أداء البيتكوين في ظل التوترات التجارية
تراجعت البيتكوين بأكثر من 2% يوم الأحد، متأثرة بإشارات متضاربة حول الرسوم الجمركية على الصين. ورغم الخسائر، استقرت العملة يوم الاثنين نتيجة تحسن محدود في شهية المخاطرة. أدى إعلان إعفاءات جمركية أميركية جزئية إلى تهدئة بعض مخاوف المستثمرين مؤقتًا. لكن، ما زال القلق من تصاعد الحرب التجارية يُبقي المتداولين في حالة ترقب دائم.
شهدت العملات المشفرة تقلبات حادة بسبب التوتر التجاري بين الصين وأمريكا. تراجعت بيتكوين إلى 74 ألف دولار، ثم ارتدت بقوة بعد تصريحات ترامب حول الرسوم. و قدّم الرئيس تنازلات لبعض الشركاء التجاريين، بينما استُثنيت الصين من ذلك. و استقر السعر عند 84,447 دولارًا.
علاقة الإعفاءات الجمركية بأداء السوق
أعلنت الإدارة الأمريكية عن إعفاء مؤقت لبعض الواردات الإلكترونية من الرسوم الجمركية. شملت هذه الإعفاءات الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، وأشباه الموصلات. مثّل هذا الإعلان عامل تهدئة جزئي للأسواق المالية، خاصة الأصول عالية المخاطرة. رغم ذلك، لم تنعكس هذه الخطوة بإيجابية كبيرة على بيتكوين مقارنةً بالأسهم. فقد ظلت العملة المشفرة تتحرك بشكل أفقي دون مكاسب ملحوظة. من جهة أخرى، أوضح ترامب أن الإعفاءات مؤقتة، وقد تُفرض تعريفات جديدة لاحقًا. وأشار إلى تحقيق قيد الدراسة بشأن قطاع الرقائق الإلكترونية لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
بالتزامن مع ذلك، ارتفعت التعريفات الجمركية على الصين لتصل إلى 145%. وردّت الصين بفرض رسوم انتقامية بلغت 125%، مما زاد من حدة الحرب التجارية. هذه التطورات زادت قلق المتداولين، ودفعتهم إلى الابتعاد عن الأصول الخطرة. في المقابل، فضّل المستثمرون اللجوء إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والين الياباني. تُظهر هذه التحركات كيف تؤثر السياسات التجارية على أداء الأصول الرقمية. فكل إعلان أو تعديل في السياسة ينعكس فورًا على معنويات السوق واتجاهاته.
سعر البيتكوين: توقعات الأسواق وردود الفعل
أثارت التصريحات الأخيرة من البيت الأبيض ردود فعل متباينة في الأسواق. فعلى الرغم من نبرة التفاؤل بشأن الإعفاءات الجمركية، بقي الحذر يسيطر على المتداولين. و ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية بنسبة واضحة، مدفوعة بتحسن جزئي في شهية المخاطرة. في المقابل، لم تحقق العملات المشفرة مكاسب مماثلة، بل حافظت على تداولها في نطاق ضيق. أشارت تحركات السوق إلى أن المستثمرين لم يطمئنوا بالكامل تجاه مستقبل التعريفات. فالمخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية ما زالت قائمة، وتؤثر سلبًا على الأصول الرقمية.
بالتوازي، لاحظ المحللون تزايد القلق من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة. هذه التوقعات أثرت على قرارات المتداولين، وأضعفت الإقبال على العملات المشفرة. كما ساهمت تصريحات ترامب حول تحقيق جديد في قطاع الرقائق في زيادة الغموض.
هذا النوع من السياسات يزيد من تذبذب الأسواق ويضعف ثقة المستثمرين بالأصول غير المستقرة. وبينما أبدت الأسواق التقليدية بعض التماسك، بدا سوق العملات الرقمية أكثر عرضة للتقلبات. ويعود ذلك إلى طبيعة العملات المشفرة التي تتأثر بسرعة بأي تحولات في السياسات الاقتصادية.
في المجمل، تظهر ردود الفعل الحالية أن السوق يترقب وضوحًا أكبر في السياسة التجارية. إلى أن يتحقق ذلك، ستبقى تحركات بيتكوين وغيرها من العملات محدودة ومحاطة بالحذر.
استراتيجية مايكل سايلور و”مايكرو ستراتيجي“
واصل مايكل سايلور، الرئيس التنفيذي لشركة “مايكرو ستراتيجي”، إثارة الجدل في سوق العملات الرقمية. فقد ألمح مؤخرًا إلى نية الشركة تعزيز حيازتها من عملة البيتكوين، رغم الخسائر الأخيرة. نشر سايلور عدة منشورات غامضة على منصة “X”، أثارت توقعات حول شراء وشيك للعملات. ومن بين تلك المنشورات، ظهرت أداة تتبع حيازات البيتكوين الخاصة بالشركة، والتي استخدمت سابقًا لتلمّح إلى صفقات شراء كبيرة.
جاءت هذه التلميحات بعد إعلان الشركة عن خسائر غير محققة بلغت 5.9 مليار دولار في أصولها الرقمية. ورغم هذا التراجع الكبير، حافظت الشركة على موقفها الداعم للبيتكوين كأصل استراتيجي طويل الأجل. خلال الربع الأول من عام 2025، اشترت “مايكرو ستراتيجي” ما يقرب من 80,715 بيتكوين.
ديناميكيات الرافعة المالية ومعنويات السوق
يعكس هذا التوجه إيمان سايلور القوي بالبيتكوين، حتى في أوقات التراجع والتقلب الحاد.
وهو ما يميّز “مايكرو ستراتيجي” عن العديد من الشركات الأخرى التي تتبنى نهجًا أكثر تحفظًا. بمرور الوقت، أصبحت الشركة تُعرف كمؤسسة مؤثرة في سوق العملات الرقمية. وغالبًا ما تؤدي تحركاتها إلى تذبذب الأسعار أو حتى تغيير في اتجاه السوق. في هذا السياق، يراقب المستثمرون عن كثب قرارات سايلور، باعتبارها مؤشرًا على ثقة مؤسسية. وإذا استمرت “مايكرو ستراتيجي” في الشراء، فقد يعزز ذلك معنويات السوق المتراجعة.
سعر البيتكوين و أداء العملات البديلة
تحركت العملات المشفرة ضمن نطاق ضيق يوم الاثنين. ارتفعت إيثر بنسبة 0.4% لتصل إلى 1,622 دولارًا.
في المقابل، تراجعت ريبل بنسبة 0.4% إلى 2.13 دولارًا. صعدت سولانا بنسبة 2.7%، بينما انخفضت كاردانو وبوليجون بنسب ملحوظة. ظلت عملة دوجكوين مستقرة، في حين تراجع رمز $TRUMP بنسبة 3.1%.
مع إغلاق أسعار بيتكوين الأسبوع عند مستوى مثير للإعجاب بلغ 84 ألف دولار أمريكي، يُشير الارتفاع المتزامن في حجم الاستثمار المباشر من 7.6 مليار دولار أمريكي إلى 8.8 مليار دولار أمريكي إلى زيادة ملحوظة في التفاعل في السوق. ومع ذلك، يُثير هذا الوضع، الناجم عن الرافعة المالية، مخاوف لدى المحللين بشأن استدامة هذه التحركات السعرية والآثار المحتملة للرافعة المالية العالية.
فهم الاهتمام المفتوح في السياق
غالبًا ما يكون الارتفاع الحاد في OI انعكاسًا لتنامي المعنويات الصعودية. ومع ذلك، فإنه يُعرّض السوق أيضًا لاحتمالية حدوث انعكاسات سريعة إذا اضطر العديد من المتداولين إلى تصفية مراكزهم. تشير الأنماط التاريخية إلى أن ارتفاعات السيولة المفاجئة قد تُؤدي إلى تحركات أسعار سلبية، خاصةً للمراكز ذات الرافعة المالية العالية. هذا النوع من بيئة التداول يتطلب الحذر من المستثمرين، لأن التقلبات الناجمة عن ارتفاع OI قد تُؤدي إلى تأثير الدومينو لعمليات التصفية.