القوانين التنظيمية التي تحد من نمو العملات الرقمية.

في هذا السياق، أعلن ترامب عن خطط تهدف إلى تخفيف القيود المفروضة على صناعة العملات الرقمية.

وهو ما أثار موجة من التفاؤل بين المستثمرين. السوق شهدت ردود فعل إيجابية بعد الإعلان، مع توقعات بارتفاع الأسعار وتوسيع نطاق الاستثمار في العملات المشفرة. تبين من خلال التصريحات أن الرئيس المنتخب يهدف إلى خلق بيئة أكثر تشجيعًا لنمو هذه الصناعة.

لكن على الرغم من هذا التفاؤل، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين تحيط بمستقبل العملات المشفرة. يشهد السوق تقلبات كبيرة، ما يجعل العديد من الخبراء يحذرون من المخاطر التي قد تنجم عن الاستثمار في هذا القطاع. في الوقت الذي يتوقع فيه البعض أن تسهم الإجراءات الجديدة في تعزيز سوق العملات الرقمية، يبقى الحذر هو السمة البارزة لدى آخرين الذين يشككون في استقرار هذا السوق.

حظر العملات المشفرة وتداعياته على السوق

في خطوة داعمة لسوق العملات المشفرة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات له من موسكو أنه من المستحيل حظر العملات الرقمية. أثارت تصريحاته هذه تفاؤلًا كبيرًا بين المتداولين، حيث اعتبرت خطوة جديدة من روسيا نحو تقبل هذا النوع من الأصول الرقمية. لكن رغم هذه التصريحات، لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الإجراءات ستسهم في تحقيق استقرارلأسعار العملات المشفرة.

بحلول 22 نوفمبر، اقتربت بيتكوين من حاجز 100 ألف دولار، لكنها شهدت تراجعًا طفيفًا، لتظل قريبة من هذا الرقم. يرى مؤيدو العملات الرقمية أن هذا الاقتراب من الرقم القياسي يعد تأكيدًا على دور بيتكوين كملاذ آمن ضد التضخم. حيث يعتبرها العديد من المستثمرين بديلاً موثوقًا عن الأصول التقليدية. لكن في المقابل، يثير منتقدو بيتكوين قلقًا بشأن التقلبات الحادة التي شهدتها العملة خلال العام. فقد سجلت العملة زيادة بنسبة 135% منذ بداية العام، ما يثير التساؤلات حول استدامة هذا الاتجاه في المستقبل. يُعتقد أن مثل هذه التقلبات قد تشكل خطرًا على استقرار السوق إذا استمر الاتجاه الصعودي.

في سياق متصل، أعلنت شركة “ميتو” الصينية، التي تختص في إنشاء المحتوى الرقمي، عن بيع جميع حيازاتها من بيتكوين وإيثر. بلغت قيمة هذه الحيازات نحو 180 مليون دولار.

حيث اعتبرت الشركة أن الوقت الحالي هو الأنسب لتحقيق مكاسب كبيرة من هذا السوق المتقلب. هذا التصرف يعكس حالة من الحذر التي تتبعها بعض الشركات، إذ إنها تأخذ في اعتبارها تقلبات السوق عند اتخاذ قراراتها الاستثمارية.

وفي الوقت ذاته، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة لبيتكوين في الولايات المتحدة تدفقات ضخمة هذا العام.

حيث بلغت قيمتها 32 مليار دولار، مع تدفق 8 مليارات دولار منها بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية. يعتبر هذا التطور مؤشرًا على ازدياد الاهتمام المؤسسي بالعملات الرقمية، وتزايد فرصها في السوق المالية العالمية. كما سجلت الأصول المشفرة والمشتقات المرتبطة بها عبر البورصات المركزية حجم تداول قياسيًا بلغ أكثر من 10 تريليونات دولار الشهر الماضي، ما يعكس حجم النشاط الكبير في هذا القطاع.

النظرة المستقبلية للعملات المشفرة

بينما تواصل العملات المشفرة جذب الانتباه على مستوى العالم، يظل السوق عرضة للتقلبات. حيث يبقى السؤال الأبرز حول استدامة هذا النمو الكبير. ومع استمرار التحديات التنظيمية، بما في ذلك المواقف الحكومية المتفاوتة تجاه العملات الرقمية، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه العملات ستظل تحظى بالنمو المطرد على المدى الطويل.

من الجدير بالذكر أن النظرة المستقبلية للعملات المشفرة تعتمد بشكل كبير على تقبل الحكومات واتباع سياسات أكثر وضوحًا وتنظيمًا. قد تسهم هذه السياسات في تسريع وتيرة تقبل العملات الرقمية على نطاق أوسع، أو قد تعرقل نموها إذا تم تطبيق قيود صارمة.

مقالات ذات صلة