صناديق البيتكوين تشهد تدفقات هائلة وسعر العملة يتحرك باتجاه مستوى هام

شهدت عملة البيتكوين مؤخرًا زيادة كبيرة في تدفقات الأموال إلى صناديقها الاستثمارية. اقتربت البيتكوين من حاجز 100,000 دولار، إذ كانت تبتعد عنه بمئات الدولارات فقط. لكن بعد ذلك، شهدت العملة تراجعًا طفيفًا ليصل السعر إلى 90,702 دولار يوم الثلاثاء، قبل أن تنتعش مجددًا لتتداول الآن عند حوالي 96,150 دولارًا. يشير هذا التحرك إلى تقلبات حادة في قيمة العملة، مما يلفت الأنظار إلى التحديات التي قد تواجهها في اختراق حاجز 100,000 دولار.

ضغط البيع لجني الأرباح

من أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع السعر هو زيادة عمليات البيع لجني الأرباح. مع وصول البيتكوين إلى أسعار غير مسبوقة، بدأ بعض المستثمرين في بيع الأصول لتحقيق مكاسبهم. كما أشار أندريه دراجوش، رئيس قسم الأبحاث في شركة Bitwise لإدارة الأصول، إلى أن حاملي البيتكوين على المدى الطويل بدأوا في بيع كميات كبيرة من عملاتهم في فترة الارتفاع الأخيرة. هذا السلوك رفع من حجم المعروض في السوق، مما أدى إلى تراجع الأسعار.

هل يستطيع البيتكوين تجاوز حاجز الـ 100,000 دولار؟

رغم الارتفاعات الأخيرة، يظل البعض مترددًا في التوقعات بشأن قدرة البيتكوين على تجاوز حاجز 100,000 دولار. يعتقد المحلل في شركة للوساطة المالية، أن هذا المستوى يشكل عقبة كبيرة. بحسب موريسون، يبدو أن حاجز الـ 100,000 دولار يعد حاجزًا نفسيًا يصعب اختراقه.

وقد يحد من تحركات البيتكوين نحو مستويات أعلى. يرى البعض أن هذا الرقم قد يظل صعبًا الوصول له في المستقبل القريب، خاصة مع تباطؤ النمو في السوق.

المخاوف من تدفق الأموال على حساب القيمة الفعلية

ينبه بعض الخبراء إلى أن الارتفاع السريع في سعر البيتكوين قد يمنح المستثمرين شعورًا زائفًا بالأمان. في هذا السياق، ذكر كبير استراتيجيي الذهب ، أن البيتكوين يعتمد بشكل رئيسي على تحقيق العوائد، وهذا يعني أن الكثير من المستثمرين يشترون العملة بغرض المضاربة على ارتفاع الأسعار، وليس بناءً على أساسيات اقتصادية أو قيمة حقيقية للعملة.

أسباب عودة الصعود في سوق البيتكوين

شهدت عملة البيتكوين مؤخرًا صعودًا ملحوظًا، مما دفعها للاقتراب من حاجز الـ 100 ألف دولار. يعد هذا الارتفاع التاريخي ثمرة عدة عوامل متشابكة، منها التدفقات الكبيرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs) المرتبطة بالبيتكوين والدعم السياسي المستمر للقطاع. تقترب مجموعة مكونة من 12 صندوقًا أميركيًا متداولًا في البورصة، والتي تستثمر في البيتكوين، من تسجيل تدفقات شهرية قياسية جديدة.

دعم صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين

أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الصعود هو الارتفاع الملحوظ في تدفقات الأموال إلى صناديق الاستثمار المتداولة التي تستثمر في البيتكوين. وفقًا لبيانات “بلومبرغ”، جذبت صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالبيتكوين مثل بلاك روك وفيديليتي إنفستمنتس تدفقات بلغت قيمتها 6.2 مليار دولار في نوفمبر الجاري. هذا الرقم يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 6 مليارات دولار والذي تحقق في فبراير الماضي. هذا النمو الكبير في التدفقات يأتي وسط حالة من التفاؤل بين المستثمرين.

خاصة مع بداية عام جديد وإطلاق منتجات مالية جديدة في قطاع العملات المشفرة.

الدعم السياسي وتأثير تصريحات ترامب

من العوامل التي ساهمت في الصعود الأخير لعملة البيتكوين كان الدعم السياسي، خصوصًا من الرئيس المنتخب دونالد ترامب. فقد وعد ترامب بعكس سياسة إدارة بايدن التي تتعلق بتشديد الرقابة على العملات المشفرة، مما عزز الثقة في هذا القطاع. بالإضافة إلى ذلك، أيد ترامب فكرة إنشاء احتياطي استراتيجي أميركي من العملة المشفرة، وهو ما سيسهم في تعزيز قبول البيتكوين كأصل استثماري رئيسي في الأسواق.

التوقعات المستقبلية لصناديق البيتكوين

في ضوء هذه الظروف، يشير الخبراء إلى أن تدفقات الأموال إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين قد تستمر في الارتفاع. وفقًا لجوش غيلبرت، محلل الأسواق في منصة eToro، من المتوقع أن تستمر هذه التدفقات بشكل كبير، خاصة مع الإدارة القادمة. مع توقع تحول المزيد من الشركات وصناديق التقاعد نحو الاستثمار في البيتكوين، يُتوقع أن تصبح هذه الأصول أكثر وصولًا وسهولة للمستثمرين.

تأثير التغيرات السياسية على سوق العملات المشفرة

وافقت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) تحت قيادة رئيسها المنتهية ولايته، غاري غينسلر، على إطلاق صناديق الاستثمار الفورية المتداولة في بيتكوين خلال يناير الماضي. جاء هذا القرار بعد حكم قضائي في 2023، الذي ساعد في تسريع الموافقة على تلك الصناديق. لاحقًا، منحت اللجنة الضوء الأخضر لإطلاق صناديق استثمارية تركز على إيثيريوم، ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية.

التغيرات السياسية وتأثيرها على مستقبل صناديق العملات المشفرة

مع استعداد غينسلر لمغادرة منصبه، يتوقع الكثيرون أن يعين الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، رئيسًا جديدًا للجنة الأوراق المالية والبورصات.

والذي من المحتمل أن يكون أكثر دعمًا للأصول المشفرة. هذا التغيير في القيادة قد يمهد الطريق لإطلاق صناديق استثمارية جديدة تستهدف رموزًا مشفرة متنوعة، مما يسهم في نمو القطاع بشكل أكبر.

موقف ترامب من العملات المشفرة

من الجدير بالذكر أن ترامب، الذي كان في السابق متشككًا بشأن العملات المشفرة، قد عدل موقفه بشكل كبير. جاء هذا التغيير بعد تلقي قطاع العملات المشفرة دعمًا ماليًا كبيرًا خلال حملته الانتخابية. الدعم المتزايد لهذا القطاع يشير إلى تحول سياسي نحو مزيد من القبول المؤسسي للعملات المشفرة، الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز استثمارات كبيرة في هذا المجال.

صناديق بيتكوين وإثريوم كدليل على النمو

تمثل صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين مثالًا واضحًا على النمو السريع الذي شهدته صناعة العملات المشفرة. مع التغيرات السياسية والتنظيمية المرتقبة، من المتوقع أن يزداد الدعم المؤسسي لهذا القطاع. هذه الصناديق تمثل مرحلة جديدة في تطور العملات المشفرة، حيث سيستمر المستثمرون في الاستفادة من التقلبات العالية في هذه الأصول الرقمية. هذا النوع من الاستثمار قد يؤدي إلى تقلبات حادة في المستقبل. فبينما قد يشهد السوق ارتفاعًا في الأسعار بشكل مؤقت، إلا أن تصحيح الأسعار قد يحدث عندما تتأثر الثقة في الاستثمارات المبنية على العوائد فقط.

مقالات ذات صلة